مشروع في الشارقة بسواعد شبابية

«جدران» يرمم 173 منزلاً لأسر أيتام

مشروع «جدران» أطلقته مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي لصيانة وترميم منازل الأيتام. تصوير: تشاندرا بالان

بسواعد شبابية، تمكن مشروع «جدران» الذي أطلقته مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي من صيانة وترميم 173 منزلاً يقطنها منتسبو المؤسسة من أيتام وأسرهم. وشارك في المشروع شركاء أساسيون، منهم كليات التقنية العليا للطالبات والجامعة الأميركية، اللتان شمر طلابهما عن سواعدهم، وأسهموا في صيانة المنازل وترميم القديم منها، إضافة إلى الوقوف على الاحتياجات الأساسية لأسر الأيتام، من أدوات إلكترونية وأثاث وإنشاء وتزيين حدائق منزلية.

وقالت مديرة المؤسسة، منى بن هدة السويدي، إن «المؤسسة تقدم الرعاية للأبناء فاقدي الأب داخل أسرهم، الذين تجاوز عددهم 2000 يتيم، إذ يتم تقديم خدمات التمكين الاجتماعي والأكاديمي والنفسي والصحي والتربوي والمهني والاقتصادي لهم، وذلك بعد دراسة احتياجاتهم الفعلية، وطرح البرامج والمشروعات التي تسهم في دعمهم حتى يعتمدوا على أنفسهم».

ولفتت بن هدة في مؤتمر صحافي عقد أمس، في الشارقة، إلى أن «المؤسسة تقدم التمكين البيئي لأسر الأيتام من خلال طرح مشروع (جدران) الذي ينبثق من فكرة إنسانية سامية لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بعد زيارة سموها للمؤسسة، دعت من خلالها إلى إشراك المجتمع في تغيير واقع اليتيم، واحتواء أسرته، واطلاق برنامج جدران».

مشروع إنساني

تابعت بن هدة أن «جدران يعد مشروعاً تطبيقياً، يهدف إلى تحقيق بيئة سكنية صحية وملائمة للطفل فاقد الأب (اليتيم)، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية التي من شأنها تغيير نفسية اليتيم وترغيبه في بيئة المنزل، الأمر الذي ينعكس على تقبله لواقعه، وذلك من خلال توفير المستلزمات الاستهلاكية اللازمة لكل أسرة، والتكفل بأعمال الصيانة المنزلية، والقيام بأعمال الصبغ، وتزيين حدائق المنازل، وتوفير الأثاث والمفروشات اللازمة لغرف المنزل».

تجربة طالبة

استعرضت الطالبة في الجامعة الأميركية في الشارقة، بدور خليل، تجربتها في التطوع في مشروع «جدران» لترميم منازل أسر الأيتام. وقالت إنها تشارك دائماً في المشروعات الانسانية، إضافة إلى 100 طالب متطوع من جنسيات مختلفة تمكنوا من ترميم وإعادة صيانة منزل في غضون شهر، إذ قسم فريق العمل المهام للعمل لمدة ثلاث ساعات بعد انتهاء الدوام الرسمي في الجامعة.

ولفتت إلى أن المنزل أعيد ترميمه بعد الوقوف عند حاجة كل فرد من الأسر، ثم تم تنظيف المنزل وصيانته وإعادة تأثيثه كاملاً.

جاء اختيار المنازل اللازمة صيانتها وإعادة ترميمها وتوفير المستلزمات الاساسية لها، بعد تنظيم المؤسسة برامج وزيارات ميدانية، تم خلالها معاينة منازل أسر الأيتام وتفقد احتياجاتهم البيئية، كما دعت البرامج النفسية والتربية والوقائية التي تقدمها المؤسسة للمنتسبين إلى ضرورة استحداث المشروع، وذلك في استجابة للتوصيات التي قدمها الاستشاريون النفسيون والمشرفون بضرورة تجديد غرفة اليتيم بما يتناسب واحتياجاته النفسية، إذ يركز «جدران» على نفسية الابن فاقد الأب، وبناء بيئة صحية تحتويه وتراعي خصوصيته ومراحله النفسية والعمرية لتخلق منه شخصية تفيض بالإبداع.

وذكرت أن «المشروع تمكن من إجراء تمكين بيئي لأكثر من 173 منزلاً يعود لأسر أيتام من منتسبي المؤسسة، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها 236 ألف درهم، إضافة إلى التبرعات العينية من جهات وأفراد في المجتمع، منها الأجهزة الكهربائية وغرف النوم والمواد الاستهلاكية، كما أن العمل في صيانة تلك المنازل استغرق ما بين أسبوع إلى شهر».

وحول آلية الانضمام إلى المشروع قالت إنه «يتوجب على المؤسسة المتطوعة التواصل مع إدارة البحث الاجتماعي والتسجيل من خلال تعبئة استمارة التطوع في المشروع، إذ تتم دراسة الطلب من قبل إدارة البحث الاجتماعي، أما الأفراد الراغبون في التطوع فعليهم أن يقدموا التبرعات العينية أو المالية أو الانضمام إلى فريق العمل التطوعي».

وفي ما يتعلق بخطة المشروع للعام المقبل، أوضحت بن هدة أن «هناك 100 أسرة يتيم ستستفيد من المشروع بميزانية رصدت بنحو 300 ألف درهم، لذلك نقدم دعوة إلى الجامعات والكليات للتعاون في المشروع بكوادرها الطلابية والرعاة والشركات ليكونوا شركاء دائمين للمشروع».

شركاء وسواعد

قالت الشيخة أمل القاسمي، العميد المشارك لشؤون المجتمع والعلاقات العامة بكليات التقنية العليا للطالبات بالشارقة وشركاء مشروع «جدران»،إن «كليات التقنية نفذت مشروع (الأقربون أولى بالمعروف)، الذي نظم على هامش معرض (موزاييك تعرف على عالم 2010)، بمساعدة مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي في قوائم الحالات التي يحتاج منزلها إلى ترميم وإعادة صيانة، ومن هنا جاءت مشاركة طالبات وطلاب إماراتيين من اختصاص الهندسة في الكلية، في البناء والترميم واجراء عمليات الصباغة والتسليك». وذكرت أن «أحد المنازل التي تم ترميمها، لأسرة يتيم يدرس في الكلية، يتكون من اربع غرف، لا يستطيع قاطنوه استخدامها، لسوء حالته، إذ إن الأسقف والجدران مشققة، والابواب محطمة، لذلك يعيش جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة».

ولفتت إلى أن «الطلاب قاموا بإزالة السقف والجدران وأعادوا بناءها، بإشراف بلدية الشارقة وشركة متخصصة، كما رمموا المنزل كاملاً واستبدلوا الاسلاك الكهربائية واعادوا صبغ الغرف، بحسب طبيعة أفراد الأسرة وأعمارهم، ورتبوا المنزل، واشتروا الاثاث اللازم ومستلزمات الأسرة من أدوات وأجهزة كهربائية».

وأكدت القاسمي أن «ثقافة التطوع موجودة لدى المؤسسات التعليمية التي تغذي بها الطلاب الذين يقومون بالأعمال الانسانية والتطوعية المشرفة لخدمة المجتمع بشرائحه المختلفة، لكن تلك الثقافة مفقودة عند الأسر، إذ إن الطالب الراغب في التطوع يواجه الرفض من قبل اسرته التي لاتزال تشعر بالخجل من عمل أبنائها في المجال التطوعي».

من جانبه، قال مدير إدارة الأملاك والاستثمار الوقفي بالأمانة العامة للأوقاف في الشارقة حسن صعب، إن «الاوقاف بادرت بتقديم دعم مالي بقيمة 500 ألف درهم، لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، لدعم مشروع (جدران)، لضمان توفير بيئة صحية آمنة للأيتام من منتسبي المؤسسة، تقديم المستلزمات الاستهلاكية اللازمة لكل أسرة، والتكفل بصيانة وترميم المنازل القديمة».

وفي إطار الدعم ومساعدة الأيتام وأسرهم تقوم إدارة تطوير الهيئات الطلابية في الجامعة الأميركية في الشارقة، من خلال قسم خدمة المجتمع بالتعاون مع مؤسسة التمكين في دعم المشروع من خلال مساهمة 400 من الطلبة المتطوعين.

تويتر