تعديل مواقيت العلاج تحت إشراف الطبيب ضروري

الغذاء الصحي والدواء.. سبيــلا مرضى الضغط لصيام مريح

قياس الضغط بصفة دورية مهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم للمرضى. غيتي

شدد خبراء على ضرورة اهتمام مرضى ضغط الدم في الصيام بالفحوص الدورية خلال الصيام، والانتظام في تناول الأدوية الخاصة بهم في مواعيد تتناسب مع الشهر الفضيل، مع مراعاة تعديلها وفقاً لإرشادات الطبيب، محذرين من أن مرضى الضغط، حالهم حال مرضى السكري، قد يسبب لهم الصيام الكثير من المخاطر الصحية في حال عدم التزامهم بالإرشادات.

ورأت خبيرة المكملات الغذائية، سمر بدوي، أنه من الضروري أن يقوم مريض ضغط الدم بالفحص الدوري لقياس الضغط، وعدم الانقطاع عن الأدوية التي يتناولها بشكل يومي، مشيرة إلى وجوب إجراء بعض التعديلات في مواقيت الأدوية، بمتابعة الطبيب الاستشاري.

ونصحت مرضى الضغط بالابتعاد عن الموالح، وشرب الكثير من الماء، نظراً إلى أهميته في الحفاظ على توازن البوتاسيوم والصوديوم في الجسم، لافتة إلى أهمية تناول الأطباق الصحية عند الأفطار، لاسيما الغنية بالخضراوات، ومنها التبولة، على سبيل المثال، فهي مفيدة جداً.

وأضافت سمر بدوي لـ«الإمارات اليوم» انه «يتعين على ربة البيت تقديم الأطباق بطريقة صحية، والاستعانة ببعض المنكهات، ومنها القرفة والبهارات، فهي تغني عن استخدام الملح، أما العصير المفضل لمرضى الضغط فهو عصير الرمان، ومشروب الكركديه»، منوهة إلى وجوب تناولهم للثوم بشكل يومي، سواء في الطعام أو تقطيعه وابتلاعه كالأدوية مع الماء.

الضغط والماء

أكدت دراسة أميركية حديثة أهمية شرب الماء في فترة الإفطار بشكل كبير، لتعويض السوائل، إذ أوضحت نتائج دراسة أجريت على 174 شخصاً كانوا من المصابين بضغط الدم المرتفع، ومارسوا نوعاً خاصاً من الصيام عن كل شيء عدا الماء فقط، أظهرت النتائج انخفاض ضغط الدم بصورة كافية، إذ حقق 90٪ من المرضى مستوى ضغط دم طبيعي، حتى أنهم امتنعوا تماماً عن أدوية الضغط المرتفع.

ارتفاع مفرط

من جانبها، قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، إنه «غالباً ما يستطيع مرضى ارتفاع ضغط الدم الصيام إلا في الحالات التي يعاني أصحابها ارتفاعاً مفرطاً في الضغط، أو ما يسمى بضغط الدم الخبيث الذي يتم علاجه بأخذ جرعات متكررة وعلى فترات متقاربة من أدوية خفض ضغط الدم، ما يجعل الصيام صعباً»، مشيرة إلى أنه «في حالة عدم الانتظام في جرعات الأدوية من الممكن أن يسبب مضاعفات خطرة».

وضغط الدم عبارة عن القوة على جدران الشرايين عن طريق الدم المتدفق عبر الجسم، وعند قراءة ضغط الدم يوجد رقمان، الأول هو الرقم الضغط الانقباضي، والرقم الثاني هو الانبساطي وقياس ضغط الدم الطبيعي هو 120/.80

واكدت راشد أن «معظم المصابين بالضغط لا يعرفون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، ويجهلون ذلك لسنوات، فمن المستحسن الخضوع للفحوص الدورية، إذ لا توجد أعراض واضحة، وقد تكون الأعراض التعب الشديد والصداع والدوخة والغثيان ومشكلات في الرؤية والتنفس وعدم انتظام ضربات القلب».

وأضافت: «على الرغم من عدم وجود أسباب حقيقة معروفة لضغط الدم، ولكن هناك عوامل ارتبطت مع ضغط الدم كالتدخين والسمنة وزيادة الوزن، ومرض السكري، والحياة الخاملة وقلة النشاط البدني، وتناول ملح الطعام والصوديوم بكميات عالية، ونقص الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين (د)، وشرب الكحول، والإجهاد والأرق، والتقدم في العمر، ووجود تاريخ عائلي، وأمراض الكلى، وأمراض الغدد».

نظام «داش»

ذكرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي أن النظام الغذائي المتبع لمرضى ارتفاع ضغط الدم يسمى بنظام «داش» (الخطة الغذائية لخفض ضغط الدم)، حسب توصيات الجمعية الأميركية للقلب. واثبت دراسات أن هذا النظام يخفض ضغط الدم إذا تم اتباعه لمدة 14 يوماً، ويعد من الحلول السهلة التي يجب اتباعها عند إعداد وجبتي الإفطار والسحور، لأنه نظام حياتي يومي فيه بعض التعديلات على مستوى السعرات الحرارية، إذ يتم الحد من تناول الدهون، خصوصاً الدهون المشبعة وخفض نسبة الكوليسترول والصوديوم.

وفصلت بعض التوجيهات التي يمكن اتباعها لتخفيف الدهون، إذ يمكن تخفيف الكمية المتناولة من الدهون المشبعة والكوليسترول، من خلال اختيار المنتجات القليلة الدهون، وتغيير طرق إعداد وطهي الطعام من القلي إلى الشواء والسلق، وتجنب أطعمة الوجبات السريعة، مشيرة إلى أهمية زيادة وجبة الفواكه والخضراوات المتناولة ومنتجات الأجبان والألبان، وزيادة الألياف من الحبوب الكاملة كالخبز الكامل ومنتجات حبوب إفطار الصباح المصنعة من الحبوب الكاملة، والمعكرونة المصنعة من الحبوب الكاملة، والبقوليات والفواكه والخضراوات والشوفان، وتقليل كمية الصوديوم، حد أقصى 2400 ملليغرام، وحد أدنى 1500 ملليغرام في اليوم، والحـد من تناول الحلويات والسكريات.

ونوهت راشد إلى أن الخطة الغذائية المعتمدة تستند على 2000 سعر حراري، ويمكن تعديلها وفق احتياجات الفرد إلى 1600 سعر حراري و2600 سعر حراري، وتكون من ست إلى ثماني حصص من الحبوب الكاملة خلال اليوم، وخمس حصص من الخضراوات التي تعد مصدراً جيداً للبوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف.

أما البقوليات واللحوم والأسماك والدواجن، فلا يجب أن تقل عن حصتين إلى ثلاث حصص خلال اليوم، ولا تقل الفواكه عن أربع حصص من الفواكه، خصوصاً الفواكه الغنية بالبوتاسيوم كالمشمش والبرتقال والمانجو والتين، وينصح كذلك بتناول أربع حصص في اليوم من منتجات الحليب القليلة الدسم، وهي مصدر للبروتين والكالسيوم، وكذلك أربع حصص من المكسرات والبذور غير المملحة وغير المحمصة، فهي غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والبروتين والألياف والدهون غير المشبعة.

أما حصص الحلويات فيجب ألا تتجاوز خمس حصص خلال الأسبوع.

تويتر