يجيب فيه « علي آل سلوم » عن أسئلتهم حول رمضان

الإفطار الثقافي.. الأجانــب يتعرفون إلى العادات الإماراتية

الإفطار السنوي يجمع العرب والأجانب. من المصدر

بات الإفطار الثقافي الذي يقيمه المرشد السياحي الثقافي علي آل سلوم، من الاحتفالات السنوية التي توضع على جدوله الرمضاني، والذي يحرص من خلاله على تعريف الأجانب بالعادات الرمضانية في المجتمع الإماراتي.

ويجمع الإفطار الذي أقيم في أكثر من امارة هذا العام، الكثير من الجنسيات العربية والغربية على حد سواء، فيما تميز هذا العام بجمعه عددا كبيرا من الإماراتيين، الذين حرصوا على الوجود والتواصل مع الآخرين بهدف إيصال الثقافة الرمضانية الاماراتية للغرب.

«اسأل علي»

يحرص علي آل سلوم، الذي لديه موقع خاص بعنوان «اسأل علي»، على الاجابة عن الاسئلة عبر موقعه باستمرار. لكنه يعمد في رمضان إلى وضع فقرة الاسئلة ضمن الافطارات السنوية التي يقيمها، ليتيح للأجانب التعرف والاستعلام عن كل ما لا يعرفونه. ولفت الى انه حرص، هذا العام، على جعل المواطنين والمواطنات يشاركون في الاجابات، إذ كانت تتحول الى جلسات نقاشية، تظهر تباين الآراء والتنوع الفكري في المجتمع الواحد، وتساعد المواطنين على توصيل الثقافة للأجانب في حياتهم اليومية. وأشار إلى أنهم عمدوا، بعد ختام الجلسات النقاشية، إلى تقديم أنشودة بعنوان «رجينا».

علي آل سلوم تحدث لـ«الإمارات اليوم» عن الافطارات الثقافية، والهدف الذي تحقق من خلالها على مر السنوات، وقال، ان «الافطار الذي اقيم هذا العام، استمرارية لكل ما بدأته في الأعوام السابقة، والهدف منه خلق فلسفة في كيفية ايصال المعلومات الصحيحة عن العادات والتقاليد الرمضانية في المجتمعات العربية، نظرا للتباين بين المجتمعات».

وأشار الى وجود الكثير من العادات التي تجمع العالم الاسلامي، ولكن تبقى لكل مجتمع تفاصيله التي تميزه عن غيره. ولفت آل سلوم، الى أنه حرص هذا العام على إحضار فئة كبيرة من الشباب المواطنين، كونهم الفئة القادرة على التعبير عن إرثها الثقافي والاجتماعي بالشكل الصحيح. واعتبر ان «وجود فئة غالبة من المواطنين ساعد على استخدام اللغة العربية مع الأجانب، إذ إنه وفي السنوات الماضية، كانت فئة الأجانب الغالبة تبعدنا عن استخدام اللغة العربية».

تعريف

وحول الفعاليات التي كانت تدور في الافطار، لفت آل سلوم، الى أنه عمل على اختيار قرية الشندغة في دبي، وقد حرص على ان يكون موعد الالتقاء مع الاجانب بفترة تصل الى ساعة قبل الافطار، يعمل خلالها على السير في القرية التراثية، وتعريف الأجانب بالتراث الاماراتي، وشرح تفاصيل ما يرونه كافة. ولفت الى أن هذا السير في القرية لمدة ساعة، أتاح للأجانب طرح الكثير من الأسئلة، كان أبرزها أسباب ارتداء المرأة للعباءة، وكيفية تعاطيها مع هذا اللباس طوال السنة، لاسيما في فترة الحر. وأشار الى أن احد الموضوعات المهمة التي يتطرق للحديث عنها وايضاحها، هي كيفية التعاطي مع المفاهيم المتناقضة التي تنتج عن الاختلاف بين التعاليم الدينية والعادات الاجتماعية، ومنها مثلا وجوب عدم الاسراف، والكرم العربي. كما أشار الى أنه حرص على الحديث عن اللغة العربية، وأهميتها، وكذلك محاولة استخدامها لتكون حاضرة في الجلسة وقريبة من الأجانب.

وأضاف «نهدف الى إمكانية التأثير فيهم، بقدر ما أثروا فينا، والبداية تكون في أن نثبت حبنا وشغفنا بديننا»، ولفت الى أن هذا الاجتماع في السير وعلى الافطار وفي ما بعد الصلاة، ولد علاقات وصداقات بين الأجانب والمواطنين الأمر الذي يحقق تقبل كل منهما لعادات الآخر وتقاليده وفهمها، وهو الهدف الأساسي من السياحة الثقافية.

تواصل

وشارك في الافطار لهذا العام مجموعة من المواطنات، حسب ما أكد آل سلوم، الذي أضاف «هناك مجموعة من الفتيات عملن على موقع للتواصل الاجتماعي، وعنوانه (امارات تويت)، يحرصن من خلاله على التواصل مع العرب والأجانب، ويشرحن العادات الاماراتية ويقدمن الثقافة بجوانبها وتقاليدها كافة، وقد حرصت على تضافر الجهود معهن، بغية الوصول الى اكبر شريحة ممكنة من الاجانب».

واعتبر ان مواقع التواصل الاجتماعية، ومنها «فيس بوك» و«تويتر»، أسهمت كثيرا في انجاح العمل الذي يقوم به، لأن مسألة السياحة الثقافية ليست عبارة عن زيارة أماكن ثقافية فحسب، بل ايصال معلومات بسيطة لكن بالشكل الصحيح. وشدد على ان المواقع الاجتماعية اعادت وسيلة جيدة للتواصل كنا قد افتقدناها، وهي الكتابة، إذ إنه ومن خلال الجمل البسيطة التي يتشاركها الناس يمكنهم أن يقوموا بإيصال الكثير من الرسائل الثقافية، أو المعلومات التي تقرب بين الثقافات.

وأشار الى أنه وضع على «توتير» أكثر من 1000 «تغريدة» منذ بداية شهر رمضان، كانت كلها تصب في شرح العادات الرمضانية، وكذلك توجيه النصائح للأجانب حول كيفية مشاركة الآخرين بعض العادات، وكيفية التهنئة بالشهر، أو حتى عيش حياتهم بشكل عادي.

واعتبر آل سلوم، أن وجود الدعم من قبل الذين وفروا اماكن الافطارات التي أقيمت في الشندغة وفي معرض الغاف أسهم في دعم رسالته، علما بأنه يعمل بجهد كبير على توفير كل ما يحتاجه بجهود شخصية من قبله ومن قبل المشاركين معه.

كما أشار إلى أن عمله على سنوات أثمر نتائج ايجابية جيدة، إذ إنه نجح وبفضل الجهود الاعلامية في ترسيخ أهمية وجود المرشد السياحي الثـقافي، وبين الحاجة الى الحفاظ على التراث الاماراتي، والحاجة الى التواصل مع النـاس لتحقيق هذه الغاية.

وشدد على ان عدد الأشخاص الذين تواصل معهم هذا العام اقترب من 4000 شخص، مشيرا الى أن هذا الرقم يعد جيدا.

وأثنى آل سلوم على النتائج الايجابية التي تنتج عن التواصل مع هذا العدد، كونها تساعد على نشر التسامح بين الأديان والثقافات، وهذه تبقى في النهاية ميزة مهمة لمدينة دبي.

تويتر