خامات متنوعة وتوليفات جديدة

العباءات تطلّ بتصاميـم مبتكرة في رمضان

صورة

تمتاز العباءات العصرية تحديداً بالخامات المبتكرة والمعالجة الجديدة لأنواع الأنسجة التقليدية، كما أن التصاميم القديمة أصبحت في الأغلب تساير أحدث صيحات الموضة بمنصات العرض العالمية. وينصب اهتمام مصممي الأزياء حالياً على أحدث تشكيلاتهم من العباءات المخصصة لشهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك. وعلى الرغم من أن العباءة تتحلى بالحشمة والتحفظ، إلا أن هذا لا يعني بالتبعية الاستغناء عن «الاستايل» العصري الذي يواكب أحدث صيحات الموضة.

تنوع

إلى جانب استخدام الألوان والمطبوعات، تمتاز العباءة العصرية من خلال الخامات المستخدمة في صناعتها، فبينما يعول كثير من مصممي الأزياء حالياً ـ بحسب الرئيس التنفيذي لـ«عباية دوت كوم» هند باقر ـ على الحرير والشيفون والتول، تُستخدم خامة الجيرسي في صناعة العباءات بكثرة، كونها مناسبة للارتداء في النهار. وتتنوع الحليات المفضلة في تزيين العباءات من مصمم أزياء إلى آخر بشدة، فعلى سبيل المثال تزين إحدى العلامة التجارية عباءاتها بأحجار ثمينة، إذ تطرزها يدوياً في الأكمام وحافة الطرحة مثلاً.

ويفضل مصممون آخرون تزيين العباءات بالمطبوعات أو التطريزات، أو بدثار إضافي من الشيفون.

وتعدد هند باقر تنوع حليات العباءات قائلة «لدينا اليوم عباءات باستايل الكيمونو، وعباءات باستايل كتل الألوان، وعباءات مصنوعة من الدانتيل فقط، وعباءات تزدان بقطع الكريستال»، مشيرة إلى أن الإبداع والتنوع في تصاميم العباءات الحديثة لا حدود لهما. دبي ــ د.ب.أ

وعن موضة العباءات تقول المصممة الإماراتية، سارة المدني، «شهدت موضة العباءات تغيراً كبيراً، فعلى الرغم من أن المفهوم ظل كما هو، إلا أن مصممي الأزياء يلعبون به ويوائمونه مع اتجاهات عالم الموضة الأوروبية».

وأضافت أنه لم يعد يتعين على النساء حالياً ارتداء الملابس المسايرة لخطوط الموضة تحت العباءة، كي يسايرن أحدث صيحات الموضة، إذ تمنحهن التصاميم الحديثة للعباءات طلة مسايرة لأحدث خطوط الموضة العالمية، دون أن يتخلين عن مفهوم الحشمة والتحفظ. وتمثل العباءات المصممة خصوصاً لعيد الفطر المبارك أروع إبداعات تشكيلة علامة سارة المدني، وتطل هذه العباءات بمظهر أكثر جرأة، إذ تكشف مثلاً عن جزء قليل من الساقين.

وتقول مصممة الأزياء الإماراتية «العباءة هي ثوب تقليدي، لذا لا يمكننا المبالغة في التصاميم»، مشيرةً إلى أن عباءات العيد تتسم على العكس من ذلك بنزعات تحررية جديدة، معللة ذلك بقولها «لا تزور النساء أثناء العيد سوى أسرهن».

وبحسب سارة، تطور علامتها التجارية نسيجاً مختلطاً يتألف من مكونات مختلفة، ويقوم المفهوم الأساسي لهذا النسيج على دراسة حددت فيها كل الإمكانات التي يجب توافرها في القماش، وهي: يجب ألا يتجعد القماش بشكل يفسد جمال المظهر، كما يجب أن يسمح بالتهوية الجيدة، وألا يحفز التعرق، وأن يحول دون تطاير العطر سريعاً. وتمثلت ثمرة هذه الدراسة فيما يُعرف باسم «نسيج روج»، الذي تستخدمه العلامة التجارية حصرياً.

نسيج يدوي

بينما يحتل النسيج بؤرة اهتمام تشكيلة رمضان الحديثة لمصممة الأزياء الإماراتية لمياء عابدين التي قالت إنها استلهمت خاماتها من الملابس التقليدية لبدو لبنان والأردن، كونها مثالية للطقس الحار، وإن كان من الصعب العثور عليها. وأشارت إلى أنها استخدمت أيضاً في شغلها اليدوي تقنية النسج المعروفة باسم «إيكات»، التي تُستخدم في تركيا وأفغانستان مثلاً. وتمتاز التصاميم التي أبدعتها لمياء عابدين بأنها يمكن تنسيقها وارتداؤها حسب الذوق الشخصي، وتقول «يمكن ارتداء العباءات بثلاث طرق مختلفة، على سبيل المثال على الرأس أو على الأكتاف فقط». وعن طريق الإكسسوارات، مثل الأحزمة، يمكن الحصول على طلة متفردة.

كما طرحت مصممة الأزياء في الأسواق بالفعل عباءات يمكن ارتداؤها على الوجهين بتصميمين مختلفين. وعن تصاميمها تقول لمياء: «أستخدم القصات التقليدية وأمزجها بالعناصر الغربية». ويتجسد هذا المفهوم مثلاً في عباءاتها التي يتم تنسيقها مع السراويل، وتمتاز هذه العباءات بأنها أنيقة وعملية في الوقت نفسه.

وتوجد العباءات المكونة من جزأين ضمن تشكيلة المصممة الأزياء الإماراتية بدر البدور أيضاً، إذ تتألف العباءة من تنورة طويلة أو شروال ذي توب بصدرية وقطعة فوقية أخرى للرأس والجزء العلوي من الجسم. وبالنسبة لـ«الحليات» يتم الاستغناء عن قطع الكريستال في صالح الإكسسوارات المعدنية كالقلائد.

وعلى الرغم من أن اللون الأسود هو اللون التقليدي للعباءة، إلا أن تشكيلات الربيع/الصيف وتشكيلات العيد الحديثة، خصوصاً، تطل بتصماميم ذات ألوان زاهية ومبهجة. وعن تشكيلات العباءات الحديثة تقول الرئيسة التنفيذية للمتاجر الإلكترونية (عباية دوت كوم) التي تبيع عباءات ذات تصاميم عصرية، هند باقر «هناك تشكيلات تعول على كتل الألوان أو مطبوعات النمور، وهي بذلك تواكب اتجاهات الموضة الغربية لعام 2011 بدرجة كبيرة».

ألوان

تلعب الألوان دوراً مهما أيضاً في أحدث تشكيلات مصممة الأزياء السعودية عفة الدباغ، إذ استلهمت المصممة ألوان تشكيلتها المخصصة لموسم الصيف والعيد هذا العام خلال رحلتها إلى جزيرة كابري الإيطالية، التي تمتاز ببحرها ذي المياه الفيروزية، ومنحدراتها الجبلية المكسوة بالخضرة. وتقول عفة: «هذه المنطقة غنية بالشعاب المرجانية أيضاً، وهذا اللون المرجاني يلعب دوراً مهماً في تشكيلتي».

كما استوحت تصاميم عباءاتها من أردية المراسم التقليدية وأزياء الأسر الملكية الأوروبية، وتضيف انها تحاول كل موسم صياغة العباءة من جديد. ويتضح ذلك جلياً في تشكيلتها الحالية التي تمتاز بأشياء عدة، من بينها الطيات والقصات الجديدة من نوعها والألوان واللعب بالخامات المختلفة، كما تزدان التشكيلة بعناصر ديكورية من قبيل الزهور.

وتمثل القصات و«الحليات» العنصرين الذين تتجلى فيهما الاختلافات بين العباءات العصرية والعباءات الأكثر تقليدية، وتقول المصممة «يتجسد أحد الاختلافات الرئيسة في (السيلويت) مثلاً، إذ تأتي العباءات العصرية بتصاميم ذات سيلويت أصغر مقارنة بالقصات الحالية التقليدية». كما يُعد طول الحاشية والأكمام من ضمن الاختلافات الأخرى.

تويتر