٪20 من سكان العالم يعملون بدوام غير مستقر

المناوبات في العمل.. آثار سلبية بالجملة

المناوبات الليلية تمنع إفراز مادة الميلتونين. أرشيفية

أقيم العديد من الدراسات حول العمل بدوام متناوب بين الليل والنهار بطريقة غير ثابتة، أوضحت التاثيرات السلبية الناتجة عن العمل غير الثابت كونه يؤدي الى الكثير من المشكلات الجسدية، لاسيما أنه وبحسب الدراسات العديدة التي أجريت، أن 20٪ من سكان القارة الارضية يعملون بدوامات متناوبة. وقد بينت الدراسات التي أقيمت على مجموعات كثيرة من الذين يعملون في أنظمة الدوامات المتناوبة بين الليل والنهار، بأنهم غير قادرين على تفادي المشكلات الناجمة عن نظام عملهم، باستثناء الممرضات، اللواتي عرفن كيفية التعاطي مع الحرمان من النوم.

ويوضح الاختصاصي في النوم، الدكتور الأميركي مايكل برويس، أن «نظام العمل المتناوب بين الليل والنهار، يكون مربكا للجسم الى حد كبير، ويصعب التعاطي معه. ونوه الى وجود مهن، ومنها التمريض على سبيل المثال، قد يذهب العامل فيها الى البقاء لمدة 24 ساعة من دون نوم، للتكيف مع ساعات العمل، على الرغم من أنه نظام غير فعال، الا انه ضار جدا. واعتبر الاختصاصي الاميركي، وبحسب موقع «هوفينغتون بوست»، أن الحرمان من النوم لوقت طويل، وعدم حصول المرء على الوقت الكافي من الراحة، يؤدي في نهاية المطاف الى حدوث ارباك بين الساعة المتعلقة بالنوم واليقظة والساعة البيولوجية للمرء. أما الاضرار المتعلقة بتغيير الساعة البيولوجية، فهي تبدأ من خطورة ازدياد الاضطرابات القلبية، والجهاز الهضمي الوعائي، وكذلك الاختلال الغذائي.

التناوب الليلي والسرطان

أوضحت دراسة نشرت على موقع «يو اس اي تودي» أنه كما الاشعة البنفسجية وعوادم الديزل، بات اليوم التناوب في العمل بين الليل والنهار من العوامل المرتبطة بالسرطان. وهذا الربط من الأمور المفاجئة، ولكنه أتى نتيجة دراسات كشفت ان الرجال والنساء الذين يعملون ليلا، تزداد نسبة الاصابات في ما بينهم بسرطان الثدي عند النساء، وسرطان البروستاتا عند الرجال. ويرى العلماء أن العمل ليلا وفي مناوبات بين الليل والنهار، قد لا يكون السبب المباشر في حدوث السرطان، ولكن لأن له الكثير من التأثيرات السلبية في الجسم، ومنها عدم افراز مادة الميلتونين التي تفرز ليلا أثناء النوم. وتعد مادة الميلتونين من المواد التي تعمل على تنشيط الدماغ، وتثبت لدى الانسان الشعور بالراحة من النوم، كما أنها تعد من المواد التي تكافح الأورام.

إيقاعات

شدد الدكتور برويس، على وجود ايقاعات يومية تتكرر في الجسم، وهي النوم والاستيقاظ، والشبع والعطش، وانحصار وتدفق الهرمونات، وصعود وهبوط درجة حرارة الجسم، فهي كلها تعد من الايقاعات التي تتم كل 24 ساعة. وبالتالي ان عدم تطابق الساعة البيولوجية مع ساعة النوم في الليل، يؤدي إلى اختلال في الايقاعات اليومية التي يجب ان تتم وفقا لما يتوافر للجسم من راحة وهدوء. وغالباً ما تعمل الممرضات على سبيل المثال، في دورية تمتد الى 12 ساعة، وبالتالي تكون إجازتها الاسبوعية مكونة من أيام عدة، مما يعني أنها لا تمنح نفسها العودة الى الحياة الطبيعية والنوم الجيد الا مرة وفي أيام محدودة في الاسبوع، ولهذا يربكن الجسم، ولكنهن الاكثر تكيفا مع هذا العمل. ويعد التأخر في رحلات السفر، من أكثر الأمثلة التي تدلنا على ما يمكن أن يتعرض له الجسم من تعب، وحاجته الملحة بعدها الى النوم، فكيف يكون الحال عندما نتحدث عن 24 ساعة من دون نوم، فتزداد المخاطر بلا شك. ولفت الى انه لابد من الاعتناء بساعات النوم الروتينية، بحيث تكون مستقرة وان لم تتطابق مع الساعة البيولوجية للجسد. كما أن الحصول على قيلولة في وسط النهار، تعد من أكثر الامور التي تساعد على الحفاظ على جسم متوازن. وإلى جانب ما ذكر، تعد مشكلة النوم في النهار والعمل ليلا، من أبرز الأسباب التي تؤدي الى عدم حصول المرء على الكمية الكافة من الضوء. ويعد الحصول على الاشارات الضوئية، من الأمور التي تساعد على تحسين عمل ايقاع اليقظة والنوم، كما انها تعد من اسباب عدم الحصول على الراحة من النوم، وعدم الوصول الى مرحلة النوم العميق.

خطوات

أما الخطوات الفعلية التي يمكن أن يتخذها المرء لتفادي اضرار العمل الليلي، فمتعددة، وقد تبدأ مع الضوء. ونظرا لأهمية الضوء في العمل على تأمين العمل الصحيح لإيقاعات النوم والاستيقاظ، يمكن لمن يعمل ليلاً ان يوجد في أماكن مرتفعة الضوء. وبحسب الدراسات، فإن الطيف الكامل للضوء، يعد الأفضل في حال أمكن ذلك، لأنه سيساعد الجسم على الانتظام في عملية النوم والاستيقاظ.

وثانيًا يمكن العمل على تأمين الراحة في غرفة نوم مظلمة، ويستحسن إغلاق الستائر والابواب، فيما من الممكن اعتماد العصبات الخاصة بالعينين، كونها تساعد على الاسترخاء. ثم انه لابد من العمل على تحسين نوعية النوم، فبحسب الخبراء يجب ان يحرص عمال النوبات الليلية على زيادة ساعات النوم. ويمكن العمل على الحصول على قيلولة، فهي تحسن نشاط المرء، وتساعده على الشعور بالراحة.

وينصح خبراء النوم بوجوب التخفيف من الكافيين، والحصول عليه في الساعات الأولى من العمل، وتجنبه في نهاية الدوام، فهذا يتيح للمرء الانتهاء من العمل والخلود الى النوم مباشرة. أما النصيحة الأخيرة، فهي تكمن في محاولة الحفاظ على الثبات في التناوب في العمل بين الليل والنهار، لأطول مدة ممكنة، فهذا يسهل على المرء الاعتياد على نظام العمل، وكذلك التخفيف من احداث الفروقات بين الايقاع الحياتي والساعة البيولوجية للإنسان.

تويتر