مدوّنات باللغة الإنجليزية تهتم بالعباءة وموضتها

أمل مراد تكشف أسـرار العباءة

صورة

لم تعد العباءة قطعة يسهل تصميمها أو ابتكار الجديد في عالمها، لما تعيشه هذه الخامة السوداء الغامضة من تطور شديد يجد طريقه لقصاتها وخطوطها دائماً التشكل والتغير، التي تلتزم التقليدي أحياناً بلمسة تطوير بسيطة تضيف جاذبية شديدة على التصميم، أو تلك التي تخرج من نمط العباءة لتعطيه شكلاً شديد الاختلاف قد يعطي للعباءة اسماً آخر لا يمت لها بصلة، وفي خضم هذا كله تبرز أسماء محددة.

ذلك التغير المستمر لشكل العباءة واحتياجاتها، وتغيرها مع تغير المناسبة أو المكان، أحاط ذلك الرداء الأسود الأنيق دائماً، سواء بحالته الكلاسيكية المعتادة، أو بنسخه الأكثر تطرفاً، بفضول وكثير من الأسئلة للمهتمات بالموضة من غير الإماراتيات، وتحديداً مجموعة من صاحبات المدونات المختصة بالموضة والأزياء، من غير المتحدثات بالعربية، والمقيمات في دبي، حيث التقين الأسبوع الماضي بمصممة العباءات الإماراتية أمل مراد، والعضو الرئيس في لجنة تحكيم مسابقة «أروع عباية» والمشرفة عليها وعلى المتسابقين، وهي المسابقة التي تقيمها قناة «إم بي سي» للموسم الثالث على التوالي، بهدف الخروج بمجموعة من المهارات العربية المتميزة والمبتكرة في عالم تصميم العباءة، وتقوم مراد خلال الموسم باختيار المرشحين، إضافة إلى متابعة إنجاز المتسابقات، ورسم الخطوط والمعايير التي يجب اتباعها، وتحديد فئات المسابقة، وتقديم النصائح وورش العمل اللازمة لهن، في سبيل ترجمة وتنفيذ الأفكار إلى قطع صالحة للفوز والتنافس.

تساؤلات

ضمت الجلسة التي أقيمت في «ذي بافيليون داون تاون دبي» العديد من التساؤلات التي طرحتها صاحبات مدونات الموضة وهن زهرة ليلى بيدرام، صاحبة مدونة «ليلى لوفز فاشون»، ومهى مهدي صاحبة مدونة «شيدز آند كوفي»، وإكتا بوجواني صاحبة مدونة «دولز.87وردبرس»، وهي مدونات باللغة الانجليزية معنية بالموضة وتطورها وأحداثها في دبي وخارجها، وقالت الأخيرة في بداية الجلسة، «تدور مدونتي حول أسلوب الحياة في دبي، وكل ما هو جذاب ورائع وأنيق وجديد فيها، أنا هندية الأصل، إلا أنني ترعرعت هنا، وبدأت في الآونة الأخيرة ألحظ الاهتمام الشديد بالعباءة وتطور شكلها تدريجياً، متحولة من مجرد رداء أسود، إلى شيء جذاب وشديد الأناقة»، مشيرة إلى أن سبب حضورها هو رغبتها وفضولها في معرفة المزيد عن العباءة وأسرارها، وكيف تحولت إلى قطعة أنيقة يرغب الجميع في ارتدائها من إماراتيات وغير إماراتيات، موضحة أنه «لم يعد هناك من أفكار مقولبة تحد الموضة وأن كل شيء أصبح جائزا ومسموحا في عالمها، وأن العباءة أيضا أصبحت جزءا كبيرا منها».

تطور العباءة

قامت مراد خلال بدء الجلسة التي حضرتها في محاولة منها للتواصل مع المهتمات بالموضة والعباءة، بكسر ذلك الحاجز الغامض بين الموضة عامة والعباءة التقليدية لدى الحاضرات، إضافة إلى ما تعنيه العباءة في عالم المرأة الخليجية، وما يجب أن تعكسه، وكيف تحولت من حاجة ووسيلة لتغطية الجسد والاحتشام، إلى عنصر أناقة أيضاً، بادئة حديثها بالعباءة عبر التاريخ، بدءاً من قصة ذلك التاجر من أهل الكوفة، «الذي قدم إلى المدينة بأخمرة نسائية بيعت الملونة منها بالكامل، ما عدا الأسود منها، والتي تكدست لديه، وكان صديقاً للشاعر والمغني الشهير آنذاك ربيعة بن عامر الملقب بالدارمي، والمشهور بين أهل مكة بالظرف، فشكا التاجر كساد بضاعته، وألح على صديقه الذي اعتزل الشعر والغناء وتنسك، أن يجد له حلاً يعينه على بيع بضاعته، وبعد إلحاح شديد، ابتكر الشاعر الأبيات الثلاث الشهيرة، التي انتشرت بسرعة شديدة بين الأفراد، وتهافتت على إثرها النساء على شراء الخمر السوداء التي اشتهرت منذ ذلك الزمن، ومطلع الأبيات الثلاث هو: قل للمليحة في الخمار الأسود.. ماذا صنعت بزاهد متعبد».

وأضافت مراد أن اختيار اللون الأسود لا يرتبط بالدين الإسلامي، فهناك العديد من أنواع الجلابيب والأردية ذات الألوان المختلفة، إلا أنها ترتبط بالعادات والتراث الخليجي تحديداً، «إلا أن الرداء الإسلامي له معايير تتناسب واللون الأسود، إذ إنها لا تشف عما تحتها، بلونها الداكن، إضافة إلى معايير أخرى».

وأشارت إلى بدء تطورها مع تطور الحاجة إليها، موضحة أن «العباءة التقليدية كانت ولاتزال تلبس من قبل جداتنا على الرأس بعد الحجاب، إلا أن الأمر تطور تدريجياً مع مرور السنوات، لتوضع العباءة ذاتها على الكتف، ولكن بقصاتها المتسعة وخاماتها الحريرية نفسها».

وتضمنت تساؤلات صاحبات المدونات، أنواع قصات العباءة وأسماء الخامات التي تعتمد في تنفيذ العباءات، وأنواع التطريزات والمشغولات المضافة إليها، والخامات الملونة التي تضاف أيضاً كجزء إلى العباءة الجديدة، فقد وضحت مراد أن أنواع القصات تتطور وتختلف مع تطور الزمن ومرور المواسم، «فتنتشر بين فترة وأخرى أسماء جديدة بين الخياطين وأصحاب محال بيع العباءات لقصات جديدة مثل القصات التي انتشرت في فترات سابقة، كالفراشة، والخفاش، إضافة إلى القصات التقليدية المعروفة أيضاً مثل القصة الإسلامية، أو البحرينية، أو الفرنسية»، إضافة إلى ذلك حددت مراد أنواع الخامات التي تعتمد غالباً في تنفيذ العباءات، والتي تتركز غالبا على قماش الكريب، والكريب الحريري، بينما تعتمد خامات أكثر نعومة لعباءات الأعراس الخاصة بالحفلات النسائية، مثل الشيفون، والشيفون الحريري، والدانتيل، كما أن الخامة الأخيرة غالباً ما تستخدم كنوع من الزينة التي تضاف على أطراف العباءات أو أكمامها، لما لها من لمسة مترفة وفخمة منقوشة ومخرمة.

عباءات ملونة

أوضحت مراد أن العباءات لم تعد سوداء بالكامل، على الرغم من أن الأسود هو الرائج، فقد انتشرت أخيرا وتحديدا في مدينة جدة السعودية العباءات الملونة بالكامل، بينما تضاف أجزاء سوداء فقط إليها، الأمر الذي يخرج العباءة إلى مرحلة شديدة التطور، قد لا يتقبلها الجميع، إلا أنها تنتشر بين فتيات الجامعات والشابات الصغيرات.

وقالت صاحبة مدونة «ليلى لوفز فاشون» زهرة ليلى بيدرام، أنها لطالما ما أعتقد أن «العباءة هي مجرد رداء أو جلباب ترتديه المرأة لتخفي ما تحته فقط، ولم يخطر لي أن هناك عباءات لمختلف المناسبات، وأنها يمكن أن تتحول بحد ذاتها إلى قطعة شديدة الأناقة ومناسبة للسهرة دون أن تكشف عما تحتها، وقد حرصت أخيراً على أن أقتني واحدة من تلك العباءات الخاصة بالسهر».

وأوضحت مراد أن هناك العديد من الطرق والأفكار الراقية والأنيقة التي تعين على إبراز وإظهار أناقة العباءة من دون الخروج عن فكرة الاحتشام والشكل اللائق الرزين المناسب لمختلف الأوقات، «فيمكن للعباءة أن تكون متسعة وعملية خلال النهار، بينما يمكن إضافة حزام وحقيبة أنيقة وقلائد ناعمة إليها للمناسبات المسائية»، مؤكدة أن العباءة «لم تعد رداء خاصاً بالمرأة الخليجية، بل هناك العديد من المصممين العالميين، الذين عمدوا على الاستيحاء من العباءة أفكاراً لتصاميمهم، ويمكن ملاحظة انتشار التصاميم الواسعة المتهدلة في الفترة الأخيرة»، متنبئة بأن تصبح العباءة خلال فترة بسيطة جداً، «على منصات العروض العالمية»، الأمر الذي يضع على كاهل مصممات العباءة الرائدات في المنطقة عبئاً ثقيلاً في المنافسة من خلال الابتكار في التصاميم، خصوصاً أن للعباءة معايير عديدة، وخطوط حمراء لا يجب تعديها، ما يعني صغر المساحة المتوافرة لنا لابتكار الجديد، دون أن تتحول العباءة إلى فستان مغرٍ».

تويتر