رسوم كاريكاتيرية تعبّر عن هموم الجــيل وتسهم في تعزيز هويته

وفــاء المــرزوقــي: أفكاري ملتصقة بقضايا الشباب

صورة

توظف المواطنة وفاء المرزوقي خريجة بكالوريوس إعلام تطبيقي عام ،2010 بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية دبي التقنية للطالبات، موهبتها في مجال الرسم، التي أهلتها للظفر بجوائز محلية وعالمية، وفي التعبير عن أفكار وقضايا شباب جيلها وممارساتهم المتنوعة، في محاولة لتعزيز هويتهم الوطنية، والعمل على إيصال رسائلهم المختلفة، وذلك من خلال ما تقدمه من رسوم كاريكاتورية ذاع صيتها بين مستخدمي أجهزة «بلاك بيري»، ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (ديفيانت آرت)، (فليكر)، و(تويتر).

وقالت المرزوقي لـ«الإمارات اليوم»، إن «التصاقي الشديد بشباب جيلي دفعني إلى العمل على مناقشة قضاياهم المختلفة والتعبير عن آرائهم وأفكارهم المتنوعة، وذلك من خلال تسخير مهارتي في مجال الرسم، وتحديداً تصميم الشخصيات الكرتونية والتصميم الغرافيكي». وأضافت «تعكس الشخصيات الكرتونية، التي أقوم بتصميمها، الظواهر والممارسات الشبابية السائدة بطريقة كاريكاتورية، وتجسد أدق تفاصيل البيئة الإماراتية، إذ تظهر هذه الشخصيات عادةً بالزي التقليدي، في محاولة لتعزيز هويتهم الوطنية». وعادةً ما تظهر معالم الحضارة الإماراتية بارزةً فيها كبرج خليفة إلى جانب العلم الإمارتي.

وعن طريقة الرسوم الكاريكاتورية التي تقوم بتنفيذها المرزوقي أوضحت «أبدأ بالرسم دائماً عن طريق رسم خطوط أولية بسيطة على ورقة أو حتى على محارم ورقية، لكي يتكون لدي تصور أولي لفكرة الرسم وشكله العام، تتبعها مرحلة الرسم ببرنامج (أدوبي إلستريتر)، الذي يستغرق على الأقل خمس ساعات متواصلة، وتمتد إلى ثماني ساعات متواصلة في بعض الأحيان»، وأوضحت أن ما يميز رسومها عن غيرها هو اهتمامها بالتفاصيل الدقيقة التي تضفي على العمل طابعا متميزا»، ومن هذه التفاصيل «الظل والنور، أحمر الشفاه، طلاء الأظافر، والاكسسوارات»، نسبة للمرزوقي.

مشوار

بدأت وفاء المرزوقي مشوارها مع فن الرسم، منذ صغرها، إذ كان يجذبها رسم الشخصيات الكرتونية، حتى غدت مصدراً للتعبير عن مشاعرها، في حين بدأت الرسم بطريقة احترافية منذ دخولها إلى أروقة الكلية عام ،2006 إذ تعرفت إلى برنامج «أدوبي إلستريتر»، الذي تمكنت من خلاله من الرسم عن طريق الكمبيوتر، وتصميم شخصيات أحادية أو ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، تبعاً للأسلوب والتقنية المستخدمة في الرسم.


مشروعات مستقبلية

تعكف المواطنة وفاء المرزوقي على الاستمرار في طرح قضايا الشباب وتعزيز هويتهم الوطنية، والاستمرار في إثراء المكتبات بمؤلفات الأطفال التي يندر وجودها في المكتبات هذه الأيام على حد قولها. وتأمل بإنشاء علامة خاصة بها تشمل منتجات منوعة من ضمنها قرطاسيات تحمل شخصياتها الكرتونية. وعلى المدى البعيد تطمح إلى إنتاج مسلسل كرتوني إماراتي للأطفال يحاكي خيالهم.

رسوم وقصص غرافيك

قالت المرزوقي «التصميم الغرافيكي هو مجال طالما أحببته، وتطورت مهاراتي فيه منذ دخولي إلى الكلية، وتحديداً في فترة التدريب الوظيفي التي استمرت لمدة شهرين في عام ،2009 والتي عملت فيها بشركة الدعاية والإعلان العالمية (ساتشي آند ساتشي)».

وأردفت «قمت خلالها بتصميم شعار لمسابقة (رد بول) للجت سكي في السعودية، وشعار آخر لمسابقة (رد بل) للبريك دانس، والغرافيتي (الرسم بالرش) في الكويت، إضافة إلى تصميم شخصيات كرتونية للعبة الفيديو الشهيرة جيتار هيرو»، واستطردت «هذا إلى جانب مجموعة كبيرة من مشروعات التصميم الغرافيكي التي قمت بالعمل عليها داخل الكلية وخارجها، والتي تتضمن تصميم أغلفة الكتب وقصص الأطفال وتصميم الشعارات لعدد من المشروعات الأخرى». ونوهت «وقد أسهمت في إنتاج وإصدار عدد من المؤلفات القصصية منها، سلسلة مؤلفة من أربع قصص أطفال باللغة العربية من تأليفي ورسمي وتصميمي، وحصلت على أثرها على المركز الثالث في جائزة حبيب آل رضا للإبداع الإعلامي (9002)، عن فئة أفضل مشروع تخرج»، إضافة إلى رسم عدد لكتب الأطفال لعدد من دور النشر، منها كتاب «في الثلاجة» (2010)، بواسطة مكتبات مجرودي ودار اليربوع للنشر، وسلسلة قصص «القطو حسون» (2010)، بواسطة دار كتّاب للنشر، و«شجرة مهرة السحرية»، سيتم نشرها قريباً، بواسطة مكتبات مجرودي ودار اليربوع للنشر.

تشجيع

أكدت المرزوقي أن الفضل في تحقيق هذه النجاحات يعود إلى أهلها الذين شجعوها على الاستمرار في هذا المجال، وحفزوها على المشاركة في المسابقات المتخصصة وهي على مقاعد الدراسة، الأمر الذي زاد من حبها لفن الرسم».

وأضافت «بفضل الله وتشجيع أهلي ومن حولي، حظيت رسومي وشخصياتي الكرتونية بشعبية كبيرة جداً، خصوصاً بين مستخدمي (بلاك بيري)، ولها انتشار كبير بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، فليكر وديفيانت آرت)، واستطعت من خلالها نشر أعمالي على صعيد أوسع، والتواصل مع نظرائي من الفنانين والرسامين والمصورين المحليين والخليجيين والعربيين وحتى العالميين من الشرق والغرب».

ونوهت «اطلاعي على أعمال هؤلاء الفنانين، وتواصلي الدائم معهم، شكل مصـدر إلهـام كبـيراً بالنسبة لي، استطعت من خلاله أن أطور رسومي، وأن أرفع من مستوى دقتها وتقنيتها».

تويتر