«الثقافة» تدرّب طلاباً على أخلاق «السنع»

الفعالية تهدف إلى الحفاظ على التراث. من المصدر

نظّمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتعاون مع منطقة عجمان التعليمية، ورشة عمل ضمن مبادرة «السنع» على مسرح مدرسة أسماء بنت عميس الثانوية للبنات بمدينة عجمان، أول من أمس، وشارك فيهما نحو 130 طالبة من المدرسة، إضافة الى عدد من المشرفين والمعلمين وأولياء الأمور.

كما نظمت الوزارة خلال الأسبوع الماضي ورشتين أخريين بالتعاون مع منطقة الفجيرة التعليمية، ضمن مبادرة «السنع» على مسرح المركز الثقافي بمسافي، وشارك فيهما نحو 50 طالبا و250 طالبة من أبناء مدارس منطقة مسافي وما جاورها، إضافة الى عدد من أولياء الأمور.

وكانت الوزارة قد أطلقت المبادرة لتفعيل دور «السنع» في ترسيخ القيم والمثل الإيجابية والآداب والسلوكيات الحميدة التي اعتادها الإماراتيون، وباتت تشكل جزءاً من خصوصيتهم وهويتهم الوطنية بين الأجيال المتعاقبة، خصوصا جيل الناشئة والشباب.

وشارك في ورش العمل الثلاث؛ الشاعر والباحث وعضو نادي تراث الإمارات، سالم بن معدن، ومديرة مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان، فاطمة أحمد المغني، وشارك فيها عدد من موظفي الوزارة.

وأكد المحاضران التواصل المباشر بينهم وبين الطلاب، وعلى أهمية تولي الوالدين مسؤولية تعليم الأطفال بشكل مفصل كل ما يرتبط بعادات «السنع» ومنها؛ الأمانة والتطوع وكرم الأخلاق وحسن الضيافة، والعادات المتبعة في الزيارات والمناسبات السعيدة والحزينة، والتحلي بآداب الزيارة والمجالس، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية والتراحم والاحترام بين الكبير والصغير، وأهمية تعزيز العلاقات الاجتماعية على مستوى الأسرة الصغيرة و الكبيرة،حيث يؤدي ذلك إلى ترابط المجتمع، وتمكنه من حماية موروثاته الثقافية والاجتماعية في مواجهة أي تيارات تتقاطع مع قيمه الأصيلة.

وشدد المحاضران على أهمية تعليم الناشئة مبادئ «السنع» منذ الصغر، من خلال تمريرها عبر المعاملات اليومية، لتأهيلهم ليصبحوا رجال المستقبل، ويواكبوا العصر بكل متطلباته الحديثة، مع المحافظة على عاداتهم الأصيلة التي تشكل هويتهم الممتدة عبر العصور.

وطالب سالم بن معدن أولياء الأمور باصطحاب الصغار في الزيارات والمجالس، ليتعلموا من الكبار الأخلاقيات والمثل الرفيعة، ويتزودوا بصنوف الحكمة والحصافة والكرم، ويتدربوا على إدراك قيمة هذه المعاني السامية.

وأوصى بضرورة المحافظة على اللهجة المحلية، والتحلي بآداب الاستئذان، وآداب المجالس المعروفة في الإمارات، مشيراً إلى أن «المجالس مدارس». ونصح بالابتعاد عن الأخلاق الذميمة، معتبرا أن الكلمة المخالفة مثل المطية الهزيلة. وشدد على أهمية أن الولد من مهامه وفقاً لـ«السنع» الحفاظ على أرضه وعرضه، وأن يقبل النصح بكل الأساليب، مستدلاً بالمثل القائل «كفٍ صفعني دفعني». أما البنت فمهمتها أن تعمل لتكون واجهة لأهلها والبيت الذي تربت وخرجت منه إلى بيت زوجها، مؤكداً أن زينة البنت سنعها وأصلها ودينها، وأن المال والجمال ليسا كل شيء.

من جانبها، ركزت فاطمة المغني في تدريبات عملية؛ على كيفية احترام الأمهات والآباء والجدات، وأهمية تلمّس دعائهم، وإفشاء السلام وسنعه، وضيافة الأهل والسائل، واستقبال الضيوف بالعود. كما تدرب الطلاب والطالبات المشاركات في ورش العمل على آداب تقديم القهوة وعلامات الاكتفاء منها، وكيفية إكرام الضيف وحسن استقباله، والذي يعد سمة من سمات التواضع والتراحم بين فئات المجتمع الإماراتي، كما نفذت الوزارة مسابقة للطلاب دارت حول ما جاء في ورشة «السنع»، وتضمنت توزيع الجوائز عليهم.

وقال الوكيل المساعد لقطاع تنمية المجتمع بالوزارة، حكم الهاشمي، إن «إطلاق الوزارة لمبادرة السنع يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، ومنها الحفاظ على التراث، والتمسك بالتقاليد والأعراف الأصيلة، وترسيخ قيم الثقافة المجتمعية، والتواصل مع الإنسان الإماراتي، بما في ذلك ترسيخ قيم السنع ونقلها إلى الأجيال الجديدة، والاهتمام بالآداب والأخلاقيات التي درج عليها المجتمع الإماراتي والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ».

وأوضح أن المبادرة جاءت بتكليف من مجلس الوزراء للترويج للسنع، ونشره بكل الوسائل الممكنة في المدارس، وفي وسائل الإعلام، وبين الصغار والكبار، وتقديم برامج تتنوع بين الإعلامية والمنهجية الدراسية والقصص الأدبية والقصص المصورة للترويج للسنع، وتعزيزه بين أفراد المجتمع الإماراتي.

وأكد أن «إطلاق الطاقات الوطنية الشابة المتشبعة بالقيم الأصيلة، والمحافظة على التواصل بين الأجيال، والارتقاء بالسلوك الحسن وتعزيزه لدى الناشئة، إضافة إلى نشر مفاهيم الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع المختلفة يعد من أهم غايات مبادرة (السنع)، وأن الوزارة لا تستهدف الأعداد المشاركة فقط، وإنما تستهدف المجتمع الإماراتي بكل فئاته».

تويتر