معرض لـ «الطرق» ينقل زواره بين العبرات والحافلات والمترو

صور ومجسّمات تحكي مسيرة «مواصلات» دبي

صورة

لخصت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، تجربة الإمارة في تطور النقل والمواصلات في معرض مصاحب لمؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات الذي تنظمه الهيئة، حالياً، في المركز التجاري العالمي ـ قاعة زعبيل، عرضت من خلاله الهيئة أولى خطواتها في مسيرة المواصلات، بداية بتنقل سكان المدينة بواسطة الدواب، وصولاً إلى استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المواصلات ممثلاً في مترو دبي الذي يعد أطول مشروع قطار من دون سائق في العالم.

وينقل المعرض زواره، في رحلة أقرب ما تكون لرحلات التنقل بين العصور، إذ يمكن للزائر التنقل الافتراضي بين محطات المترو، بحيث تحكي كل محطة تاريخ وسائل المواصلات وتطورها عبر السنوات وصولاً إلى المشروعات الحديثة لأنظمة التنقل، من خلال صور ومجسمات وآليات حقيقية، وضمت المحطات لوحات فنية لفاليرا ونتاشا شيركاشين من روسيا، وهما من أبرز فناني التصوير الفني الفوتوغرافي، ويعتمدان على تجسيد حسا ثلاثي الأبعاد لمحطات أنظمة التنقل الجماعي في العالم وصولاً إلى محطات مترو دبي وابداعات فنية للحافلات العامة والترام ومركبات الأجرة، إضافة إلى وسائل النقل البحري شاملة العبرات والتاكسي المائي والباص المائي وفيري دبي.

مترو.. وترام

لمترو دبي قصة ترويها صور ثلاثية الأبعاد في المعرض، إذ ان المترو يعد مشروعاً مميزاً على مستوى العالم، خصوصاً أنه أطول مشروع قطار من دون سائق في العالم، وصديق للبيئة كونه يعمل بالطاقة الكهربائية، ويضم خطين رئيسين: الخط الأحمر، الذي دشن في سبتمبر ،2009 ويضم 27 محطة، وينطلق من الراشدية وصولاً إلى جبل علي، أما الخط الأخضر الذي يتوقع تشغيله في نهاية الربع الأخير من العام الجاري، فيتضمن ثماني محطات تحت الأرض، و12 محطة علوية. وتتوقع الهيئة مع اطلاق الخط الأخضر أن يضاعف عدد مستخدمي مترو دبي من 170 ألف راكب يومياً إلى 340 ألف راكب.

ولم يغفل المعرض عن مشروع ترام منطقة الصفوح الذي يتوقع تشغيله في عام ،2014 ويمتد الترام لمسافة 14 كيلومتراً على طول شارع الصفوح، سيتم في المرحلة الأولى تنفيذ 9.5 كيلومترات، تبدأ من منطقة المرسى وصولاً إلى محطة مول الإمارات، وتضم شبكة الترام 19 محطة للركاب، سينفذ 13 محطة منها ضمن المرحلة الأولى، ويبلغ طول القطار الواحد للترام 44 متراً، ويستوعب الترام الواحد نحو 300 راكب، ويتألف أسطول قطارات الترام من ثمانية قطارات في المرحلة الأولى، يضاف إليها قرابة 17 قطارا في المرحلة الثانية ليصبح المجموع 25 قطاراً.

تجربة

قال مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي في قطاع الاستراتيجية والحوكمة التابع للهيئة، ناصر بوشهاب إن «الهيئة ارتأت تنفيذ معرض متنقل لتجربة دبي في مجال النقل ومراقبة تطور مشروعات أنظمة النقل على مدى السنوات، بهدف تشجيع استخدام وسائل النقل والمواصلات التي تعتمد على أعلى التقنيات وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال النقل الجماعي، كما يمكن من خلال المعرض زيادة الوعي الجماهيري، ورفع مستوى ثقافة التنقل الجماعي»، مشيرا إلى أن المعرض يضم مراحل تطور أنظمة النقل والمشروعات التي نفذتها الهيئة، أخيراً، إضافة إلى المشروعات سيتم تنفيذها خلال العام الجاري، والخطط الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة بهدف تطوير وسائل النقل الجماعي.

واستعرض بوشهاب الرحلة الزمنية لوسائل النقل في المعرض، «ففي الستينات من القرن الماضي كان سكان دبي يعتمدون على وسائل تقليدية في التنقل، منها الدواب مثل الجمال والعبرات الخشبية التي عملت في الخور لنقل المواطنين من مناطق بر دبي إلى مناطق ديرة والعكس، ومع مرور السنوات، وتحديداً في ،1968 تطورت وسائل النقل وعرف سكان دبي الحافلات العامة القديمة، وكانت بداية الاسطول عبارة عن أربع حافلات صغيرة، وتضم خطين من السبخة الى الكرامة ومن السبخة الى القصيص، كما أن جميع الحافلات غير مكيفة».

حافلات عامة

بالتنقل في أرجاء المعرض، يمكن للزائر الاحساس بالزمن من خلال ما هو معروض من وسائل النقل، فالثمانينات من القرن الماضي كان لها مواصلاتها التي لم تختلف كثيراً عن سابقاتها، ومع مرور السنوات تطورت وسائل النقل وصارت تنافس ما هو متاح في دول العالم، فظهرت الحافلات العادية التي تستوعب 73 راكباً وتوفر 42 مقعداً مع امكانية الوقوف لـ31 راكباً، والحافلات ذات الطابقين التي تستوعب 114 راكباً والحافلات المزدوجة (المقطورة) التي تستوعب 112 راكبا، والحافلات الفاخرة التي توفر 72 مقعداً.

واللافت أن الحافلات العامة تتميز عن غيرها القديمة بنظام تكييف متطور وكاميرات مراقبة خارجية وداخلية وشاشات عرض ونظام صوتي ومقاعد خاصة تستوعب جميع الاعاقات، وتخدم الحافلات شبكة خطوط تضم نحو 1421 حافلة تسير رحلات يومية الى مناطق متفرقة من الإمارة، وتنقل نحو تسعة ملايين راكب شهرياً. تدار عملية مراقبة ومتابعة الحافلات العامة، إلكترونياً، من خلال غرفة التحكم والعمليات التي تتيح للمراقبين التحكم بحركة الحافلات وتتبعها في حالة الخروج عن المسار، وتحديد أوقات دخولها وخروجها من الخدمة، إضافة إلى معالجة حالات الطوارئ في حال تعرضت الحافلة لحادث.

مركبات ونقل بحري

خلال تنقل الزائر في المعرض لابد أن تستوقفه مركبات الأجرة المعروضة بحسب الأقدمية، فهناك مركبات كانت مستخدمة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، إلى جانب مركبات أجرة حديثة أصبحت أسطولاً من المركبات يجوب شوارع دبي، وتعمل بنظام دوريات.

ولأن العبرات تعد وسيلة التنقل الأولى لسكان دبي طورت هيئة الطرق والمواصلات وسائل النقل البحري، منها العبرات التي ضاعفت من أعدادها وطورت من شكلها الخارجي، فقد خصصت 149 عبرة بمحرك لنقل الركاب في خطين مختلفين، الأول يتحرك من محطة سوق ديرة القديم إلى محطة بر دبي، والثاني يسير من محطة السبخة إلى محطة سوق دبي القديم، بسعة 20 راكبا في العبرة الواحدة، وبتعرفة تنقل رمزية. أما النوع الثاني من العبرات فهو العبرة بالمجداف ويبلغ عددها خمس عبرات تنفذ 40 رحلة يومياً، بإجمالي 15 ألفاً و104 رحلات سنوياً، بين محطتين رئيستين خور دبي والمكتبة العامة، وبتعرفة 30 درهما للتجوال على الخور لساعة كاملة.

ويستعرض المعرض صوراً لأحدث ما توصلت إليه وسائل النقل البحري، وهو مشروع الباص المائي والتاكسي المائي الذي يغطي معظم المراسي الخاصة بالفنادق والمنتجعات السياحية والأندية البحرية في دبي، ويبلغ عدد المحطات ضمن المرحلة الأولى للمشروع 18 محطة، منها الممزر وسوق ديرة القديم وبني ياس وفيستيفال سيتي، إضافة إلى محطات الشندغة والفهيدي ودبي مارينا مول وأتلانتيس ومنتجع جبل علي، يستوعب التاكسي المائي نحو 11 راكبا، كما توجد مقاعد خاصة للمعاقين.

ويتميز التاكسي المائي بتوفير متطلبات الأمن والسلامة البحرية المطبقة وفق مواصفات ومعايير الاتفاقيات الدولية. ويعرج الزائر للمعرض على صور لفيري دبي، وهو قارب صمم بهيكل ثنائي القاعدة منخفض الأمواج، يضم تكييفا مركزيا ومقاعد تتسع لـ100 راكب، منها مقاعد للدرجة السياحية، ولرجال الأعمال إلى جانب مقعدين لذوي الاعاقة. ويبلغ طول فيري دبي 32 مترا وعرض 7.6 أمتار.

تويتر