للعام الثاني على التوالي في «أيام الشارقـة التراثية»

«درب الطيبات».. مطبخ إماراتي مفتوح للزوار

مأكولات شعبية متنوعة في جناح «درب الطيبات». تصوير: تشاندرا بالان

يتيح جناح «درب الطيبات» في أيام الشارقة التراثية لزواره في ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، من المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، فرصة التعرف عن كثب إلى المطبخ الإماراتي الشعبي والاستمتاع يومياً بتذوق أشهر أطباقه، وذلك من خلال أقسامه المتنوعة.

ويضم «درب الطيبات» مطبخاً شعبياً تعكف فيه مجموعة من الطباخات المواطنات على إعداد أشهر الأطباق الشعبية في عرض حي أمام أعين الزوار، منها المضروبة، اللقيمات، (الدانقو)، وأنواع من الخبز التقليدي، ويوفرن في الوقت نفسه أكلات تقليدية تم إعدادها سلفاً كالهريس والجامي، إلى جانب مشروبات ساخنة، تحت إشراف متخصصة في الطبخ الإماراتي.

وإلى جانب طباخات المطبخ الشعبي في «درب الطيبات»، تقوم مجموعة من الخبازات بإعداد باقة منوعة من الخبز التقليدي كالرقاق والخمير والجباب، وكذلك حلوى اللقيمات وغيرها، وذلك في قسمٍ خاص أعد لهن، يستقبلن من خلاله طلبات الزبائن، لينجزنها في دقائق معدودة.

في المقابل يقدم درب الطيبات مساحة كبيرة تجمع 21 محلاً، لبيع الأكلات الشعبية الإماراتية الجاهزة، بالإضافة إلى أصناف منوعة ينتمي بعضها إلى المطبخ الخليجي، في حين ينتمي بعضها الآخر إلى مطابخ عربية أخرى، قامت بإعدادها ربات بيوت أغلبهن مواطنات وفتيات، ممن يملكن مهارات الطبخ، التي أهلت بعضهن لافتتاح مشروعاتهن الخاصة في هذا المجال.

ويمثل المقهى الشعبي ركناً أساسياً من أركان درب الطيبات، إذ يعد مثالاً حياً للمقهى الذي كان يقصده الأجداد في الماضي، لاحتساء المشروبات الساخنة الشعبية، إلى جانب أنواع مختلفة من المأكولات التقليدية. كما تتوزع مشاركات مطاعم ومحال تجارية متخصصة في مجال المأكولات، كالحلوى العمانية التي تنتمي إلى قائمة أصناف الحلويات التقليدية، التي يقوم بإعداها مباشرة متخصص أمام أعين الزوار، ليتيح لهم تذوقها ساخنة كما يفضل تناولها عادةً.

خبرة

المسؤولة عن جناح «درب الطيبات» في أيام الشارقة التراثية خلود الهاجري قالت لـ«الإمارات اليوم» إن «الطبخ يعد واحداً من الشواهد التراثية المادية التي اجتهد الإنسان في أن يغذيه بخصوصيته التراثية، ويضفي عليه من طابعه المحلي، لذلك حرصت أيام الشارقة التراثية للعام الثاني على التوالي على افتتاح جناح درب الطيبات، الذي يتيح الفرصة أمام جميع الزوار من المواطنين والمقيمين، للتعرف إلى تفاصيل المطبخ الإماراتي، المتعلقة بالمأكولات الشعبية وأصنافها والمواد والأدوات المستخدمة لإعدادها»، وأضافت أنه «تم الاستعانة بنساء مواطنات يملكن خبرة كبيرة في المطبخ الإماراتي التقليدي بأصنافه المتنوعة من الموالح والحلويات والمشروبات الشعبية التي تقدم في البيت الإماراتي»، وأكدت الهاجري أنه «لا تتميز النساء المشاركات في درب الطيبات بالخبرة الكبيرة في مجال الطبخ الإماراتي التقليدي الذي ورثنه عن أماتهن فحسب، بل بقدرتهن أيضاً على نقل هذه الخبرة إلى الزوار لاسيما الأجانب والمقيمين، وذلك من خلال تعريفهن بالأكلات التقليدية والمواد المستخدمة في إعدادها، وتزويدهن بالمعلومات التي يحتجن إليها، والإجابة على أسئلتهن».

وذكرت الهاجري أن «درب الطيبات يفتح المجال أمام المواطنات من ربات البيوت والفتيات لعرض أصناف منوعة من المأكولات الشعبية التقليدية، إلى جانب الخليجية والعربية التي يُجدن إعدادها».

ولضمان تحقيق معايير النظافة والسلامة الغذائية في درب الطيبات، الذي يضم مجموعة كبيرة جداً من الأصناف الطازجة والجاهزة، ذكرت الهاجري أن درب الطيبات «يحرص على القيام بعمليات نظافة ورقابة مستمرة على مختلف أقسامه، لضمان تحقيق معايير النظافة والسلامة الغذائية، التي غالباً ما تضمنها البطاقة الصحية من البلدية، حيث تخضع مواد غذائية لتحليل عينة وتشترط الحصول على بطاقة صحية من البلدية، وذلك لضمان نظافتها وصـــلاحيتها للمســتهلكين».

وبينت أنه «لتفادي حدوث الحرائق التي قد تنجم عن المواقد والأفران الصغيرة، التي تستخدم في عمليات طبخ الأصناف الطازجة في «درب الطيبات»، تتوافر طفايات حريق من شأنها إخماد الحرائق في بدايتها».

اهتمام

مجموعة كبيرة من برامج الطبخ التلفزيونية ومسابقات الطبخ المتخصصة، سلطت الضوء، أخيراً، على المطبخ الإماراتي التقليدي والخليجي، وذلك بهدف تعريف أجيال الجيل الجديد به، لاسيما أنه لا يدرك أساسياته وفنون إعداد أصنافه المختلفة، ومن هذه البرامج برنامج «أم حسن» على قناة «نور دبي» التلفزيونية، الذي مازالت حلقاته الرمضانية يعاد بثها على القناة يومياً، وبرنامج «سفرة خليجية» للشيف الإماراتي الأول مصبح الكعبي، الذي ركزت حلقاته التي بثت في رمضان الماضي على قناة «الراي» الكويتية، على إعداد مأكولات شعبية خليجية من أطباق رئيسة وحلويات ومشروبات، والتعريف بالجوانب التراثية المرتبطة بها، بدءاً بالمواد المستخدمة في إعدادها وفي مقدمتها البهارات الخليجية، مروراً بأدوات الطبخ القديمة ووظائفها، وعادات وتقاليد الآباء والأجداد في مجال الضيافة.

كما ركزت مسابقة مهرجان «أبوظبي غورميه» للطبخ، أخيراً، على المطبخ الإماراتي الذي مثلته الشيف الفلسطينية سوزان حسيني.

تويتر