‏‏‏مشروع لطالـب إماراتي فاز بجائزة في «التاجر الصغير»

قمصان شبابية بخطـــوط عربية ‏

سعيد الفلاحي: مشروعي استغرق وقتاً طويلاً من الجهد والبحث. تصوير: لؤي أبوهيكل

‏بحث الطالب الإماراتي سعيد بن حارب الفلاحي (16 عاماً) عن صيغة جديدة للتعبير عن الانتماء الوطني، من خلال نسج عبارات ومقولات باللغة العربية على قمصان شبابية «تي شيرت» التي عادة ما تنتشر عليها عبارات من لغات اجنبية. ولم يكتف سعيد باستفادته الشخصية من مقولات تحمل قيماً ومبادئ، بل عمل على نشرها بين جيل الشباب عبر فكرة مبتكرة، من خلال تجسيد تلك المقولات في صورة خطوط عربية جميلة، تطرز «تي شيرت» عصرية، مرفقه بصور قائليها، في مشروع حمل عنوان «رؤيتهم»، الذي حاز جائزة مسابقة «التاجر الصغير» التي اختتمت في دبي أخيراً، عن فئة أفضل مشروع للهوية الوطنية.

‏سر التسمية

أشار الطالب المواطن سعيد بن حارب الفلاحي إلى أن إطلاق اسم «رؤيتهم» على مشروعه الحائز على أفضل مشروع في فئة الهوية الوطنية، في مسابقة «التاجر الصغير»، مستوحى من عنوان كتاب »رؤيتي« لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي شكل نقطة انطلاقة المشروع، وجاء مسمى «رؤيتهم» ليرمز إلى مقولات وطنية تحفز الشباب على الابداع.‏

وقال الفلاحي الذي استقى معظم المقولات التي طرز بها ابتكاراته من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «تحمل تلك المقولات مبادئ تحفز على العمل والنجاح، وربما لا يعرفها الكثيرون من الشباب، لذا ارتأيت نشــرها بينهم عبر فكرة بسيطة، لكنني أراها جديدة إلى حد كبير، فالـقمصان الرياضية الشبابيةينتشر ارتداؤها بين قطاع واسع من الشباب، والكتابة عليها بحروف عربية أمر يلفت نظر كثيرين منهم».

مراحل

أضاف الفلاحي لـ«الإمارات اليوم» ان «تحقيق فكرة مشروعي (رؤيتهم) على أرض الواقع لم يكن بالسهولة التي توقعتها، إذ استدعت عملية تطبيقه جهداً كبيراً، واستغرقت وقتاً طويلاً، من البحث المضني والعمل الدؤوب، تمثل بداية في اختيار المقولات، التي استعنت فيها بكتاب (صقر العرب) الذي يضم مقولات للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكتاب (رؤيتي) لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالإضافة إلى رجوعي إلى كتب وصحف عدة»، لافتاً إلى أنه عقب انتهائه من تلك المرحلة انتقل إلى اختيار أقمشة القمصان الشبابية الصيفية المعروفة بـ(تي شيرت)، والقيام بتجارب لضمان جودتها، فضلاً عن اختيار المكان المناسب الذي يضمن تحقيق الفكرة بالطريقة الصحيحة، معتبراً أن من أبرز الصعوبات التي واجهته عدم إلمامه بأساسيات التجارة ومتطلباتها، لاسيما أنه لم يخض تجارب مسبقة في هذا المجال، الأمر الذي دفعه إلى معرفتها، عن طريق سؤال أهل الخبرة، الذين لم يتوانوا عن دعمه وإرشاده.

وعن مشاركته في مسابقة «التاجر الصغير»، قال الفلاحي الطالب في المرحلة الثانوية، ان «رغبتي في تحدي ذاتي وإثبات قدراتي، وحبي لابتكار فكرة وتطبيقها لمصلحة الوطن وتعبر عن الهوية الوطنية العربية دفعتني إلى المشاركة في المسابقة، التي تتيح المجال أمام الفئات العمرية الشابة لعرض مشروعاتهم التي غالباً ما تحمل طابعاً مبتكراً، وتوفر لهم بيئة عمل تنافسية تعكس واقع سوق الأعمال، الذي يمنحهم فرصة إدارة مشروعاتهم فيها، وتغرس الرغبة لدى الشباب الذي ينتمون إلى مقاعد الدراسة في تأسيس أعمالهم الخاصة في المستقبل».

بيئة عمل

تابع سعيد «أتاحت لي التجربة خوض غمار العمل في بيئة تنافسية تعكس سوق العمل الذي أتوق إلى ولوجه، ومنحتني فرصة استقطاب مجموعة واسعة من الشباب الذين يستهدفهم مشروع (رؤيتهم)، الأمر الذي شجعني على إطلاق علامتي التجارية تحت هذا الاسم التي لن تكتفي بتقديم القمصان الشبابية، بل ستعمل على تقديم منتجات مختلفة، إلا أنها تتشابه في فكرتها التي تمثل الهوية الوطنية».

وعن شعوره بالفوز بجائزة في المسابقة ذكر الفلاحي «أشعر بسعادة كبيرة، تحديدا لفوزي بجائزة أفضل مشروع للهوية الوطنية، ضمن فئات المسابقة الـ،13 لاسيما أنه يرمز للانتماء الكبير للوطن».

يذكر أن مسابقة «التاجر الصغير» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، للعام السادس على التوالي، لقيت إقبالاً كبيراً، وشارك فيها قرابة 700 مشروع، أعدها 2000 طالب وطالبة من مختلف الفئات والمستويات العمرية. وتعتبر المسابقة نشاطاً عملياً يستمر أربعة أيام، يقوم خلالها طلاب المدارس الثانوية والجامعات الحكومية والخاصة في الدولة، بإدارة أعمالهم وبيع منتجاتهم في أكشاك خاصة، وتشجيعهم على تأسيس أعمالهم الخاصة في المستقبل، وبث روح المبادرة بينهم ومساعدتهم في التغلب على الصعاب التي تواجههم في عالم الأعمال».‏

تويتر