لقاحات الأطفال.. تطعيمات لمـستقبل صحي

اللقاحات تعزز جهاز مناعة الطفل.              غيتي

على الرغم من زيادة الوعي لدى الأهالي والأسر في الآونة الأخيرة بصحة أطفالهم منذ الولادة، وتقديم الرعاية والعناية الصحية للأبناء، وتأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم، فإن أسرا ترتكب أخطاء، ولديها مفاهيم مغلوطة حول اللقاحات الطبية الوقائية، مثل إعطائها في غير موعدها، أو حتى التواني عن اللقاحات التذكيرية التي لا تقل أهمية عن الجرعات الأساسية، فاللقاحات تعزز مناعة الجسم تجاه الأمراض، وتجنبه مضاعفاتها الخطرة، حيث تكون التطعيمات بمثابة تأمين ـ إلى حد كبير ـ لمستقبل صحي خالٍ من الأمراض الخطرة لدى الأطفال.

وأفاد الاختصاصي في طب الأطفال، الدكتور هشام الخطيب، بأن اللقاحات وسيلة لحماية الأطفال، أو البالغين، من أمراض معينة، معرفاً إياها بأنها «جرعات من الجراثيم الحية أو غير الحية المخصصة لمنع المرض». وقال لـ«الإمارات اليوم» «من المتعارف إليه ان اللقاحات للأطفال، لكن، فعليا هي للصغار والكبار، لأنه في حال تعرض البالغين لأحد الأمراض التي لم يلقح منها في الصغر، فستكون إصابته أشد من إصابة الأطفال».

وأوضح أن بداية اللقاحات تكون منذ الولادة، وبالتالي يجب الالتزام بمواعيد إعطائها، والحرص على عدم اختزال أي منها كي لا تتأثر مناعة الطفل، لافتاً إلى أن تأخير إعطاء اللقاحات قد يؤذي الطفل، لأنه «في حال تعرض للفيروس، قبل أن يأخذ اللقاح، فهذا يعني أنه قد ينتقل المرض إليه، وستكون إصابته شديدة».

 
خطر

قال باحثون، أول من أمس، إن واحداً من بين 20 طفلاً لم يقم آباؤهم بتطعيمهم ضد السعال الديكي، يصابون بالفيروس الذي ينتقل عن طريق العدوى. وأصيب طفل واحد فقط من بين 500 طفل، حصلوا على تطعيم من السعال الديكي في الدراسة التي اجراها معهد قيصر بيرمانينت في كولورادو للبحوث الصحية.

وقال الباحثون إن دراستهم التي مولتها الحكومة هي الأولى من نوعها التي تستخدم السجلات الطبية، للتأكد من الأطفال الذين تلقوا جرعات تحصين، وهؤلاء الذين لم يحصلوا عليها ومعدلات الإصابة اللاحقة بالسعال الديكي. وقال المتخصص في علم الأوبئة الذي شارك في الدراسة المنشورة في دورية طب الأطفال، الدكتور جاسون جلانز، إن «المرض الذي تظهر أعراضه على هيئة سعال شديد خارج عن السيطرة، نادراً ما يؤدي للوفاة، لكن الأطفال هم الأكثر تأثراً، ويشكلون غالبية حالات الوفاة بهذا المرض في أميركا، والتي بلغت 140 بين عامي 2000 و2005». شيكاغو ــ رويترز


مفاهيم

وصحح الاختصاصي في طب الأطفال مفاهيم شائعة عند الأهالي، متعلقة ببعض اللقاحات، ومنها الجدري المائي، قائلاً «يعتقد بعضهم أن إصابة الطفل بالجدري المائي أمر جيد، ويعزز المناعة لديه. وفي الواقع، كأطباء نخاف من خطر المضاعفات التي قد يتعرض لها الطفل، في حال لم يتم تلقيحه». وطالب بضرورة تصحيح المفاهيم السائدة لدى بعض الناس، «لأنه ليس هناك لقاح يؤذي الطفل، وليس هناك مرض يعزز المناعة»، مشيراً إلى أن لقاح الجدري المائي غير مفعل بشكل واضح، لأنه غير موضوع على جدول اللقاحات في الدولة، وبالتالي تظهر إصابات بالمرض، ومن الممكن أخذ الجدري المائي في الكبر.

وأضاف الخطيب «زادت نسبة الوعي عند الناس، ومنذ 10 سنوات اختفى مرض شلل الأطفال، ولكن، تظهر بعض حالات الحصبة والحصبة الألمانية»، منوهاً بوجود لقاحات غير مدرجة في جدول اللقاحات الذي تصدره وزارة الصحة، منها لقاح الروتا الذي يسبب النزلات المعوية، ونصح بوجوب «أخذ الفائدة التي تعود على الطفل من هذا اللقاح بالاعتبار، ففي النهاية ليس هناك أي لقاح غير مفيد». ويتعرض الطفل بعد أخذ أنواع محددة من اللقاحات للحرارة، أو حتى التحجر في المنطقة التي أخذت فيها حقنة اللقاح. وأوضح الخطيب كيفية التعامل مع هذه الأعراض، «بإعطاء خافض الحرارة للطفل لثلاثة أيام، كمسكن للألم ولمنع ارتفاع الحرارة، ونسبة الأطفال الذين ترتفع حرارتهم فوق الـ 39 لا تتعدى 5٪».

أما لجهة التحجر، فلفت إلى الخوف من حدوث التهابات مكان التحجر، وبالتالي، يجب وضع كمادات المياه الساخنة أو الباردة كي يخف التحجر.

تذكير ضروري

وبين الخطيب أن بعض اللقاحات تحتاج إلى جرعات تذكيرية، عازياً سبب ذلك إلى أن هناك لقاحات تعطى للطفل، وتكون فيها الجرثومة غير حية، وبالتالي يجب إعطاء جرعات تذكيرية منها كي تتكون المناعة، لأن الطفل يأخذ المناعة بنسبة 35٪ من الجرعة الواحدة، وبالتالي يمكن الاستمرار في إعطائها حتى يبلغ عمر 10 سنوات.

وشدد على أهمية إعطاء الجرعات المنشطة لأنها ضرورية كاللقاحات الأساسية. وفي حال لقح الطفل وظهر المرض لديه، فهذا يدل على أن مناعة الطفل ليست قوية، وبالتالي، تظهر لديه أعراض شبيهة بأعراض المرض، وغالباً لا تحدث مضاعفات.

وكانت شركة «جي أس كي» أطلقت أخيراً لقاحاً يدمج بين لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف ولقاح الجدري المائي، ويطرح للمرة الأولى في الشرق الأوسط في دبي، ويشرف البروفيسور والأستاذ في جامعة جوهانس جوتنبرغ الألمانية، ماركوس كنوف، على الاختبارات التي تجري على اللقاحات. وقال عن الفائدة من دمج هذين اللقاحين لـ«الإمارات اليوم» إن « اللقاح الجديد يعتبر أسهل على الطفل، كونه يعطى في حقنة واحدة وليس حقنتين، كما إن تأثير اللقاحات المدمجة أحياناً يكون أقوى في تعزيز المناعة».

وأشار إلى أن العمل على اللقاح استغرق ست سنوات، ويعطى في ألمانيا وفرنسا والنمسا منذ ثلاث سنوات، لافتاً إلى أهمية إدخال لقاح الجدري المائي إلى جدول اللقاحات، كون هناك مضاعفات كثيرة يمكن أن تنتج عنه، وبالتالي فإعطاؤه يمثل الوقاية، حسب كنوف.

 
حسب الأعمار

 قسّم الاختصاصي في طب الأطفال، الدكتور هشام الخطيب، اللقاحات حسب الأعمار، موضحا أنها تختلف من بلد إلى آخر، وتتوزع كالتالي:

--عند الولادة لقاح السل والكبد الوبائي «ب».

--في عمر الشهرين، اللقاح السداسي، وهو ديفتيريا، وتيتانوس، وسعال ديكي، والكبد الوبائي ب، والهيمفلونس- بالإضافة إلى شلل الأطفال. وهناك لقاح آخر هو لقاح المكورات الرئوية، ويحمي الأطفال من البكتيريا التي تسبب التهاب الرئتين والدم والأذن.

--تكرر اللقاحات التي أعطيت عند الشهر الثاني في الشهر الرابع، وكذلك السادس.

--في عمر السنة، لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، كما تعطى الجرعة المنشطة للقاح المكورات الرئوية.

--في عمر السنة ونصف السنة، لقاح شلل الأطفال، بالإضافة إلى التلقيح الرباعي، ويشمل الديفتيريا وتيتانوس والسعال الديكي والهيمفلونس.

--عند بلوغ الطفل سن الخمس سنوات، تعطى له جرعات منشطة للديفتيريا والسعال الديكي، وشلل الأطفال والهيمفلونس، بالإضافة إلى جرعة منشطة للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف. و تبدأ بعد سن الخمس سنوات اللقاحات الداعمة الأخرى التي تعطى في المدرسة.
تويتر