أحجار وأخشاب وعظام تنافس الذهب

مجوهرات جوزيف بعيدة عن الأسلوب النمطي في التصميم. تصوير: لؤي أبوهيكل

لم تعد المجوهرات التقليدية المكونة من تشكيلات الذهب والألماس هي التي تجذب المرأة العصرية، وتستهوي جميع النساء، إذ يتجه بعضهن في الآونة الأخيرة إلى المجوهرات الأنيقة والمليئة بالألوان والتفاصيل الصغيرة التي تلبي احتياجاتهن في المناسبات المسائية، وكذلك في تنقلاتهن خلال النهار، ولذا عمد المصمم الأميركي دافيد جوزيف، الذي أسس داره الخاصة للمجوهرات تحت اسم «بوشيك» إلى ابتكار مجوهرات غير تقليدية، مصنوعة يدوياً ومطعمة بالأحجار الكريمة وكذلك المواد التي تعد دخيلة على صياغة المجوهرات، ومنها الخشب والعاج والعظام النادرة التي تعود إلى فيلة الماموث. وتتميز المجوهرات التي يقدمها جوزيف بكونها كبيرة الحجم، وغنية بالألوان المختلفة، ما يجعلها تبدو وكأنها إكسسوارات عصرية، تلبي ذوق المرأة الشرقية بامتياز.

وقال جوزيف عن فكرة مجموعته التي عرضها في دبي أخيراً، إن «الفكرة الخاصة بالمجموعة تعبر عن المرأة المغامرة التي تبحث عن الأشياء المعقدة، وكذلك التي تريد الاستمتاع بالمجوهرات في مختلف الأماكن المتناقضة التي تقصدها»، مشيراً إلى أن الهدف من تصميم المجوهرات الكبيرة والملونة هو أن تحمل الكثير من المتعة للمرأة، فهكذا يمكن ان تظهر مميزة مع فستان السهرة أو حتى مع الملابس اليومية.

علاقة وثيقة

وأضاف جوزيف لـ«الإمارات اليوم»: «لا داعي لأن تقتني المرأة المجوهرات الماسية للسهرات فقط، والمجوهرات الخفيفة للنهار فهكذا يمكنها أن تستخدم المجوهرات نفسها ليلاً ونهاراً»، لافتاً إلى انه عمل مع الكثير من مصممي الملابس الذين عادة يختارون المجوهرات بعد اختيار الثوب، فيما مع مجوهراته يحدث العكس إذ يختارون قطع المجوهرات أولاً ثم الفساتين التي تناسبها، مضيفاً «توجد علاقة وثيقة بين الموضة والمجوهرات رغم أننا لا نصمم كمصممي الملابس، ولكننا نتأثر بالأشكال والألوان الموجودة في الموضة».

وعن الأحجار المستخدمة في المجوهرات، بين جوزيف ان «أهم ميزة تتمتع بها مجوهراته هي أنها تقدم قطعاً منفردة لا تتكرر، وبالتالي طريقة وضع الأحجار ونحتها على قالب الذهب مهم جداً»، مضيفاً «في كثير من الأحيان نستخدم أحجاراً لا ترتبط بالمجوهرات الثمينة كالخشب أو عظام الماموث، ولا يمانع في أن يدخل أي مادة من شأنها أن تساعد على ابتكار أفكار جديدة وغير مألوفة».

أما الأحجار الكريمة كالسفير والزمرد والياقوت، فبالطبع يستخدمها جوزيف، ولكنه أشار إلى أن دخولها على الذهب لا يكون بطريقة عادية، فهي كلها مصنوعة يدوياً، وحتى دخول الألماس على هذه المجوهرات يبتعد عن الاسلوب التقليدي المعروف.

أما لجهة الحجم الكبير الذي يسيطر على معظم التصاميم فالسبب يعود ـ حسب جوزيف ـ إلى ان اتجاهه لا يرتبط بموضة معينة، بل فقط لأنه يهوى القطع الكبيرة التي تبرز كثيراً حين تلبسها المرأة، فهذا يعطي التصميم حقه.

عمل عائلي

ويتشارك جوزيف مع زوجته العمل على التصاميم، وعن العمل الجماعي أوضح «تساعدني زوجتي أحياناً في تصميم المجوهرات، فهي تشاركني الأفكار ولكن لكل منا نظرته المختلفة لعالم المجوهرات، حيث تتعامل زوجتي مع الأحجار بطريقة عملية جداً، فيما شخصياً أراها من الناحية الفنية، وبالتالي الطريقتان تكملان بعضهما بعضاً».

وتابع عن أهم ما يميز المجوهرات التي يصنعانها سوياً «لا يمكن ان تحمل القطع التي نصممها شيئاً يظهر أن هناك زوجين عملا على القطعة، باستثناء الشغف الناتج عن تشاركنا حبنا للعمل نفسه». منبهاً إلى أنه وزوجته لا يعملان في مكتب واحد، فهي طبيبة، ورغم ذلك تسعى جاهدة الى إضفاء لمستها الخاصة ومساندته في عمله.

وأشار جوزيف إلى وجود منافسة شديدة بين الماركات المهمة في عالم المجوهرات، ولكنها منافسة تزيد من الإبداع والابتكار، موضحاً أن «معظم المصممين العالميين يتجهون إلى التصاميم غير المألوفة اليوم بسبب المنافسة، ولهذا ابتعدوا عن الأسلوب النمطي في التعامل مع الأحجار، وهذا يمنح كل مصمم فرصة لابتكار هويته الخاصة».

واعتبر مسألة الاطلاع على المجوهرات الموجودة في السوق من الأمور المهمة لكل مصمم، فبالنسبة له، الذهاب إلى السوق للتعرف الى ما يصنعه المصممون مهم جداً، وليس من الضروري أن يدفعه الى التقليد، بل على العكس الى التغيير والابتكار، مضيفاً «ثقافة المصمم في مختلف أوجه الحياة كالفن والعمارة والتشكيل ومختلف أوجه الحياة تزيد من ابداعه وقدرته على خلق أفكار جديدة».

ورأى جوزيف الذي يستوحي بعض أفكاره من الشرق الأوسط، أنه «ليس هناك من مجال للتمييز بين أذواق الناس في العالم، فالمرأة العربية أو الغربية على حد سواء تهوى الأناقة والمظهر الجميل، وبالتالي الاختلاف في الذوق أمر شخصي وليس عرقياً».

وأفاد بأن أسعار المجوهرات التي يقدمها «متوسطة لأنها تراوح بين 25 ألف درهم و180 ألفاً». وبالنسبة له هي معقولة، طالما أن قطع المجوهرات فريدة وثمينة، علاوة على أنها مصنوعة يدوياً ما يجعلها لا تتكرر على الإطلاق، وفق جوزيف.

 

تلبية احتياجات

أكد مصمم المجوهرات الأميركي دافيد جوزيف أنه يلجأ إلى الإكثار من الألوان والخشب، وكذلك يبتعد عن الذهب الأصفر كي تبدو المجوهرات التي يقدمها وكأنها إكسسوارات، فهذا يجعلها تلبي مختلف احتياجات المرأة، وأعطى مثالاً على ذلك بالقول «من الممكن ان تلبس المرأة السوار العاجي على فستان سهرة باللون البيجي، أو حتى مع الجينز الخفيف للحياة اليومية».

وأضاف «حان الوقت كي تبتعد المرأة عن الطقم، إذ من الممكن ان تجمع المرأة الكثير من المجوهرات المختلفة، وليس من الضروري أن يدخلها الحجر نفسه أو حتى اللون نفسه. وليس هناك من سبب يعوق جمعنا لمختلف المجوهرات في الوقت نفسه، لأن فكرة الطقم باتت تقليدية ومملة، وبالتالي استخدام الكثير من الألوان والأشكال يجعل المرأة مختلفة».

 

تويتر