صالــونات التجميل.. حُمّــــى التزيين ليلة العيد

الحناء أهم ما تطلبه زبونات الصالون. تصوير: خالد نوفل

مع حلول العيد، بل وقبيله بأيام، تعيش صالونات التجميل إقبالاً وانتعاشاً ملحوظينً، يعكسهما الإقبال الكبير عليها من النساء والصبايا، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع حاد في الأسعار، غالباً ما يبرر بساعات العمل الإضافية التي تمتد إلى ساعات الفجر الأولى.

وتقول مديرة صالون أسيلا، وخبيرة التجميل سمر فينيانوس «تشهد صالونات التجميل إقبالاً منقطع النظير في مواسم الأعياد، يجعلها تعيش حالة من الازدهار والانتعاش، التي تفتقدها في غيرها من المواسم، حيث تعج بالزبونات اللاتي يتوافدن عليها أفواجاً».

وتضيف «نحرص على اتباع سياسة المواعيد المحددة سلفاً، لضمان تلبية جميع الطلبات، إلا أن 3٪ فقط من الزبونات من يلتزمن بذلك، الأمر الذي يضطرنا في كثير من الأحيان إلى استقبالهن، خشية خسارتهن، حتى ولو كان ذلك على حساب جدول أعمالنا، في محاولةٍ منا لكسب الزبونات والعمل على إرضائهن».

وتقول فينيانوس «نبدأ في استقبال طلبات العيد قبل نحو أسبوعين، ومع ذلك تتوافد أغلب الزبونات ليلة العيد، التي يتحول فيها الصالون إلى خلية نحل، يتواصل العمل فيها حتى ساعات الفجر الأولى»، وتعلق «على الرغم من العمل الكبير الذي يتطلب منا انجازه السرعة، إلا أننا نعمل دون كللٍ أو ملل».

وتقول مديرة صالون آمبيانس، وخبيرة التجميل نيلوفا خان «يبدأ التوافد على الصالون استعدادا لاستقبال العيد، قبل نحو خمسة أيام، لذا نحرص على فتح الأبواب من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة صباحاً، أما في اليومين الأخيرين فنستمر في العمل حتى السادسة فجراً»، وتكمل«غالباً ما تغلق الأبواب على أذان العيد، لتفتح مجدداً في الساعة الثامنة صباحاً، حتى الخامسة مساء، ليبدأ بعدها عيدنا الذي يستمر لمدة يومين».

زيادة الأسعار

وتعلق خان «زيادة أسعارنا في العيد تصل إلى 30٪، نظراً للجهد الكبير الذي يتطلبه العمل لتلبية جميع طلبات الزبائن، الأمر الذي يستلزم ساعات عمل إضافية تستدعي مكافآت مالية عليها، وقد اعتادت الزبونات هذه الزيادة، وتفهمنها».

وأشارت خان «نظراً للإقبال الكثيف على الصالون الذي وصل في العام الماضي إلى نحو 250 طلبا، لا نحرص على اتباع نظام المواعيد، بل نستبدله بتوزيع الأرقام على الزبونات، ما يجنبنا الوقوع في المشكلات، وتلبية الطلبات بالترتيب»، وتضيف «كما استدعى الإقبال رفع عدد العاملات لتلبية جميع الطلبات».

وتذكر أشيانا بانو الموظفة في أحد الصالونات «غالباً ما يبدأ عيدنا في اليوم الثاني، حيث يستمر عملنا حتى الساعات الأولى من فجر يوم العيد، فيغلب علينا التعب والإنهاك»، وتضيف «على الرغم من الجهد المضني الذي نبذله لتلبية طلبات الزبائن، نشعر بجوٍ فريد من الفرحة والسرور، لاسيما أننا نسهم في إبراز الجمال الذي ترنو إليه المرأة دائما، خصوصاً في الأعياد والمناسبات السعيدة».

وتؤيدها زميلتها في العمل جيرالدين ماساقباق «على الرغم من التعب الذي يصيبنا، إلا أننا نستمتع بعملنا، لأننا نعشقه، وغالباً ما ننسى هذا التعب حين نشاهد بسمة الزبونات وفرحتهن».

الحجز المسبق

تقول فاطمة علي موظفة «ارتكبت خطأً فادحاً في العيد الماضي، استدعى تأخري أنا وأسرتي في الصالون حتى أذان العيد، تمثل في عدم اتصالي للحجز المسبق»، وتكمل «كنا قد قصدنا الصالون في تمام الحادية عشرة مساء، لنقش الحناء، وفوجئنا بعدد النساء اللاتي ينتظرن، فاضطررنا للبقاء حتى ينتهين، ونكون بذلك قد تفادينا الاعتداء على حقهن في دورهن، والوقوع في المشكلات التي غالباً ما تشهدها الصالونات في هذه الأيام، الأمر الذي استلزم بقاءنا حتى ساعات الفجر الأولى»، وتؤكد «لهذا سنحرص في هذا العيد على الحجز المسبق، لضمان عدم تأخرنا، الذي ترتب عليه إنهاك وتعب شديدان»، وتعلق فاطمة «نشعر بطعم العيد بنقش الحناء، فهو فرحة للصغار والكبار على حدٍ سواء».

إقبال كثيف

وتذكر شمة عبدالله-(موظفة) «قصدت أحد الصالونات في العيد الماضي، وما إن فتحت الباب حتى أذهلني المشهد، فقد كان ممتلئا بشكلٍ يصعب تخيله أو وصفه، الأمر الذي اضطرني للوقوف، حيث لم يكن هناك مكان للجلوس».

وتضيف «كان أول سؤال وجهته لي إحدى العاملات، هل قمت بأخذ حجزٍ مسبق؟ فأجبتها بلا، فطلبت مني الانتظار حتى يأتي دوري».

وتقول حنان محمد، موظفة «تفادياً لعناء الذهاب إلى الصالون في ليلة العيد، والانتظار لساعات طويلة، أكتفي بشراء الحناء، وأقوم بنقشها لطفلتي في البيت».

الحناء
تقول مديرة صالون آمبيانس وخبيرة تجميل نيلوفا خان «تتمثل نصف طلبات الزبونات في الأيام القليلة التي تسبق العيد، لاسيما في ليلته، في نقش الحناء، الذي يعد رمزاً للتعبير عن الفرحة بالعيد».

وللحناء فوائد تجميلية وأخرى علاجية، فأوراق نبات الحناء التي تطحن وتتحول إلى ذلك المسحوق الشهير تحتوي على مواد عديدة مفيدة، فهي تحتوي على مادة قابضة تسمى التانين، وهي تقاوم زيادة إفراز الدهون، وتفيد في علاج قشر الشعر وتساقطه والتهاب فروة الرأس، كما تحتوي على نسب عالية من المواد الملونة وكذلك المواد المضادة للأكسدة، والتي تمنع تأكسد خلايا الميلانين لتلون الشيب باللون الأحمر أو الأسود، بالإضافة إلى احتوائها على مواد مضادة للفطريات والبكتيريا، وهو ما يكسبها خصائص وقائية ضد الإصابات الفطرية.

 

تويتر