أقنية وغطاسون في المسبح.. وتدريبات يومية

كواليس «لابيرل».. عجائب المسرح المائي

صورة

استطاع عمل «لابيرل» (اللؤلؤة) منذ انطلاقه، في أغسطس الماضي، إبهار جمهور دبي في عرض ترفيهي يعد من أكثر العروض التي قدمت في دبي إثارة وضخامة. لكن ما لا يدركه الجمهور أن خلف كواليس العمل وفي المسرح المائي يحدث الكثير من العجائب التي تؤدي إلى هذا الإنتاج البالغ الدقة. وقد تعرفنا، من خلال جولة خاصة لـ«الإمارات اليوم»، على التفاصيل التي ترافق العمل في المسرح، بدءاً من عروض الراقصين ووصولا إلى غطسهم في الماء عبر الأقنية، ودور الغطاسين في العروض المائية، إلى ما يتعلق بالملابس والديكور وشبكة الخطوط المخصصة للعروض.

ملابس

صمم الملابس الخاصة بالعمل فيليب كيوتيل، وتتميز هذه الملابس، إلى جانب الأدوات التي تستخدم في العرض، والتي تساعد على الطيران في الهواء، بكونها تقدم خصيصا لكل عارض، إذ يجب أن تكون محكومة بالقياس الخاص بالحوض وطول القدمين، وكذلك يجب أن تكون مريحة بما يكفي، وتساعد المرء على الحركة على نحو جيد لتلافي الحوادث والأخطاء. وهناك بعض الملابس التي تحتوي على إضاءة بداخلها، فيما هناك ملابس تصمم بمواد تتيح أن تجفّ بسرعة بين العرض والآخر.

قفز من ارتفاع 28 متراً

تعد القفزة التي يقوم بها العارض البرازيلي، موريلو، من ارتفاع يصل إلى ما يقارب 28 متراً من أبرز فقرات العرض، ولفت إلى أنه يقوم بهذه العروض منذ تسع سنوات، لكن الغطس يقوم به منذ الطفولة، وتحديدا منذ بلغ الثامنة من عمره، فقد نشأ على رياضة الغطس. وحول الغطس من ارتفاع 28 متراً لفت إلى أنه معتاد على القفزة فهي بسيطة، لكن في كثير من الأحيان تكون البساطة هي الصعوبة نفسها، وشدد على أن الصعوبة الأساسية في الغطس بعد هذه القفزة تكمن في إيجاد التوازن في الماء، ونوه بأن هناك وضعية صحيحة للقفز، إذ يجب أن يهبط بشكل عمودي تماماً مع الماء.

المدير الفني للعمل، تارا يونغ، شرحت لنا تفاصيل المسرح الذي بني خصيصاً للعمل، فهو يحمل الكثير من المواصفات الكفيلة بضمان عدم حدوث أي أخطاء فنية أو تقنية. بدأنا الجولة من النادي الرياضي، المكان الذي يقصده العارضون يومياً، فيتدربون على الأكروبات، وكذلك الركض ورفع الأثقال، فهم يمضون في المسرح يومياً ما يقارب 12 ساعة، شاملة التدريبات والعرض. واستكملت الجولة مع الغرف الخاصة بالملابس والدراجات النارية، إلى جانب المعدات المهمة في العرض. أما «ماندو» فهو اسم السطح الذي يكتسي به المسرح، وأكدت يونغ أنها مادة شبيهة بالمطاط، وهي التي تؤمّن عملية امتلاء المسرح بالمياه من خلال إغلاق بعض الفتحات الصغيرة، بينما تعود وتستوعب كل المياه التي تساقطت على المسرح، ليجف المسرح في زمن قياسي. وقالت يونغ عن هذه المادة، تتميز بكونها تحمل تحديات للراقصين، فهي مادة قاسية وجافة، لكن مع التمرين والتدريبات يعتاد الراقصون الحركة على سطحها. أما الشبكة المعلقة في سقف المسرح، فلفتت يونغ إلى أنها تعد من أعلى الشبكات التي شاهدتها في الأعمال المشابهة التي عملت عليها سابقاً، ويصل ارتفاعها إلى 29 متراً.

خلال العرض هناك مجموعة من العارضين الذين لا يقدمون الدور نفسه وفي الموقع نفسه، وهم الذين يطلق عليه اسم البديل، إذ يقومون بتبديل الأدوار يومياً، وهؤلاء ضروريون في العرض، ونوهت يونغ بأنه رغم الخطة لتغيير العارضين بين الفترة والأخرى مع العروض الدائمة، يمكن التأكيد على أن العرض سيكون أفضل من السابق باستمرار، فهناك حرص على جلب ما هو جديد دائماً. ونوهت بأن العرض الدائم لديه حياة ونبضات قلب، وبالتالي يصبح المسرح البيت لكل العاملين فيه، ويسعدنا أن نجعله منزلنا، فهو يعج بالحياة، ولهذا فهو المنزل المتميز، أما الصعوبات فيمكن الاعتياد عليها، فهي ليست كثيرة في المسرح.

وحول عملها مع المخرج، فرانكو دراغون، قالت: «هذا المخرج يعمل بشكل خارق، لم أعمل مع غيره بهذه الطريقة، وقد عملت معه في الصين، فهو يعمل من خلال الناس وتطلعاتهم، لذا يمكن التعرف على الناس من خلال أعماله».

خلال العرض يغطس الكثير من العارضين وسط البحيرة التي تتوسط المسرح، يختفون ثم يظهرون في منتصف العرض، من دون أن يدرك المشاهد كيف يحدث ذلك. وهذا ما اكتشفناه مع المسؤول عن فريق الغطس، إيريك ديبريس، إذ أكد أنه في كل عرض هناك غطاسان إلى ثلاثة غطاسين، ومهمتهم الأساسية الانتباه إلى الحركات التي تحدث تحت الماء، ومنها ظهور العارضين وعودتهم إلى الماء، إذ يدخلون عبر ممر صغير إلى الماء، موضحاً أن الارتفاع الممتلئ بالماء، الذي يجب دخوله قبل الوصول إلى البركة، يسمح فيه مستوى المياه بالوقوف من دون أن يكون الرأس تحت الماء، وهذه الوضعية تسمى الاستعداد، وبعد ذلك يستمع العارضون للإرشادات عبر التواصل الذي يتم من خلال الغطاسين، إذ يتحدثون إلى المسؤول عن قسم المياه، وبدوره يتواصل مع مدير المسرح، وبالتالي يتم تحديد الوقت الأساسي للحركات التي يجب القيام بها تحت الماء، ومنها السقوط أو الاختفاء أو الظهور.

ولفت ديبريس إلى أنهم في هذا المسبح الخاص يقومون بمجموعة من الدروس الأولية الخاصة بالغطس، التي تحتاج من ست إلى 10 ساعات، فهي أساسيات الغطس وتعد كافية للقيام بالعرض، منوهاً بأن الغطاسين يستخدمون المعدات الأساسية.

أما المياه فتصل في الممر إلى ارتفاع 1.5 متر، بينما في المسبح يصل العمق إلى خمسة أمتار، ولهذا غالباً ما يتم الحفاظ على العارضين في المياه الأقل عمقاً إلى أن يأتي موعد عرضهم، فيستخدمون قناعاً للتنفس، ينزعونه قبل الخروج من المياه، كما أنهم يضعونه مباشرة بعد السقوط في المياه. أما التحديات الأبرز في هذا الجزء من العرض فلفت ديبريس إلى أنها تتمثل في صغر حجم المسبح بالنسبة إلى عدد العارضين الذين يخرجون منه، إذ يستوعب في العرض 12 مشاركاً، وبالتالي فالسيطرة عليهم من خلال غطاسين اثنين تعد تحدياً، كما أن هناك ما يسمى بالهبوط السيئ، فهناك طرق محددة لدخول الماء والخروج منه، وهذا يضاف إلى التحديات التي تواجه العارض.

من جهته، أشار مدير التسويق في لابيرل، آندي ليفي، إلى أن الحضور في الشهر الأول من العرض تميز بوجود نسبة عالية من الإماراتيين على نحو خاص، وتلاه بعدها حضور السعوديين والكويتيين، ورأى أن الجذب المستمر للجمهور يقوم على مجموعة من العوامل، منها أن المسرح بني بزوايا تصل إلى 270 درجة، وبالتالي ففي كل مرة يشاهد المرء العرض سيراه مختلفاً ومن زاوية جديدة.

تويتر