شاركن في أسابيع التحدي وقدمن مساعدات وتسهيلات إلى مئات المشاركين

متطوعات إماراتيات: نرد شيئاً من جميل الوطن

صورة

تجربة إنسانية استثنائية عنوانها التطوع لأجل خدمة المجتمع، كرستها فعاليات «تحدي دبي للياقة»، الذي جمع تحت خيمة الفعاليات الرياضية كوكبة مهمة من الشباب الإماراتي الواعد تحت سقف الوفاء والعطاء ورد شيء من جميل وأفضال الوطن، الذي تكرسه اليوم من جديد ثلة من الإماراتيات المتطوعات في تحدي الـ«30/‏‏‏‏30»، أحد أهم المهرجانات الرياضية الرائدة التي تنظم لأول مرة في دبي، ويستقطب أعداداً هائلة من الحضور والزوار من جميع الفئات العمرية.

«الإمارات اليوم» واكبت هذا التمثيل الإماراتي الرائد والتقت عدداً من المشاركات اللاتي قبلن التحدي، وكرسن بعض أبرز مظاهره المشرفة في تجربة كرنفال دبي للياقة.

حس اجتماعي

شما اليماحي، طالبة إماراتية تدرس الموارد البشرية في جامعة زايد، تواظب على تجارب التطوع التي جسدتها على أرض الواقع، بانضمامها إلى «منصة الإمارات» التي تشارك عبرها في جميع الفعاليات التي تقام في مختلف أنحاء الدولة. وقالت شما لـ«الإمارات اليوم»: «لطالما جذبتني تجارب التطوع التي أعتبرها ثرية جداً على الصعيد الإنساني، بفضل ما تكرسه من قيم الخير والعطاء الدائم وقيم التكافل الاجتماعي، إضافة على مساهمة هذه المبادرات في تكريس مبدأ التفاعل الاجتماعي الذي تنخرط من خلاله فئات الشباب الإماراتي في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية التي تقام في الدولة». وتابعت: «أنا اليوم على أبواب التخرج للحياة المهنية، وهذا يتطلب مني الانخراط في الحياة الاجتماعية بشكل فعال ومؤثر، وهذه التجربة تتطلب مني معرفة الناس والاقتراب منهم، واستيعاب طرق تفكيرهم على اختلاف أنماطها، لهذا أنا هنا اليوم لأساهم في تكريس هذا الحس الاجتماعي الذي أراه أساسياً ومهماً في حياة الشباب».

خدمة وطنية

الإماراتية مريم صلاح، قسم المحاسبة بكلية دبي للطالبات، تعشق العمل التطوعي الذي جسدت بعض أوجهه من خلال انضمامها إلى تجربة «دبي للياقة» متنقلة بين منصات الاستقبال والاستعلامات مروراً بمنصات الإرشاد والتوجيه الذي جسدته مريم على حلبات الألعاب المخصصة للأطفال، وعلى تخوم المساحات الرياضية المتنوعة التي خصصتها مؤسسات حكومية وخاصة لأنشطتها المجتمعية المختلفة على امتداد أسابيع التحدي. تجارب رياضية ومجتمعية جديدة وصفتها صلاح بالقول: «جميل أن نسهم بجهد ولو ضئيلاً في دعم وطننا الإمارات الذي قدم لنا الكثير، ونحن هنا اليوم حاضرات بقلوبنا وعقولنا وكلنا عزم على تقديم الخدمة وتفعيل دورنا في خدمة دولتنا الغالية، التي لم تتوان في دعمنا وتطوير قدراتنا، وفتح آفاق المستقبل أمامنا من خلال مختلف الفرص التي توفرها لنا». وأضافت مريم: «سعيدة جداً بهذه المناسبة الرياضية الضخمة التي استقطبتنا اليوم إلى جانب عدد هائل من المقيمين والزوار والسائحين، الذين يكتشفون المدينة لأول مرة، وأعتبر هذا الحضور فرصة حقيقية بالنسبة لي لتقديم العون للناس هنا بعد أن أتيحت لي إمكانية دعم اللجنة المنظمة للتحدي في مختلف الفعاليات الخاصة بالمناسبة في كل مكان على امتداد أسابيع هذا الكرنفال الرياضي»، لافتة إلى ألق هذه التجربة التي جمعتها بصديقاتها المتطوعات في واحدة من أجمل الذكريات التي سجلتها في حياتها، وتوجتها بحصة من المفاجآت الممتعة، خصوصاً مع الأطفال المشاغبين الذين انضموا إلى التحدي. وعن الصعوبات التي واجهتهن، قالت مريم «فخورات بما سجلته فئة الشباب الإماراتي المتطوع من قدرة على التعامل مع كل الفئات العمرية بفضل سلاستهم وانفتاحهم وقدرتهم على التكيف مع الحساسيات العمرية والثقافية الحاضرة في هذا الكرنفال الرياضي».

تجربة ممتعة

وأعربت الطالبة الإماراتية علياء الجسمي عن حماستها لهذه التجربة التطوعية الجديدة التي تضمها علياء إلى جملة من التجارب التطوعية القديمة التي سجلتها طوال فترة انخراطها في الحياة الجامعية، واصفة هذه الخطوة المتجددة بالقول «لقد سبق لي المساهمة في دعم جهد عدد من الفعاليات السابقة التي كنت فيها من ضمن فريق من المتطوعين الإماراتيين الذين شاركوا في المبادرة الخيرية التابعة لـ(إعمار العقارية)، التي تولت آنذاك توزيع عدد من وجبات الإفطار على الصائمين خلال شهر رمضان الماضي، كما انضممت في العام المنصرم لهيئة الصحة بدبي للمشاركة في منصة (واحة الابتكار) التي نظمت على هامش (أسبوع الإمارات للابتكار) في منطقة برج بارك، وهي كلها تجارب اجتماعية مفيدة حتى على الصعيد النفسي، لأنها تعلمنا الانفتاح على الآخر والتفاعل الإيجابي معه، وتجاوز الاختلافات الثانوية بين الناس، فهي بحد ذاتها منظومة حياتية متكاملة لفن التعاطي مع الآخرين، ودرس في تطوير قدراتنا على التواصل الإيجابي معهم». وعن مشقة التواجد في فعاليات التحدي وصعوبة الانتقال كل مرة بين مختلف منصاته الرياضية المفتوحة على الأجواء المناخية الصعبة والطقس الحار قالت «رغم صعوبة التعامل مع الطقس الحار وبعض الرياح العاتية على البحر والرمال يوم زار التحدي منطقة (الكايت بيتش)، فإن التجربة تستحق العناء، وقد استمتعنا بالفعل بتجارب ومغامرات استثنائية خلال هذه التظاهرة، كما أننا نعزو هذا النجاح الذي تحقق لنا إلى الهيئة المنظمة للتحدي التي لم تقصر في توفير كل المستلزمات الخاصة لنا، مثل الفسحات الثابتة والمؤقتة التي خصصوها لنا لأخذ قسط من الراحة، إضافة إلى الوجبات والمياه المعدنية التي يوفرونها لنا بشكل منتظم طوال فترة عملنا».

تمثيل إماراتي

شيخة الجسمي، طالبة العلاقات العامة، لم تشأ إلا الانضمام إلى أختها التوأم علياء الجسمي التي التقتها «الإمارات اليوم» على إحدى منصات الاستعلامات التابعة للفعالية، فأردفت معلقة على كلام شقيقتها «أظن أن ميداني ينخرط في قلب تخصصي في العلاقات العامة، كما أنني متحمسة للتعرف إلى أجواء مختلف المناسبات التي تنظم في دبي بحكم تركيزي على تخصص (تنظيم الفعاليات) الذي أنوي تفعيله في المستقبل، فهذه التجربة هي بمثابة التجربة التدريبية التي تعرفت فيها إلى كواليس تنظيم كبرى الفعاليات، كما استغللت الفرصة للمشاركة في بعض التمارين الرياضية، مثل رياضة التسلق ومسابقة (وورلد نينجا) التي نظمت على هامش التحدي».

في المقابل، لفتت الجسمي إلى قيمة تواجد العنصر الإماراتي في مثل هذه الفعاليات المحلية وتابعت «من المهم جداً أن يواكب أبناء الإمارات مثل هذه الفعاليات المحلية ويقدموا صورة مشرفة عن العنصر المواطن الفاعل، سواء من خلال الحضور الجسدي أو الجهد المبذول من أجل دعم مثل هذه التظاهرات التي يحضرها كوكبة من السياح الراغبين في اكتشاف الثقافة المحلية وممثليها».

تويتر