يجمع صوراً من سيريلانكا والهند وميانمار

«سلسلة الطروس» رحلة بحث عن الحقيقة

صورة

بعنوان لافت وتناقضات عدة؛ جاء معرض «سلسلة الطروس» للفنانة ويندي بيدنارز الذي افتتح مساء أول من أمس في «مساحة المشروع» في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، الذي يديره فريق رواق الفن بالجامعة، ليقدم رحلة كشف واستكشاف غنية بما تضمه من معانٍ إنسانية وكذلك لمسات فنية.

مقطوعة موسيقية

ترافق الصور الفوتوغرافية التي يضمها المعرض المقطوعة الموسيقية Palimpsest Soundscape، التي وضعها مصمم الموسيقى غاريث تشان، لتخلق حواراً مفتوحاً مع الصور المعروضة، حيث تنسج بإيقاعاتها الرنانة مشهداً صوتياً حالماً، يدعو المستمع للدخول إلى عالم من تصميمه يربط بين الأصوات المتباينة، مثل أصوات «التوك توك» وعجلات الدراجات والعواصف الممطرة وخوار الأبقار.

«مساحة المشروع»

فريق رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي يتولى إدارة «مساحة المشروع» في مركز الفنون ضمن حرم الجامعة. ويعتبر «مساحة المشروع» المخصص لمشاريع المجتمع الأكاديمي، منصّة للتجربة والاستكشاف، تمنح الأولوية لمعارض المجتمع الأكاديمي، مثل معارض الخريجين السنوية، ومعارض نهاية الفصل الدراسي المخصصة لأعمال الطلاب، وكذلك المعارض التي ترعاها الكليات.

يتضمن المعرض الذي يستمر حتى 6 نوفمبر المقبل، مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي قامت بيدنارز بالتقاطها خلال رحلاتها إلى سيريلانكا والهند وميانمار، قامت الفنانة بمعالجتها وطباعتها بطريقة كيميائية معينة بحيث تجمع في اللوحة الواحدة بين متضادات مختلفة، تارة بين الألوان الساخنة والباردة، أو بين الحركة والسكون، أو الغموض والوضوح، حتى المشاعر ظهرت في اللوحات بصورها المتعددة لتعكس تقلبات الحياة وصعوبة العيش وفي الوقت نفسه رغبة الناس في الاستمرار رغم كل شيء. وساعدت الطريقة التي استخدمتها الفنانة في تنفيذ وطباعة الصور على إبراز هذه التناقضات، ومنها استمد المعرض وسلسلة الأعمال التي يضمها اسم «سلسلة الطروس»، وهي كلمة من اللاتينية القديمة تشير إلى أسلوب في الكتابة على خامات معينة مثل البردي أو الرق، ومن خلاله تظهر الكتابة أو الصورة كأنها تتكون من طبقات متعددة، هذه الطريقة وظفتها الفنانة باحترافية وحساسية شديدة لإبراز نقاط بعينها وإخفاء نقاط أخرى، أو الإيحاء بحركة سريعة في الصورة والتوقف فجأة أمام وجه أو نقطة ما وكأن هذا الوجه خارج دائرة الحياة، أو ربما هو محورها وجوهر مضمونها، ليبدو أن الصور الفوتوغرافية تدعو مشاهديها إلى إطلاق العنان لإحساسهم وترك أنفسهم داخل عالم منسوج من خيوط اليقظة والحلم حتى يستفيقوا باصطدامهم بواقع الحياة في ذلك الوجه الذي يبرز ثابتاً شاخصاً وسط ضجيج الحركة على كامل مساحة اللوحة، وكأن الحياة تجمدت عنده فقط.

بيدنارز قالت إن «كل صورة تمثل ذاكرة مختصرة لقصة ما، وهي أيضاً تعد جزءاً من الحقيقة الكلية في العالم، مثل الذرات الصغيرة التي توشك على الانفجار. وحاولت من خلال الخطوط الأفقية والخدوش التي صنعتها على سطح الصورة من خلال التقنيات التي استخدمتها»، في محاولة وصفتها بالقول: «أصنع مقاربة لحالتي وأنا أتجول بين المدن والمناطق الريفية، وكذلك أن أخلق حالة من الارتباط والتفاعل بين اللوحة والمشاهد».

وأضافت ويندي بيدنارز، وهي أستاذة للفنون والإعلام الجديد في جامعة نيويورك أبوظبي: «استوحيت فكرة الأعمال المعروضة من لعبة (همسات صينية)، حيث قمت فيها بإعادة صياغة الأفكار الأصلية التي لم أستوعبها، وقمت بتغيير قصتها ثم وضعتها في سياق واضح بما يتماشى مع توجهاتي الفنية ومعرفتي الثقافية؛ وفي نهاية المطاف تمتزج الذكريات مع التخيلات في كيان واحد لتعطي صورة جديدة محرفة عن الفكرة الأساسية، لأنني قمت بابتكار كل صورة بمواصفات خاصة تعكس مفهومي للحقيقة، كما لو أنني قمت بتغيير كلمات أغنية شهيرة».

تويتر