يعرض تاريخ الرحلة المقدّسة وصوراً من «حج زايد»

«رحلة في الذاكرة».. الحجيج من الإمارات إلى مكة المكرّمة

صورة

جرعة كبيرة من الروحانيات والمشاعر الإيمانية يحملها معرض «الحج: رحلة في الذاكرة» لزواره، نظراً لطبيعته التي تختلف عن كثير من المعارض التاريخية أو الفنية، وارتباطه برحلة طالما كانت لها خصوصيتها وقداستها في حياة المسلمين؛ فمن الصعب أن يتعامل زائر المعرض، الذي ينظمه مركز جامع الشيخ زايد الكبير بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاحه، ويستمر حتى 19 مارس 2018، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مع ما يراه من معروضات باعتبارها قطعاً فنية وتاريخية نادرة، فهي جزء من ذاكرته الشخصية والذاكرة الجمعية للمجتمعات العربية والإسلامية.

 

رسالة تسامح

يعكس المعرض جهود الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في تعزيز التسامح والتعايش. ويتزامن مع الذكرى العاشرة لافتتاح جامع الشيخ زايد الكبير، وترتبط رسالة المعرض بذكرى افتتاح الصرح الإسلامي، إذ إن أول صلاة أقيمت في رحابه كانت صلاة عيد الأضحى المبارك المختتمة لموسم حج عام 2007.

182 قطعة و6 أقسام

يضم المعرض أكثر من 182 قطعة أثرية وفنية وتاريخية تعبّر عن ثراء الرحلة المقدسة، موزعة على ستة أقسام. وتم جمع هذه القطع من 15 مؤسسة محلية وعالمية وأفراد من أصحاب المجموعات الخاصة، وأفراد من الجمهور، وتضم قائمة المؤسسات المساهمة كلاً من: هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، شركة أبوظبي للإعلام، مركز زايد، بلدية دبي، متحف الشارقة للحضارة الإسلامية (إدارة متاحف الشارقة)، دار الآثار والتراث بأم القيوين، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، دار الآثار الإسلامية في الكويت، متحف بيناكي في اليونان، شركة عائلة خليلي، مجموعة فرجام. كما تمت استعارة المقتنيات الخاصة من مجموعة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ومجموعة الشيخ أحمد بن سيف آل نهيان، ومجموعة محمد المر الفنية، وأرشيف نور علي راشد.

ومن خلال مجموعة الصور التاريخية التي تعرض في القسم المخصص لرحلات الحج، وتوثق رحلة الحج عبر أزمان مختلفة، يستشعر الزائر مدى المشقة التي طالما تحمّلها المسلمون من أجل تأدية الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي، وكيف كان يسافر أهل الإمارات عبر صحراء الربع الخالي المليئة بالأهوال والأخطار، ويسلكون طرق التجارة البرية القديمة، أو عبر السفر بالقوارب إلى البحرين، ومن هناك يتجهون إلى موانئ الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، ويستذكر هذا القسم ذكريات الحجاج حول رحلاتهم والطرق التي سلكوها، لذا يعد معرض «الحج: رحلة في الذاكرة» هو أول معرض يحكي تاريخ رحلة الحجاج من الإمارات إلى مكة المكرمة.

كسوة ومحمل ومفتاح

يضم المعرض مقتنيات تحمل، إلى جانب جمالياتها كقطعة فنية، قيمة إنسانية وتاريخية إضافية، مثل مفتاح الكعبة المشرفة، والذي تعرض نسخة طبق الأصل منه تعود إلى أواخر القرن العشرين، وكذلك غطاء المحمل الدمشقي الذي يتوسط القسم المخصص لعرض الوثائق والمقتنيات المتعلقة بمكة المكرمة، وصنع في دمشق من الحرير الأخضر المطرز باللون الفضي وأسلاك فضة مذهبة على بطانة من خيوط القطن، وتزينه حلي نحاسية، وهو من مجموعة ناصر داوود خليلي للفن الإسلامي. كما يضم القسم عدداً من الكسوات التي غطت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة، بلونها الأسود المهيب وزينتها المطرزة بخيوط الذهب، إلى جانب نقوش وزخرفات هندسية اشتهرت بها الفنون الإسلامية. كما تم تخصيص قسم للمدينة المنورة يعرض بعض الهدايا التي قُدمت للمسجد النبوي الشريف من عصور مختلفة، ونصوصاً في مدح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ونماذج أصلية من الحلية الشريفة، إلى جانب صور تاريخية للمدينة ترصد تطورها المعماري.

ويحمل قسم الهدايا التذكارية ذكريات شخصية لكثير من زوار المعرض، حيث يجد فيه الزائر نماذج لهدايا اعتاد الحجاج حملها معهم للأهل والأصدقاء عند عودتهم من الرحلة المقدسة، مثل البطاقات البريدية والمصوغات الذهبية والطوابع البريدية والكاميرات التي تعرض صوراً للحرم المكي.

إرث زايد

يفرد المعرض، أيضاً، قسماً خاصاً لتسليط الضوء على رحلة الحج التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لتعريف الزوّار على الجوانب الإيمانية والإنسانية في حياة الشيخ زايد، ونهجه الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، المرتكز على مبادئ التسامح والتعايش والوسطية في الإسلام، والحوار بين الحضارات والثقافات. فقد قام المغفور له الشيخ زايد بأداء فريضة الحج مرات عدّة، وخلال تأديته، رحمه الله، فريضة الحج عام 1979 كان التلفزيون الملون قد دخل إلى الدولة، وبذلك تمكّن أبناء الإمارات من متابعة رحلته من خلال التقارير المرئية اليومية الواردة من الأراضي المقدسة. كذلك يضم المعرض مجموعة كبيرة من النسخ النادرة من المصحف الكريم، والكتب التاريخية، مثل «دلائل الخيرات» الذي يرجع إلى العصر العثماني، 1252 هجري، 1837 /‏‏‏‏‏ 1836 ميلادي، وهو مكتوب بحبر وألوان وذهب على ورقة أوروبية بها علامات مائية، وهو من مقتنيات متحف زايد الوطني، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وكذلك مصحف نُسخ في الصين في ثلاثين مجلداً، 1156 هجري، 1743 ميلادي، بحبر وذهب وألوان على ورق.

تويتر