عرضها في عُمان.. ويأمل تقديمها بدبي خلال العيد

بلال عبدالله: المغالاة بأسعـــــار استئجار المسارح المحلية أحبط أسرة «جني»

«جني وعطبة» تبحث عن فرصة للوصول إلى الجمهور الإماراتي في العيد. من المصدر

يعيش فريق مسرحية «جني وعطبة» حالة إحباط، بعد أن تم إبلاغه بشكل رسمي، بفشل محاولات الحصول على مسرح مناسب لعرض العمل الذي كان مرشحاً لأن يكون متاحاً أمام الجمهور خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

وقال مخرج العمل الفنان بلال عبدالله لـ «الإمارات اليوم»: «بعد نجاح العرض الأول في سلطنة عمان خلال إجازة عيد الفطر الماضية، اتجهت طموحات أسرة (جني وعطبة)، للوصول بالعمل إلى جمهور الإمارات، خصوصاً في دبي، باعتبارها الأكثر زخماً من حيث العروض المسرحية في فترات الأعياد. ومنذ عودتي إلى الإمارات، بعد انتهاء عروض سلطنة عمان، وأنا في محاولات لتسويق العمل على جهات متعددة، توقعت أن تقف بجانب مسرحية كوميدية هادفة، لكن الحقيقة التي صدمت جميع من شارك في العمل، هو غياب أي بادرة حقيقية لدعمه، على الرغم من ميزانية إنتاجه اليسيرة».

شكراً «دائرة السياحة» بدبي

على الرغم من غياب مسرحيته «جني وعطبة» عن عروض العيد في دبي، حتى هذه اللحظة بسبب المغالاة في استئجار المسارح، إلا أن مخرج العمل ومنتجه، الفنان بلال عبدالله أصر على توجيه رسالة شكر عبر «الإمارات اليوم» للمسؤولين في دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي الذين قدموا دعموا لوجستياً ومعنوياً للعمل.

واضاف: «دعم وترحيب بعرض العمل خلال إجازة عيد الفطر لمسته، بمجرد عرض الفكرة، وهو ما مثل بالنسبة لي ملمحاً إيجابياً، آمل أن ينتقل إلى جهات أخرى عدة، يؤمل منها أن تدعم المسرح، وأعني بها المؤسسات والشركات».

وأضاف بلال عبدالله، الذي يتولى إخراج العمل، بجانب أدائه دوراً رئيساً فيه مع مجموعة من الممثلين الإماراتيين والعمانيين: «تبنيت فكرة إنتاج العرض الإماراتي على نفقتي الخاصة، ولقيت تشجيعاً من جميع أفراد أسرته، لكنني صدمت بالمبالغة الشديدة لقيمة استئجار خشبات المسارح والقاعات التي يمكن أن تصلح لاستقبال جمهور عرض مسرحي راق، خلال ليالي إجازة العيد».

227 ألف درهم

قال بلال عبدالله: «كانت النية تتجه للعرض على خشبة أحد المسارح التابعة لإحدى الجهات، وبالفعل بادرت لحجزه على مدار خمسة أيام متتالية، لكني فوجئت بأن القيمة التي يجب عليّ سدادها هي 227 ألف درهم، وهو مبلغ من المستحيل أن يتوازى مع المردود المتوقع للعمل، في ظل تواضع أسعار التذاكر الذي اعتاده جمهور المسرح الإماراتي خلال إجازات الأعياد». واستطرد: «هناك مشكلة حقيقة تواجه كل من يتوجه لانتاج أعمال مسرحية جماهيرية في دبي، فمعظم قاعات المسارح غير جاهزة، في حين أن بعضها مثل مسرح دبي الاجتماعي في مول الإمارات، مُغالى في أسعاره، كما أن خشبته أكثر مناسبة لعروض الأعمال الأجنبية، في حين أن هناك قاعات أخرى مثل قاعة المدرسة الهندية، خاضعة منذ فترة لأعمال صيانة، أو أن العرض على خشبتها يستلزم تصاريح وموافقات إضافية». ودعا عبدالله إلى إيجاد حلول جذرية لحل مشكلات قاعات العرض في دبي، وقال: «على الرغم من كل هذه العقبات فإن دعماً لوجستياً ومعنوياً أثلج صدري من قبل دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وهي أولى الإشارات التي جعلتني أحرص على إتمام العمل، لذلك جاءت خطوات استخراج إجازات النص من المجلس الوطني للإعلام مبكرة، وتلتها الدعاية للعروض، التي يؤسفني أنه تم إلغاؤها، أو على الأقل تأجيلها حتى إشعار آخر».

دعوة لمواجهة المشكلات

فنياً، قال بلال عبدالله إن «جني وعطبة» بمثابة «تعويذة فنية ضد الأفكار المروّجة للسحر والشعوذة، خصوصاً، وتعليق أسباب الخيبة والفشل عموماً إلى عوامل مبهمة، لا أساس لها من الصحة، فهي دعوة لمواجهة المشكلات والعقبات، بواقعية وتجرّد، بعيداً عن السلبية والتواكل، في ظل الحاح وابتكار في السعي لصناعة عمل مسرحي كوميدي هادف».

وتابع مخرج «جني وعطبة»: «المسرحية تدور حول فكرة تعلق شخص يدعى (عبيدان) والذي أؤدي دوره، بعشق فتاة، يسعى لكسب ودها بشتى الطرق، بما فيها السحر، وما يحيط به من أوهام، ما يجعله في النهاية يفشل في مراده، وفق خيوط متعددة، تتشابك فيها مصائر الشخصيات التي تضم نخبة من الممثلين الإماراتيين والعمانيين، منهم شمعة محمد، وعبدالله بوعابد، وفاطمة حسن ومحمد الناصر، وغيرهم، كما تضم (جني وعطبة) وجوهاً جديدة أيضاً منها شيماء البلوشي التي تؤدي دورة الفتاة، بالاضافة إلى الأجواء الفلكلورية التقليدية».

«أبوالفنون» يستحق الدعم

تواصل الفنان بلال عبدالله مع «الإمارات اليوم»، طارحاً مشكلة غياب دعم الرعاة عن عمله «جني وعطبة»، وعدم قدرته على تحمل كامل الأعباء الإنتاجية للعمل، الذي كان يأمل أن يتمكن من عرضه خلال إجازة عيد الأضحى المقبلة.

وأضاف: «أبو الفنون يستحق الدعم، بل يكاد يكون المسرح في المرحلة الأكثر حرجاً في معادلة لم تعد تحتمل حلولاً وسط، إذ تعيش معظم العروض المحلية حالياً حالة عزلة مع الجمهور داخل صالات الاحتفاء بمهرجانات لا يشاهدها سوى ما اصطلح على تلقيبهم بالنخبة».

بوعابد.. لا تحزن

بصيغة الهمس، أجاب مخرج «جني وعطبة»، بلال عبدالله، عن سؤال حول الرسالة التي يود توجيهها، ولمن، قائلاً: «أوجه رسالتي للفنان الإماراتي القدير عبدالله بوعابد».

وتابع: «أقول له.. لا تحزن، فقد قمت بدور رائع ونموذجي لإنجاح العرض في سلطنة عُمان، وحتى في حال عدم تمكننا من عرضه الآن في دبي، فإنني على ثقة بأن عملاً بهذه الحرفية، سيصل إلى الجمهور الإماراتي حتماً، وإن تأخر هذا الموعد قليلاً».

تويتر