«الإمارات اليوم» عايشت تجربة انقطاع التيار الكهربائي

97 دقيقة استثنائية في «دبي مول»

الحدث المفاجئ لم يخلق حالة من الخوف أو الفوضى في المكان الذي كان يغص بزواره، بل سرعان ما تحولت المفاجأة إلى حركة، والممرات إلى مساحة للتفاعل وتبادل الأحاديث بين المرتادين. الإمارات اليوم

97 دقيقة استثنائية عاشها رواد التسوق وزوار «دبي مول» ومنطقة «برج خليفة»، مساء أول من أمس، مع انقطاع التيار الكهربائي، وهو حدث نادر وغير متوقع. هذا الحدث المفاجئ لم يخلق حالة من الخوف أو الفوضى في المكان الذي كان يغص بزواره، بل سرعان ما تحولت المفاجأة إلى حركة، والممرات إلى مساحة للتفاعل وتبادل الأحاديث بين المرتادين المنتشرين في أروقة المركز الشاسعة، التي تحولت في بضع ثوانٍ إلى ساحات مضاءة بأنوار هواتف الزوار، الذين عاشوا تجربة رآها البعض فريدة، بينما وجدها البعض فرصة للتصوير، معتبراً الأمر حدثاً قد لا يتكرر من جديد، خصوصاً في دبي.

بخط اليد

تقترب الساعة من التاسعة إلا ربعاً، والأجواء الاستثنائية تمضي بهدوء في المقاهي والمحال والأماكن الترفيهية التي توقفت فيها بعض الخدمات، وعادت الفواتير بخط اليد، في حين شهدت مواقف سيارات الأجرة بعض بوادر الازدحام الذي زادته رغبة البعض في العودة إلى أماكن إقامتهم، قبل أن تعود الأنوار من جديد لتضيء المركز، وسط صرخات الفرح والبهجة الصاخبة، معلنة عن انتهاء تجربة «دبي مول»، إنها لحظات كرسها عطل فني طارئ تحول إلى طقس فريد من المودة الإنسانية الخالصة.

الحدث المفاجئ سرعان ما خلق طقساً من المودة الاستثنائية، والتشارك الفعال، والإيجابية، كرّسته الظلمة الدامسة، وكان انتظار عودة التيار الكهربائي كفيلاً بابتداع المواقف الطريفة، والأحاديث الجانبية، والدعابة المباغتة، التي بددت «الظلمة الدامسة» التي داهمت المكان.

السكون كان السمة الأبرز للدقائق الأولى التي تلت انقطاع التيار الكهربائي، الساعة كانت تشير إلى السابعة و12 دقيقة مساء، توقفت الموسيقى التي كانت تُبث من أرجاء المركز، ليسود للحظة الأولى صمت مربك وهدوء، لم تسجل أي حادثة تدافع أو أي مظهر من مظاهر الارتباك، بل اعتبرها الكثير فرصة استثنائية لالتقاط أغرب الصور التذكارية، أصبحت الآن وسط هذه الأجواء التي لا تتكرر متاحة للزوار والسياح الذين بدوا مبتهجين بهذه اللوحة «السريالية» للمول.

أما المطاعم والمقاهي المتكئة على نافورة دبي الراقصة فأصبحت فيها المودة عنواناً بارزاً، ترجمه انحلال الفوارق بين الطاولات، واقتراب جلسات الزبائن من تجمعات النوادل، الذين انكبوا على تبادل الحكايات والتجارب السابقة التي شهدتها بعض الأماكن، التي انحدر منها عدد من الزوار، فحملت بين طياتها حنيناً جلياً لمظاهر الدفء الإنساني، والتواصل الإنساني، الذي لم تحضر فيه التكنولوجيا إلا لتخليد اللحظة الاستثنائية، والبوح بفرادة هذه التجربة الجديدة التي عاشها «مول دبي دون كهرباء».

غير بعيد عن هذه المنطقة، وبالقرب من فندق «العنوان»، بدت «سيارة الفيراري» الفارهة التابعة لشرطة دبي متلألئة بألق فخامة فرضت نوعاً من الهيبة والفضول على رواد المكان، الذين لم يخفوا رغبتهم في الاقتراب والنظر، وتبادل أطراف الأحاديث مع الشرطي الذي كان وده جلياً في متابعة ما يحصل عن كثب أمام بوابة المول، ومرافقة لحظات الترقب الجماعي لعودة التيار الكهربائي، الذي تواصل انقطاعه إلى حدود الساعة الثامنة والنصف مساء، فيما تحولت الساحة المحيطة ببرج خليفة إلى تجمع بشري، احتشد فيه الكثيرون لالتقاط أجمل الصور التذكارية، التي أثث خلفيتها ضوء البرج والمناطق المحيطة التي لم يشملها الخلل الفني الطارئ.

ومع مرور الوقت، وتبدد الدهشة الأولى، لاحت المحال التجارية شبه خالية إلا من العاملين فيها، وبعض الزبائن الفضوليين، الأمر الذي دفع موظفيها ومسؤوليها إلى الجلوس أمام ردهاتها، في استراحة غير متوقعة، كشفت عن مشاهد غير مألوفة، تربع فيها العمال تحت أشهر اللافتات الراقية في انتظار عودة الحياة أو بصيص أمل بإجازة طارئة من الدوام.

تويتر