مسابقة للمصمّمين الناشئين من كلية الأزياء والتصميم

«أشرقي».. إطلالات مشغولة بالورد

هند القاسمي: دبي أبدعت من حيث السوق التي أوجدتها في مجال الأزياء.. لكن لابد من تنمية التصميم المحلي. من المصدر

أُعلن أمس عن الفائزة بمسابقة الأزياء، التي نظمت في مول الإمارات كجزء من حملة «أشرقي»، حيث تم التعاون مع كلية الأزياء والتصميم، لتقديم تصاميم عدد من المصممين الناشئين في الأكاديمية، على أن تحمل تصاميمهم أفكاراً ترتبط بالزهور والورد، وتعكس مفهوم الإشراق. وقد رشحت إلى اللائحة النهائية ثلاث مجموعات، وتم انتقاء المجموعة الفائزة من قبل لجنة تحكيم، شددت في اختيارها على الابتكار، وكيفية توظيف الورد في الأزياء، على نحو مبتكر ومتجدد.

«أشرقي»

أطلق مول الإمارات حملة «أشرقي»، وهي حملة خاصة للترويج لأزياء ربيع وصيف 2017، تعكس الألق في الأزياء، وما يحمله الموسم من ألوان مشعّة بالحياة، إذ تستلهم الحملة من ألوان الصيف. وتشجع هذه الحملة الناس على تغيير إطلالاتهم، ومنحها إشراقة الربيع والبهجة، كما أنهم يحولون تجربة الشراء إلى تجربة خاصة بتحويل المركز إلى بستان مفعم بعناصر الطبيعة من زهور وطيور.

حملت الأزياء الموجودة في المسابقة الكثير من الورد، كما وظف في بعضها الريش مع الورد، لتبرز عناصر الطبيعة، فيما كان التصميم الفائز مستلهماً من دبي، ويجمع الكثير من المواد الغريبة، التي فيها من الصلابة والقساوة، وكذلك نعومة الورد ورونقه.

وقالت الشيخة هند القاسمي، رئيسة المجلس الاستشاري لكلية الأزياء والتصميم عضو مجلس الأمناء، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المصممين الذين شاركوا في المسابقة، هم في الجامعة منذ خمسة أسابيع فقط، وهذا يدل على أهمية الموهبة التي يمتلكونها، وكذلك على أن الأخيرة هي الأساس في عمل المصمم، لأن الخبرة يمكن أن تُكتسب مع الوقت والعمل». ورأت أن التصاميم استخدمت الورد بشكل راقٍ، وكذلك هناك من ابتكر تصاميم من لا شيء، مشددة على أن وضع المصممين تحت ضغط الوقت لابتكار ما قدموه في خمسة أيام، من شأنه أن يعزز لديهم القدرة على التعامل مع ضغط العمل مستقبلاً. ونوهت القاسمي بأنه لابد أن يعتاد المصمم على تقبل الانتقاد، موضحة أن قوة المصمم الحقيقي تكمن في قدرته على البقاء في السوق واستمراريته، لأن الانتقاد يوجهه إلى المكان الصحيح، ويضمن الاستمرارية حين تتم الاستفادة منه. ولفتت إلى أن دبي أبدعت من حيث السوق التي أوجدتها في مجال الأزياء، لكن لابد من تنمية التصميم المحلي، مشيرة إلى أهمية إيجاد الموازنة بين الجانب التجاري والإبداعي، لأن المصمم يجب أن يدرك كيف يسوق لنفسه، فكم من مصمم لفظ أنفاسه بسبب عدم قدرته على التسويق الصحيح، ومن بينهم كريستيان لاكوروا، إذ كان يقدم أجمل التصاميم، لكنه للأسف لم يتمكن من تسويق أفكاره، فاضطر إلى التوقف عن التصميم.

وشجعت القاسمي المصممين الجدد على خلق ما يتمناه السوق، وليس ما يتمنونه هم، إذ، برأيها، لابد من إيجاد حلقة وصل ونقطة التقاء في ما بينهما.

من جهته، أكد المصمم وليد عطالله، عضو لجنة التحكيم، أن حكمه على التصاميم، انطلق من كونهم طلاباً، مشيراً إلى أنهم بذلوا جهداً كبيراً كي يرضوا أنفسهم ويرضوا اللجنة، ولهذا التفت إلى انتقاء الفريق الذي كان أكثر ابداعاً لاسيما لجهة انتقاء المواد المستخدمة في التصاميم، فالمواد في التصاميم الفائزة كانت غير نمطية. وأضاف أنه كمصمم التفت إلى الجانب الابتكاري في الفكرة، أكثر من التفاته إلى التصميم نفسه، لأن كمالية الخياطة والتفاصيل يمكن أن تكتسب من خلال العمل، بينما يمكن أن يحصل المصمم على القدرة على مزج الألوان من مصادر عديدة، لكن يبقى الابتكار هو الذي يبين الموهبة. وشدد عطالله على أن هذه المسابقات من شأنها تقديم التشجيع الكافي للمصممين، لاسيما أن المجال بدأ يشهد عودة جدية إليه من قبل الجيل الجديد.

بينما من جهتها أكدت الفائزة بالمسابقة روزين سيوفي، أن التصاميم التي قدمتها كانت بالتعاون مع زميلها، لكنه يقيم في أبوظبي، ولهذا لم يكن يسهل عليهما العمل معاً على التصميم نفسه، فعمل كل منهما على فستان. ولفتت سيوفي إلى أن التحدي الأساسي في البداية كان في الالتحام مع الفكرة، خصوصاً أن الحملة تحمل عنوان «أشرقي»، وبالتالي استخدمت الكثير من الورد التي تحمل الكثير من القساوة من الخلف، لكنها تعكس حالة الإمارات، وكيف كانت صحراء قاسية، وفي ما بعد باتت بالصورة التي هي عليها اليوم. وحول التحديات التي تواجه المصمم الناشئ في الإمارات، لفتت سيوفي إلى أن أولها يكمن في عدم إيجاد الأقمشة، لاسيما أن المميز منها يكون في أوروبا، بالإضافة إلى صعوبة إيجاد الخياط الماهر. ورأت أن خطوتها الأولى التي تطمح إليها في عالم الأزياء تكمن في العمل في دار للأزياء، بينما لن تتخذ خطوة العمل منفردة أن لم تشعر بأنها ستقدم ما هو غير موجود في سوق الأزياء. ولفتت رئيسة كلية الأزياء والتصميم، ابيلاشا سين، إلى أن الفكرة التي طرحت حول المبادرة والمسابقة تتميز بكونها موجهة للطلاب الجدد، منوهة بأنهم درسوا قدرات الطلاب، وانتقوا المواهب المميزة، وخصوصاً أن كل ما يقدم في المحصلة هو نتيجة عملهم الانفرادي، رغم انهم جدد في المجال. وشددت على أن الشغف بالتصميم هو الأساسي في مجال الأزياء، ويمكنهم من الإبداع في تقديم ما هو مختلف، مشيرة إلى أنه تم الحكم عليهم من أكثر من زاوية ومنها الابتكار في الفكرة، والإلهام الأساسي للتصميم، وطريقة التنفيذ، والعمل الجماعي في الفريق.

بينما أكد المدير التنفيذي في مول الإمارات، حسين موسى، أن حملة «أشرقي»، التي تستمر حتى 15 أبريل، تركز على الأزياء، وهناك العديد من الفعاليات التي نقدمها في هذا المجال على مدار السنة، وتحمل توجهات مختلفة، لكن ما يميز هذه الفعالية استقطابها للجيل الجديد. وأضاف «وفرنا منصة للفئة الشابة، لتقديم إبداعاتهم، لأن هناك اهتماماً كبيراً بركن الأزياء كونه جزءاً كبيراً من المركز، كما أن وجود الشيخة هند القاسمي دعم كبير للفعالية».

تويتر