هالة الأبلم تدعو إلى اعتماد وتكثيف برامج المعالجة بالقراءة و«السيكودراما»

العلاج بالقراءة نتائجه حاسمة

سلطان صقر السويدي مكرماً هالة الأبلم عقب المحاضرة. من المصدر

دعت هالة الأبلم نائب مدير قرية العائلة للأيتام في دبي، إلى تكثيف برامج المعالجة بالقراءة و«السيكودراما»، واعتمادها، باعتبارها واحداً من أنجع أساليب العلاج الآمنة، وذات النتائج الحاسمة أيضاً.

وقالت هالة: «تتميز برامج العلاج بالقراءة، بأنها من أكثر أنواع العلاج النفسي التي يمكن أن يقبل عليها الشخص أو الأسرة من دون خوف، فليس لها أي أضرار نفسية أو اجتماعية، ومهما كانت المشكلة النفسية التي تعانيها الحالة، يستطيع بالقراءة تغيير نظرته إلى المشكلة وإحساسه بها، في حين تسهم جلسات العلاج الجماعي بالقراءة في الوصول إلى درجة مهمة من الاستقرار النفسي.

استمتاع وتوافق

شهدت ندوة «العلاج بالقراءة والسيكودراما» العديد من المداخلات، والاستفسارات المباشرة التي وُجهت للاستشارية النفسية والتربوية هالة الأبلم، أهمها حول آليات العلاج بالقراءة تحديداً.

وقالت الأبلم: يتم ذلك عبر استخدام مواد قرائية يقرؤها المريض، فيستمتع بها، ويتفاعل معها، ويستفيد منها في حل مشكلاته النفسية، وقد تعددت وتنوعت المواد المكتوبة، بين الكتب والكتيبات أو النشرات وغيرها، وصولاً إلى الكتب الإلكترونية، لافتة إلى أن الإرشاد بالقراءة يتضمن التفاعل الملموس بين شخصية القارئ والمادة المقروءة، لتحقيق التوافق والصحة النفسية.

ونصحت هالة كل من ينتابه خوف أو قلق من ظاهرة أو شيء بعينه، أن يقرأ عما يخاف «فأهم وصفة علاجية بالقراءة، فإذا كنت تعاني الشعور بالوحدة، فليكن الكتاب خير مؤنس لك، وإذا كنت تعاني الخوف والحيرة، فلتقرأ عن خوفك أو ما تخاف منه، ووقتها ستشعر بالهدوء والاطمئنان».

وذكرت صاحبة كتب «تجربتي مع العلاج بالقراءة»، و«أسرار العلاج بالسيكودراما»، و«الخط الساخن»، أن أهم الأمراض النفسية التي يستطيع العلاج بالقراءة شفاءها، وأثبت العلاج بالقراءة فاعليته في علاجها: الاضطرابات النفسية الجسمية، والاضطرابات النفسية الاجتماعية، والاضطرابات الانفعالية، والإرشاد العلاجي للكبار.

جاء ذلك خلال ندوة استضافتها ندوة الثقافة والعلوم، بمقرها في الممزر، مساء أول من أمس، وأدارها الإعلامي والروائي ناصر عراق، وتحدثت فيها بشكل رئيس هالة الأبلم، بحضور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، و الباحث عبدالغفار حسين، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي عموماً. وأشارت الأبلم إلى أنها اكتسبت خبرة العلاج بالقراءة والسيكودراما من خلال عملها في برنامج «ثقافة بلا حدود»، ومن خلال مهمتها في تقييم كتب الأطفال، ما ولّد لديها العديد من التساؤلات حول مناسبة وصلاحية هذه الكتب للأطفال، ومدى مساهمتها في علاج الأطفال من بعض الحالات المرضية النفسية. وكشفت نائب مدير قرية العائلة للأيتام، أنه مع تأسيس «مركز حور للفتيات» سعت إلى تجريب ذلك العلاج على بعض الحالات، ووجدت تجاوباً من المراهقات، وتقدماً كبيراً في علاج بعض حالات الاضطراب والضغط النفسي التي تصاحب فترة المراهقة خصوصاً.

وحول آليات العلاج بالقراءة، قالت: يتم ذلك عبر استخدام مواد قرائية يقرؤها المريض ويتفاعل معها، ويستفيد منها في حل مشكلاته النفسية، وقد تعدّدت وتنوعت المواد المكتوبة، مثل الكتب والكتيبات أو النشرات وغيرها وصولاً إلى الكتب الإلكترونية، ويتضمن الإرشاد بالقراءة التفاعل الدينامي بين شخصية القارئ والمادة المقروءة، والذي يوظف لإحداث التوافق والنمو وتحقيق الصحة النفسية.

وحسب الأبلم، فإن أولى خطوات العلاج بالقراءة تبدأ بأن يقوم المعالج أو المرشد بتحديد طبيعة المشكلة التي يواجهها، ومن خلالها يتم تحديد المادة القرائية، ومناقشة المادة المقروءة مع المريض، وهذا يسمى الإرشاد التفاعلي بالقراءة، أو الإرشاد الذاتي بالقراءة.

في ما يتعلق بأبرز أهداف العلاج بالقراءة قالت الأبلم، تأتي المساهمة في مجال التربية والتعليم في صدارة تلك الأهداف، كذلك الإسهام في تشكيل البناء المعرفي للمسترشد، واكتساب معارف حول مشكلته، وتعلم التفكير الإيجابي البناء، والمساعدة على تحليل اتجاهاته وسلوكياته، وأيضاً إتاحة الفرصة لوضع حلول بديلة، والتشجيع على التوافق مع المشكلة، وأخيراً المساعدة على مقارنة مشكلته بمشكلات الآخرين الذين يشاركونه العلاج.

السويدي: «الندوة» للجميع

قام رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، بتكريم الاستشارية والنفسية والتربوية، هالة الأبلم، التي تمتلك في خزانتها ثلاثة كتب في فلك العلاج بالقراءة والسيكودراما «تجربتي مع العلاج بالقراءة»، و«أسرار العلاج بالسيكودراما» و«الخط الساخن».

وحول تفاوت عدد الحضور، بين فعالية وأخرى بشكل ملحوظ، قال السويدي، الذي شارك أخيراً ضمن وفد الدولة الرسمي المشارك في الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب: «نسعى من خلال برنامج متنوع، إلى اجتذاب شرائح مختلفة من الحضور، ونقوم بتوجيه دعوات مفتوحة، غير مقتصرة على مختصين أو نخبة، لأن أبواب ندوة الثقافة والعلوم، وفعالياتها، مفتوحة دوماً للجميع».

تويتر