تعشق العلاقات العامة والاتصال وفنون «البروتوكول»

مريم أهلي: العمل التطوعي درس في «السعادة»

صورة

محطات عدة شكلت علامات فارقة في مسيرة الإماراتية مريم أهلي، التي دخلت مبكراً معترك الحياة المهنية، وانطلقت في سن الـ18من قسم الموارد البشرية لتنتقل إلى تجربة جديدة تعاملت فيها أهلي مع المورّدين في مراكز «كارفور» التجارية، قبل أن تتولى خدمة العملاء في مصرف «يو بي إل»، الذي انتقلت بعده إلى «بنك الخليج الأول»، ومن ثم «بنك أبوظبي التجاري»، قبل أن تستقر في النهاية في «مصرف الهلال»، الذي شارفت فيه اليوم على استكمال ثامن سنواتها، بعد أن شهدت أولى مراحله التأسيسية وتولت فيه مهام رئيس الاتصال الجماهيري، التي أهلتها لوضع الخطط التسويقية الخاصة بالمصرف، والعمل على تطويره، والاعتناء بأهدافه على مدار العام. مسؤولية نجحت أهلي في تقلدها بجدارة بفضل «تجربة التعلم والجدية والعمل اليومي الدؤوب والمتواصل لتطوير أدواتي، إلى جانب ولعي الكبير بروح المبادرة وتحمّل المسؤولية والتطوّع في ميدان عملي، ما جعلني على اطلاع كبير بكل التفاصيل الصغيرة، إضافة إلى أنني كنت دائمة السؤال عن الأشياء التي أجهلها، ما أثرى تجربتي وجعلها متنوّعة بين خدمة العملاء والعلاقات العامة والاتصال، فكنت أستفيد من مسؤولياتي في (مصرف الهلال) لبناء علاقات ثقة مع المتعاملين، من خلال الزيارات الميدانية التي أقوم بها للتعرف إلى باقة الخدمات التي يسديها المصرف، أو الفعاليات التي ينظمها ويشارك بها، ما مكنني من توسيع دائرة علاقاتي، وبالتالي تطوير خدمات القسم»، وتابعت: «عندما ترتبط بعلاقة شغف بميدان عملك، يكون النجاح حتماً حليفك، وهذا ما أسهم فعلياً في قدرتي على إدارة مسؤولياتي والارتقاء في السلم الوظيفي، عبر ما لدي من استعداد دائم للإخلاص في عملي، وتكريس وقت غير محدد لإنهاء مهامي والتميّز في أدائها».

العطاء بلا حدود

• تعلمت قيم القيادة من تجربة والدتي وكيفية إدارتها لعائلتها.


وقت للعائلة

تخصص مريم أهلي وقتاً ثابتاً للاسترخاء والاستمتاع برفقة الأهل، والاستمتاع بأجواء الدفء العائلي، سواء في البيت أو في اكتشافها المطاعم الجديدة، أو حجز تذكرة سينما، فهي مصدر طاقة إيجابية تدفعها للاستمرار، «كما أهتم كثيراً ببناء علاقات اجتماعية أساسها الديمومة والمودة التي تربطني دوماً بأصدقائي، حتى في أكثر أوقات انشغالي، وذلك من خلال بعض اللفتات الخاطفة التي أخصهم بها بشكل دوري».


في عشق الرياضة

إلى جانب مهامها ومسؤولياتها المتعددة، تشغل مريم أهلي مهمة عضو اللجنة المالية في اتحاد كرة القدم منذ عام 2009، ورئيسة لجنة التسويق في اتحاد الإمارات للجودو منذ نحو خمسة أعوام، وذلك بفضل شغفها بكرة القدم: «أحب كرة القدم وأشجع فريق برشلونة، كما أطمح من خلال انضمامي لاتحاد الجودو إلى خلق عقلية رياضية جديدة، وتوعية الناس بأهمية الرياضة في حياتهم».


• تنقلت بين القرى المصرية، ودول أخرى، في حملات إغاثية لعلاج الأطفال وكبار السن.

• سعيدة وممتنة بما حققته المرأة الإماراتية في جميع المجالات والميادين والمراتب.

تولي أهلي جانباً مهماً من أولوياتها للعمل التطوّعي، من خلال منصبها الشرفي كسفيرة للإمارات في مبادرات زايد للعطاء، التي أتاحت لها فرصة زيارة عدد من البلدان المنكوبة، والإسهام كمتعاونة في حملة إغاثة ومساعدة مرضى القلب من الأطفال، حيث تنقلت أهلي بين القرى المصرية لإجراء الفحوص الدورية للأطفال المرضى وكبار السن، إلى جانب حملة التبرعات بالأدوية التي حملتها هذه الزيارات للأطفال. كما كانت أهلي في 2015 جزءاً من بعثة إغاثة إلى النيبال، وفرت فيها الإمارات عدداً من المستشفيات والنقاط الاستشفائية المتحركة، التي استذكرتها أهلي بالقول: «هذه التجارب الإنسانية القاسية رغم قتامتها، أعطتني دروساً حقيقية في مفهوم (السعادة)، التي يمكن أن يكرسها العطاء الإنساني، كما عرفتني هذه التجارب الامتنان لله الذي منحنا فرصة العيش الكريم في وطن آمن يحفظ كرامة الإنسان، كما كانت تجارب الاختلاط اليومي بالأطفال والمرضى بمثابة امتحان في كل العلاقات الإنسانية التي تتحدى التاريخ والجغرافيا وأعراف المصلحة الشخصية».

معادلات صعبة

لا تجد أهلي صعوبة في التعرف إلى سر تعلقها وإيمانها الكبير بأهمية تمكين المرأة، الذي تعتبره دوماً أساس البناء المجتمعي المتوازن، وتدافع عنه قائلة: «تعلمت دروس القيادة من تجربة والدتي التي لا أنساها، تماماً كما لا أنسى كيفية إدارتها لعائلتها، الذي جعل أداءها اليومي وقدرتها الغريبة على إنجاح معادلات الزوجة والأم والمدرسة والاختصاصية النفسية، وحتى دور المشرفة على ميزانية البيت واحتياجاته، ما جعلها مدرستي الأولى في فنون القيادة، وقيمة تمكين المرأة التي عرفت حين كبرت دورها الريادي في بناء مجتمع (متوازن وصحي)». وتتابع: «سعيدة وممتنة بما حققته المرأة الإماراتية اليوم في جميع المجالات والميادين، التي ارتقت فيها إلى أعلى المراتب، وتقلدت أكبر المسؤوليات بفضل دعم وتشجيع القيادة الرشيدة، التي أسهمت رؤيتها المستقبلية السديدة، في دعم دور المرأة في المجتمع، وفتح أبواب الفرص للارتقاء بهذا الدور في مختلف ميادين الحياة».

امتحان التحديات

تعمل أهلي اليوم بجد لتجاوز تلك النظرة الكلاسيكية التي يحملها الناس عن المرأة الإماراتية، وتدافع بشدة عن كيانها المجتمعي: «أعمل الآن على تطوير نفسي، من خلال القراءة والمشاركة في دورات تدريبية مختصة بالابتكار وتطوير الذات وفنون التعامل مع فريق العمل، سواء على صعيد العمل، أو عبر دورات خاصة أشارك فيها بشكل شخصي. كما أطمح بحكم حبي للعلاقات العامة والاتصال والبروتوكول أن أمثل دولة الإمارات دبلوماسياً، وتحقيق مزيد من النجاحات والمسؤوليات في هذا المجال».

وتتابع: «كما أنني دائمة التحدي لنفسي، وفي سباق متواصل مع الوقت لتحقيق الأفضل، أما المستقبل فهو شأن اعتمد فيه على الإيجابية نفسها التي أتوخاها في إدارتي للقسم، الذي لا أعتبر نفسي فيه مديرة بقدر ما أنا جزء من نجاح فريق متكامل ومتناغم يقود بعضه بعضاً لتحقيق النجاح، ويصنع قياديين قادرين على مجابهة التحديات المقبلة».

تويتر