منافسات البطولة شهدت إقبالاً كثيفاً من الهواة والمحترفين بـ «الروية»

«صقور فزاع» تستوعب المهـــارات الخليجية والعالمية في «فخر الأجيال»

صورة

مشاركات خليجية وعربية وأوروبية، اجتذبتها بطولة «فخر الأجيال» التي أمر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، باستحداثها. وشهدت البطولة التي تقترب من اختتام دورتها الرابعة في منطقة سيح الدحل بالروية في دبي هذا العام، إقبالاً كثيفاً من مختلف الأعمار السنية، فضلاً عن جمعها بين فئتي المحترفين والهواة، وتخصيصها مسابقة للناشئين.

ويُعد الموسم الجاري، أو بمعنى أدق المواسم التي شهدت انطلاق بطولة «فخر الأجيال» أطول مواسم الصيد بالصقور في الإمارات من خلال إطلاقها في توقيت يكسر نمطية زمن تلك البطولات، ويمتد بها في بعض الدورات إلى مشارف شهر مارس، إذ تطورت بطولة فزاع للصيد بالصقور التي بدأت بالأساس بثلاث فئات، لتشمل الآن 28 فئة مختلفة.

مستوى رفيع

أجمع عدد من أبرز الصقارين المحترفين المشاركين في بطولة فخر الأجيال أن قوانين البطولة والمستوى الرفيع من المشاركات التي نجحت في استقطابه يجعلها بطولة عالمية بكل المقاييس، سواء في ما يتعلق بالمسابقات المخصصة للنخبة، أو العديد من المسابقات الأخرى.

وقال الإماراتي سعيد بن سويدان القمزي الذي عاصر بدايات بطولات فزاع للصقور على اختلاف مراحلها: إن «التطورالدائم يعد ركيزة ملازمة لبطولات فزاع للصفور، إذ كان يقاس الزمن باستخدام الساعات اليدوية، واستمر التطور وصولاً إلى أحدث أجهزة الاستشعار الإلكترونية التي تحدد أجزاء الثانية، ما يحول دون وقوع أي أخطاء تحكيمية».

وأضاف «الصدقية التي تحظى بها البطولة أحد معايير تميزها، ما انعكس بشكل مباشر على السوية الفنية لنجد أصحاب المراكز الأولى يقفزون بتوالي الدورات ليحققوا بالفعل أرقاماً استثنائية في هذا المجال».


منافسة خليجية

فتحت بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور (التلواح)، أول من أمس، أبوابها أمام مواطني مجلس التعاون الخليجي للمنافسة في فئتين: «حر وحش فرخ» و«حر وحش جرناس». وسجل السعوديون والقطريون أعلى نسبة مشاركة في الدورة، تلاهم الكويتيون والبحرينيون والعمانيون.

وحظيت المنافسات الخليجية بندية كبيرة مع المشاركات الإماراتية وغيرها، إذ أكد العديد من المتسابقين استعدادهم التام في بطولة «فخر الأجيال»، لاسيما أن البعض أصبح له باع كبير في المشاركة ببطولات الصقور الإماراتية بشكل خاص.

ونجحت بطولة «فخر الأجيال» في استقطاب شرائح مختلفة من المتسابقين، إذ أصبحت تقدم خدمة ليس فقط لعشاق الصيد بالصقور، بل أيضاً لجمهوره الذي توافد إلى منطقة الروية بدبي لمتابعة منافسات البطولة.

وجاءت منافسات فئة «التلواح» المخصصة للشيوخ بمثابة استعراض مميز لمهارات نخبة ماهرة لأفضل سلالات الصقور ليس على الصعيدين المحلي والخليجي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً، حيث من المعروف أن الإمارات تزخر بعدد هائل من الصقور الأكثر مهارة وتميزاً في الصيد والسباق، لاسيما بطريقة التلواح، التي تعتمد على تلك العلاقة المميزة بين الصقر ومالكه، فضلاً عن مهارات الصقر التي يستمدها من خلال التدريب الاحترافي.

وأكثر المشاركات عدداً في بطولة فخر الأجيال كانت بطبيعة الحال في المسابقات المفتوحة للعامة، إذ شهدت كثافة كبيرة في مختلف فئاتها، فضلاً عن استيعابها لمشاركات متعددة من صقارين هواة ومحترفين وفدوا من مختلف الدول العربية، خصوصاً من السعودية وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت، من أجل المشاركة في البطولة، سواء بطموح الفوز، أو لأغراض الاحتكاك بالمستويات الفنية العالية التي أصبحت تعرف عنها.

أرقام

وتمكنت بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من استقطاب 450 مشاركاً تنافسوا في أربع فئات رئيسة للعامة، وهي: «قرموشة جرناس» و«قرموشة فرخ» و«جير تبع فرخ» و«جير تبع جرناس». في حين سجلت بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور «التلواح» في مستهل انطلاقتها 390 مشاركة ضمن أربع فئات للشيوخ، وهي جير تبع فرخ وجرناس وقرموشة فرخ وجرناس، وهي أرقام تعكس في مجملها التطور الكمي في المشاركة، مقارنة بالدورات السابقة، في حين تعكس الأرقام المحققة تطوراً نوعياً في مهارات الصقور المشاركة.

ومن أكثر المظاهر اللافتة في نسخة هذا العام، نجاح «فخر الأجيال» في استقطاب مشاركات خارجية قوية، على الرغم من الصبغة التراثية للبطولة، إذ عبرت المتسابقة الألمانية الدكتورة كريستيانا عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في بطولات فزاع للصيد بالصقور، إضافة إلى المشارك البريطاني توماس هافنمان الذي خاض المنافسة في فئة «قرموشة فرخ»، والإيطالي أنتونيو دي سوما الذي تمكن صقره من تسجيل زمن قدره 19.721 ثانية، ليحل في المرتبة الـ27. في حين جاء الصقر المملوك للبريطاني هافنمان في المرتبة الـ55، ليحجزا مقعديهما في خوض المنافسات النهائية في هذه البطولة.

واستوعبت البطولة أيضاً مشاركات الناشئين الذين تنافسوا لتحقيق أفضل الأرقام ضمن أجواء عفوية مبشرة بمستقبل واعد لصقّارين صغار، ومشهد يدل على مدى إقبال النشء على التمسك برياضات توارثتها الأجداد، خصوصاً في فئتي «جير تبع» و«تبع وحش»، لنجد أطفالاً في عمر الزهور، لم يتجاوز سن بعضهم السنوات الخمس، وصبية لم تتخط سنوات أعمارهم حاجز الـ14 عاماً، لا تنقص بعضهم خبرة الكبار في التعامل مع الصقور، والالتزام بقوانين البطولة، لاسيما في ما يتعلق بالتأكيد على الالتزام بمنطقة التلواح وشروطها.

خصوصية

الإحالة إلى خصوصية البيئة المحلية، وتحديداً البيئة الصحراوية هي ما تتميز به بطولة «فزاع» للصيد بالصقور الحي، التي لاتزال تتمسك بمفردات البساطة والخروج عن رتابة البطولات.

وقالت مديرة إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن المركز يحرص دوماً على توفير كل الإمكانات المصاحبة، سواء في ما يتعلق بخيم ومظلات مجهزة، أو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، التي كان لها دور كبير في حسم العديد من الألقاب، من خلال رصد أجزاء دقيقة من الثانية، وهو الأمر الذي ينعكس في اطمئنان المتسابقين للنتائج النهائية.

وأضافت: «أهمية هذه البطولة أنها تضم نخبة من الطيور المدربة بحرفية عالية وتختتم سلسلة بطولات فزاع للتلواح. لذا؛ يكون شرف المشاركة بها فخراً لجميع عشاق هذه الرياضة، فضلاً عن أهميتها التراثية. كما أن هذه البطولة ترسي معايير جديدة كل عام لرياضة الصيد بالصقور، بفضل استمرارية تطويرها، ترسيخاً لرؤية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في صون التراث الثقافي غير المادي للدولة».

وتابعت درويش: «سواء تعلق الأمر ببطولة فخر الأجيال أو غيرها؛ فإن بطولات فزاع للصيد بالصقور تبقى دوماً مرشحة مع توالي دوراتها لمزيد من الإثارة، نظراً لما تفرزه كل عام من مستويات متقدمة تحفز الصقارين على مزيد من الاهتمام بتدريب طيورهم، ليعودوا في الدورة التالية محققين أرقاماً أفضل».

تويتر