«إحياء التراث» يستعين بـ «اليونسكو» لصون التراث اللا مادي

بطولة «غوص فزاع» تستدعي طواويش الخليج

خبرات عالمية دولية جاهزة لنقل خبراتها في الغوص لطواويش الخليج قبل انطلاقة «فزاع للغوص الحر». من المصدر

بانفتاح جديد على العالمية، أعلنت بطولات فزاع التراثية استيعابها لكل المتسابقين الراغبين في خوض تجربة الغوص، وفقاً للتقاليد التراثية الإماراتية، في رحلة الأجداد السالفة للبحث عن المحار واستخراج مكنونه من اللؤلؤ، في أعماق مياه الخليج العربي، في مستهل رحلة كانت تبدأ باستخراج المحار، من أجل الحصول على مكنونه من اللؤلؤ، ثم بيعه عبر رحلات تجارية وصلت بهم إلى أقاصي آسيا وإفريقيا.

خبرات دولية في خدمة التراث

قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: «إن المركز لا يتوانى عن رفد مشروعاته المختلفة بالخبرات الدولية المتخصصة، لاسيما في ما يتعلق بالخبرات الأممية الثرية والمتنوعة بمجالات صون التراث اللا مادي».

واضاف: «نسعى من خلال العديد من المشروعات إلى توظيف كل العناصر والأدوات لصون تراث الدولة الثقافي اللامادي، وهو ما دفعنا إلى الاستعانة بنخبة من الخبراء التابعين لمنظمة اليونسكو للتعرف إلى أفضل السبل والمعايير العالمية المستخدمة، لتعريف ذلك، من خلال تنفيذ على أكمل وجه آلية وعملية صونه».

وتوقع بن دلموك أن «تسهم الاتفاقية الأممية لصون التراث الثقافي في توفير الأدوات المناسبة، لإنجاز المشروعات المختلفة، في إطار جهود صون التراث اللامادي في الدولة».


السلامة أولاً

قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الغوص الحر «الحيارى»: «إن البطولة يطبق فيها أعلى معايير السلامة»، مشيراً إلى أنه «تم اختيار شهر مارس بصفة خاصة، منذ بدايات انطلاقة البطولة حينما كانت تقام في أعماق مياه الخليج العربي».

واشار الرحومي إلى انتقال إقامة البطولة لتقام في صالة مجهزة أضفى على العملية التنظيمية مزيداً من الاحترافية، مؤكّداً أن «الغوص على الرغم من ذلك، يتم وفق التقاليد التراثية التي كان يتبعها طواويش الإمارات».

وأشار الرحومي إلى ارتفاع المستوى الفني للغواصين المحليين منذ انطلاقة البطولة بشكل تدريجي، مؤكّداً إيجابية الاحتكاك بالخبرات العالمية التي طوعت خبرتها، من أجل المشاركة في بطولة فزاع للغوص الحر، وفق التقاليد نفسها التي كان يغوص بها أبناء الإمارات في زمن البحث عن اللؤلؤ.

 

وسيكون المتسابقون الخليجيون والإماراتيون بشكل عام على موعد مع مسابقة خاصة لا يشارك فيها المحترفون، بحثاً عن ذهبية البطولة، التي تستدعي مهارات الغوص التقليدية في مياه الخليج العربي، حيث من المقرر أن تنطلق البطولة في الثالث من مارس المقبل، في حين ستنطلق الدورة التدريبية اليوم في مجمع الشيخ حمدان بن محمد، الواقع خلف مقر القرية العالمية في دبي.

 

وأعلن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن استضافة البطل الصربي في الغوص الحر، برانكو بتروفيتش، ليقدم خبرته في الدورة التدريبية المقامة لتأهيل فئة المتسابقين من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي في النسخة التاسعة من البطولة، حيث ستستمر الدورة حتى 28 من الشهر الجاري.

وسيتولى التدريب خلال الدورة، التي ستقام في مجمع الشيخ حمدان بن محمد الكائن خلف القرية العالمية بدبي، البطل العالمي برانكو، ويمكن للمنتسبين لهذه الدورة الاستفادة من خبرات المدرب في جوانب مهمة، من أبرزها إعدادهم لأساسيات الرياضة، وإكسابهم المعرفة الشاملة نظرياً وعملياً، بما في ذلك اتباع الحمية الغذائية، والاهتمام باللياقة البدنية، إضافة إلى خضوع المشاركين لتدريبات خاصة للتنفس.

ويتطلع القائمون على هذه الدورة إلى رفع سقف المنافسة لتحطيم الأرقام القياسية السابقة، لاسيما أن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يقيم هذه الدورة التدريبية للمرة الثالثة. وخلال الأعوام السابقة لاحظ المشرفون مدى الفوائد التي يحققها المشاركون في التدريبات، وإحرازهم للتطوّر والتحسّن المستمر في الأداء والقدرة على خوض المنافسات العالمية. وتتضمن بطولة فزاع للغوص الحر ثلاث مجموعات، وهي: مجموعة الناشئين، ومجموعة المواطنين ودول مجلس التعاون الخليجي، ومجموعة المحترفين، التي ستكون مفتوحة أمام العرب والأجانب، على أن يتم تأهل 10 لاعبين من كل فئة للنهائي.

أما بالنسبة إلى فئة الناشئين المتاحة للفئة العمرية من 12 وحتى 15 عامًا، فستكون مقتصرة على مواطني دولة الإمارات.

وقالت مديرة ادارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لاحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن «بطولة فزاع للغوص الحر باتت تتمتع باهتمام متزايد من قبل شباب الإمارات وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، كما تشهد هذه البطولة إقبالاً كبيراً، ومشاركة غواصين أبطال من مختلف دول العالم. وتجسد البطولة الغوص على الطريقة التقليدية القديمة من دون وسائل مساعدة، والتزامهم بالغوص لأعماق بعيدة على غرار غواصي الإمارات القدامى عند بحثهم عن اللؤلؤ، بينما تصب أهدافها في الحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي».

وقال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص الحرّ، حمد الرحومي: «إن هذه البطولة ترمز لتراث الإمارات، فقد كان أجدادنا يمارسون الغوص لكسب لقمة العيش، وليس كهواية أو رفاهية، كما كان غواص اللؤلؤ يتعرض لمخاطر عديدة، مثل الأسماك المتوحشة، والتيارات المائية القوية وغيرهما. ومن هنا جاء حرصنا على إحياء هذا التراث، وتحفيز الناشئين على ممارسة هذه الرياضة، لما لها من قيمة تاريخية، فهي مهنة أجدادنا ورمز تاريخنا».

من جهة أخرى، انطلقت، أمس، ورشة العمل الثانية المشتركة بين فرق التدريب من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ووفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وذلك من أجل تنفيذ وتطبيق اتفاقية «صون التراث الثقافي غير المادي 2003».

وتركز الورشة، التي تقام خلال الفترة من 24 إلى 31 يناير الجاري، على حصر التراث الثقافي غير المادي القائم على المجتمع في دولة الإمارات. وبعد الجلسة الافتتاحية التي ضمت فرق التدريب في المركز والمدربين من منظمة اليونسكو، تم تقديم المشاركين، ليتم بعد ذلك تحديد الهدف العام من الورشة، وشرح أبعادها وطرق تنفيذها، خصوصاً الطرق المتبعة لحصر التراث غير المادي الموجود فعلياً في دولة الإمارات.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: «التراث في أي دولة يمثل أحد أهم عناصر الهوية الوطنية، وبما أن رؤية واستراتيجية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تستخدم كال العناصر والأدوات لصون تراث الدولة الثقافي اللامادي، كان لابد من الاستعانة بنخبة من الخبراء التابعين لمنظمة اليونسكو للتعرف إلى أفضل السبل والمعايير العالمية المستخدمة لتعريف ذلك. ونعتقد أن الاتفاقية الأممية لصون التراث الثقافي توفر لنا الأدوات المناسبة لتحقيق هذا الغرض، التي سنحصل على أكبر قسط منها مع نخبة الأساتذة في المجال».

وأكّدت مديرة إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الدكتورة أمينة الظاهري، أن «هذه الورشة التي ينظمها المركز للمرة الثانية على التوالي، ستعمل على تأهيل الفرق الوطنية العاملة، للقيام بما هو مطلوب إنجازه بشكل عملي ومثمر».

تويتر