طلابها عُرفوا بالتميز بين مدارس غزة

مدرسة خليفة بن زايد تنهي معاناة أطفال بيت لاهيا

صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تتوسط ساحة المدرسة الداخلية. الإمارات اليوم

في تمام الساعة السادسة صباحاً من كل يوم تستيقظ الطفلة فرح أبوصبحة (9 أعوام)، وترتدي الزي الدراسي الذي وفرته لها مدرسة خليفة بن زايد، لتذهب إليها بكل نشاط وحيوية، مصطحبة حقيبتها التي قدمتها إليها المدرسة أيضاً بكل ما تحتوي من أدوات وقرطاسية.

تقدير وعرفان

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/8ae6c6c5502ee51c015149a41e433c20.jpg

كانت الطائرات الحربية في الأيام الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009 قد قصفت مدرسة بيت لاهيا التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالفسفور الأبيض، بينما كان يحتمي بها آلاف النازحين من سكان شمال القطاع، ما أصابها بدمار كبير، فبادرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتكون سبّاقة لإعادة ترميم المدرسة الوحيدة لطلبة سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ومنذ ذلك الحين أصبحت تحمل اسم مدرسة خليفة بن زايد، تقديراً وعرفاناً بدور المؤسسة الإماراتية.

ما قدمته المدرسة للطفلة فرح من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة يحظى به 3000 من طلبة الفترتين الصباحية والمسائية، حيث تبدي مدرسة خليفة بن زايد اهتماماً منقطع النظير، وذلك من خلال تخصيص إمكانات تناسب قدراتهم، وتوفير بيئة تعليمية تحفزهم على التغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة، ليحصدوا أعلى الدرجات في كل فصل دراسي، على الرغم من الظروف الصعبة التي تعصف بهم.

وكانت الطائرات الحربية في الأيام الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009 قد قصفت مدرسة بيت لاهيا التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالفسفور الأبيض، بينما كان يحتمي بها آلاف النازحين من سكان شمال القطاع، ما أصابها بدمار كبير. وأمام ذلك، بادرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتكون سبّاقة في إعادة ترميم المدرسة الوحيدة لطلبة سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع في عام 2009، ومنذ ذلك الحين أصبحت تحمل اسم مدرسة خليفة بن زايد، تقديراً وعرفاناً بدور المؤسسة الإماراتية.

«الإمارات اليوم» رصدت أجواء العملية التعليمية داخل مدرسة خليفة بن زايد، وما إن اقتربنا منها حتى شاهدنا من خلف أسوارها صورة كبيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تتوسط ساحة المدرسة الداخلية، وفور دخولنا بوابتها الرئيسة وجدنا الطلبة مصطفين في طابور دراسي استعداداً لدخول فصولهم الدراسية التي زودت بمقاعد خشبية جديدة، ووفرت بداخلها بيئة تعليمية خاصة، ومناسبة لهم. فرح التي تدرس في الصف الرابع الابتدائي تحصد المرتبة الأولى في كل عام دراسي، كما تترأس البرلمان الطلابي داخل المدرسة، ولم يكن ذلك إلا بفعل الدعم الذي قدم لها باستمرار على مدار سنوات دراستها. وتقول فرح، ومعالم السعادة لا تفارق وجهها، إن «مسيرتي التعليمية داخل مدرسة خليفة في تطور متزايد، وأنا أشعر بالسعادة، كوني أتعلم بداخلها، حيث ألقى رعاية مميزة من المدرسين وناظرة المدرسة، فقد وفرت لجميع الطلبة كل ما يحتاجون إليه».

وتضيف «من خلال عملي في البرلمان الطلابي اكتشفنا أن هناك طلبة فقراء، ولا تستطيع عائلاتهم أن توفر لهم كل ما يحتاجون إليه، لكن داخل مدرسة خليفة يكون الجميع سواسية، فكل ما يحتاجون إليه من زي دراسي وقرطاسية ومستلزمات يقدم بشكل مستمر وبشكل مجاني».

دعم متواصل

الدعم الذي قدمته مؤسسة خليفة للمدرسة لم يقتصر على ترميمها في عام 2009، فقد جددت المؤسسة تقديم الدعم في عامي 2012 و2015، حيث زودتها بكل الإمكانات والمستلزمات من أجهزة إلكترونية وطابعات حديثة، وذلك بحسب مدير دائرة التعليم في الـ«أونروا» فريد أبوعاذرة.

ويقول أبوعاذرة لـ«الإمارات اليوم»، إن «المدرسة كانت في السابق منكوبة، واقترنت بها مشاهد القصف والدمار، لكن بفضل الدعم الإماراتي أزيلت هذه الصورة تماماً، وأصبحت المدرسة الأكثر تطوراً في قطاع غزة، فهذا الدعم ساهم في تحسين جودة التعليم بداخلها، وذلك من خلال الدعم المباشر الذي حظي به الطلاب من زي ومستلزمات، وبيئة تعليمية مناسبة، إضافة إلى تسخير كل ما يلزم من مقاعد وأثاث ومرافق خدمية».

يشير إلى أن المساعدة الإماراتية الكبيرة، ساندت أولياء أمور الطلبة، وخففت عنهم الأعباء المادية الملقاة على كاهلهم، وذلك من خلال توفير كل المستلزمات التي يحتاجها أطفالهم.

ويقول مدير التعليم في الـ«أونروا»: «تعودنا على الدعم الكبير وغير المحدود من دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد قدمت الإمارات العديد من المشروعات التنموية الكبيرة، التي تحمل اسمها، ومن بينها الحي الإماراتي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي يوجد بها العديد من مدارس الـ(أونروا) التي تخدم الطلبة اللاجئين».

ويضيف: «نطمح إلى مواصلة هذا الدعم ليطال جميع المدارس في قطاع غزة، فالعلاقة التي بنيت بين الطلبة ومؤسسة خليفة بن زايد ستبقى راسخة في أذهانهم ولا تفارقهم مدى الحياة».

تميز وإبداع

الدعم السخي الذي تحظى به مدرسة خليفة بن زايد، رغم الحروب واستمرار الحصار، اقترن بتميز المدرسة على صعيد مدارس القطاع، حتى بات طلبتها يحصدون أعلى الدرجات في كل عام. وعن ذلك تقول مديرة مدرسة خليفة بن زايد المشتركة، مدللة أبولوز لـ«الإمارات اليوم»: «في كل عام يتربع الطلبة على عرش التفوق والإبداع، ويحصدون أعلى الدرجات في الامتحانات النهائية على صعيد مدارس القطاع».

وتضيف أن «تفوق طلبة المدرسة لا يقتصر على التعليم فقط، حيث يبدعون في الأنشطة غير المنهجية من مسابقات ثقافية وترفيهية، والتي يتميزون بها عن غيرهم أيضاً».

وبالانتقال إلى الساحة الداخلية للمدرسة، تظهر صورة أخرى من أبرز الاستحداثات التي حظيت بها المدرسة، بفضل الدعم المقدم من مؤسسة خليفة بن زايد، حيث زودتها بمظلة معدة بأفضل الإمكانات، والتي تشجع الأطفال على التزود بالمعرفة والتعليمات المفيدة في الطابور الدراسي اليومي.

تويتر