أكد أن الإعلام الثقافي العربي في حالة تخبط

جورج قرداحي: «من سيربح المليون» عائد الشهر المـــقبل

صورة

يعود الإعلامي جورج قرداحي ليطل على الجمهور من خلال البرنامج الأبرز الذي حقق له نجومية متفردة (من سيربح المليون)، والذي سيبدأ بث حلقاته الشهر المقبل. وأكد الإعلامي اللبناني في حديث لـ«الإمارات اليوم»، على هامش اختيار المشاركين في فندق مينا السلام أمس، أن عودة البرنامج ناتجة عن الإلحاح الجماهيري عليه، منوهاً بأنه سيكون مميزاً في النسخة الجديدة لجهة اختيار المشاركين وكذلك قيمة الجائزة. وتحدث في الحوار عن التخبط في الوضع الإعلامي العربي ولاسيما في المجالين الثقافي والترفيهي، متطرقاً الى البرامج الأخرى التي قدمها.

برامج جديدة

قالت رئيسة البرامج والخدمات الإبداعية في «أو إس إن» خلود أبوالحمص، إن الانطلاقة الجديدة للبرنامج أتت نتيجة البحوث الكثيرة التي تقوم بها القناة، وكانت هناك فكرة لبرنامج آخر سيتم تقديمها مع جورج قرداحي، إلا أنه في آخر لحظة تقرر البدء بمن سيربح المليون، كون البرنامج لديه مد جماهيري كبير، ولم يتم استنفاد جماهيريته بعد. ولفتت إلى أن الاختبار للبرنامج فكرة جديدة، تترافق مع حملة للدعوة إلى الثقافة والقراءة، وفي كل بلد سننتقي مدرسة ونفتح بها مكتبة الكترونية، تناسب الأطفال بأدوات العصر. اما اختبار وانتقاء المشاركين فسيكون في الأردن بعد الإمارات والقاهرة التي تمت الاختبارات فيها، منوهة بوجود اختبارات ايضاً وانتقاء للمشاركين من 12 دولة عربية. أما عدد الحلقات فهو 26 حلقة، وستعرض قبل الحلقة الأولى حلقة للمشاركين الذين تقدموا. أما اختيار مصر للتصوير، فبسبب سهولة الوصول إلى البلد من قبل كل المشاركين. وسيبدأ البرنامج في 16 أكتوبر، وستبث حلقاته يوم الجمعة.

وقال قرداحي، إن «النسخة الجديدة من البرنامج ستتميز بمجموعة من الأمور، فالبرنامج توقف بثه لفترة طويلة، واليوم سيعود للمشاهدين بناء على طلب الجمهور، وسيكون هناك أكثر من مسألة جديدة، ومنها الجائزة التي ستبلغ قيمتها في الموسم الجديد مليوني ريال سعودي، وهي أكبر جائزة لمسابقة في العالم العربي في الوقت الحاضر». وأضاف أن «اختيار المشاركين سيكون دقيقاً وأفضل من الدورات السابقة، ففي البداية كان الاشتراك عشوائياً، حيث كان عبر اتصال هاتفي بسيط والقليل من الأسئلة، بينما اليوم اختلف الأسلوب وهناك فريق عمل متكامل يقوم بامتحان المشاركين، وذلك بهدف اختيار المؤهلين لكسب جائزة المليوني ريال». ولفت قرداحي الى أنه ليس هناك من شروط محددة لقبول المتقدم للاختبار، لأن الثقافة مفتوحة وعامة، فأحياناً نجد شخصاً ليس لديه شهادة ولكن لديه ثقافة ومعلومات عامة وثقافة أكثر من خريج الجامعة، أما العمر فهو لكل من هم فوق 18 سنة.

وأشار قرداحي الى أن البرنامج يحمل قيمة ثقافية كبيرة، فلا يمكن تصنيفه بالترفيهي، فهو يحمل الجانب الترفيهي لجذب المشاهد، كي يتابع المادة الثقافية، فالأخيرة مادة جافة، وكل البرامج الثقافية التي تقدمها المحطات لا تجد نصيباً من المشاهدة بسبب هذا الأمر، لذا إن وضعت الثقافة في قالب ممتع تصبح مقبولة، ويعد برنامج من سيربح المليون، التجربة الأهم في هذا المجال. واعتبر الإعلامي اللبناني ان عرض البرنامج اليوم على قناة «او اس ان»، التي هي مشفرة وليست مفتوحة لا يقلل عدد المشاهدين، أولاً لأن المشتركين الذين يشاهدون القناة معظمهم من النخبة، وثانياً لأن القناة تعتمد سياسة عرض البرنامج حصراً على شاشتها أولاً، ومن ثم تقدمه لقنوات مفتوحة، وهذا ما حدث مع برنامج «المسامح كريم»، الذي يعرض على قنوات مختلفة، ولهذا لست خائفاً على البرنامج من عدم الانتشار.

أما تحديات برنامج «من سيربح المليون» بعد انقطاعه لسنوات، فيرى قرداحي أن البرنامج بقي مطلباً عند الناس، موضحاً «في أي بلد أتواجد فيه، فوراً يسألني الناس عن البرنامج، وامكانية اعادته، فالناس اشتاقوا له، واليوم أصبح حاجة، فالمشهد الاعلامي اليوم عبارة عن برامج ترفيهية، ولدى القناة الواحدة اكثر من برنامج للمواهب والغناء، ولكن الجمهور قد مل من هذا التكرار، فهذه البرامج لا تبقى لوقت طويل، فمع التكرار يفقد اهتمامه بها، ويعود الى الثقافة والأصالة في الإعلام والحس الإنساني». وأشار الى ان «المسامح كريم» أتى في الوقت الذي جذب اهتمام الناس، فالظروف التي رافقت البرنامج ووقت عرضه هي التي جعلته ينجح بالشكل الكبير. وحول أهمية البرنامج في مسيرته المهنية، قال، انه «من البرامج الأقرب لقلبي ولشخصيتي، فقد التصق بي، وغير حياتي كلها، فكنت اعلامياً وصحافياً والبرنامج نقلني الى مستوى آخر وعالم آخر، فكان له فضل كبير عليّ»، وقناة «ام بي سي» كان لها الفضل علي وأنا لا أنكر هذا، كما ان النجاح الذي اكتسبه دفع بمجموعة من القنوات المنافسة للإم بي سي، تقليده من خلال برامج مسابقات شبيهة.

أما برنامج «المسامح كريم» فيرى قرداحي انه اكتشف من خلاله وجود مواهب أخرى لديه، وليس فقط في الثقافة وإنما أيضاً بالتأثير على الناس واقناعهم بالتصالح، مشيراً الى أنها ليست مهمة سهلة، وهناك بعض الموضوعات «تعل القلب»، موضحاً أنه كان يسجل كل يوم خمس قصص وكل قصة تستغرق ساعتين، فكان البرنامج يتطلب مجهوداً، وفي آخر النهار يشعر بأنه منهك نفسياً. وأردف قائلاً «لكن هذا أوجد لدي التحدي كي أوفق بين الطرفين المتنازعين، ولكن في بعض الأحيان كنت أرى أن من طلب السماح ليس على حق، أو حين أشعر بالمظلوم فلا أشد على الموضوع كثيراً، ولا أنفي أني أحياناً أتعاطف مع صاحب الحق، فحين يكون الحق صارخاً لا يمكنني الا التعاطف مع صاحبه». وردّ على المشككين في صدقية البرنامج بكونه من الأمور التي تحدث في كل البرامج والتلفزيونات، مؤكداً أن كل القصص التي عرضت حقيقية وتمت معالجتها بالأسلوب نفسه الذي عرضت به دون زيادة أو نقصان. أما اختيار القصص فيتم من خلال فريق عمل كبير أثبت أنه فعال وهو من كل الدول العربية، وهناك فريق من القانونيين للتأكد من صحة القصص، وهناك مراحل قبل أن يتم عرضها على الهواء، ولكن بعد بث البرنامج بدأ يتلقى القصص من كل الناس عبر «فيس بوك»، وكذلك من خلال فريق العمل والمحطات التي عرضت البرنامج.

وحول الوضع الإعلامي في مجال الترفيه والثقافة، رأى ان هناك تخبطاً في الوضع الاعلامي العربي، مشيراً الى وجود قنوات تقوم بدورها ورسالتها كما يجب، متأسفاً في الوقت عينه على وجود قنوات تبين أنها مسيسة وموجهة، وأن لديها أهدافاً تتناقض مع مصالح الشعوب أحياناً. وأضاف ان الإعلام مرآة المجتمع، وأن التسطيح في الإعلام بحجة ان هذا مطلب الجمهور ليس دقيقاً، منوهاً بأن المحطات تتحمل المسؤولية ويمكنها بذكاء أن تجر المشاهد الى المادة الأفضل والمحتوى الجيد.

تويتر