يسعى إلى إيجاد منصة دائمة لـ «استاند كوميدي» في دبي

أحمد أحمد: الشرق الأوسط بحاجة إلى الضحك

صورة

يسعى الكوميدي الأميركي المصري الأصل أحمد أحمد، إلى إيجاد منصة دائمة في دبي لـ«استاند أب كوميدي»، إذ يرى أن دبي تفتقر إلى ذلك، وهي متعطشة إلى هذا الفن، مبيناً أنه يطمح من خلال العروض التي ستقام هذا الشهر في دبي، إلى إيجاد مواعيد ثابتة لـ«استاند أب كوميدي» مع الكوميديين العالميين في واحة الكوميديا. واعتبر أحمد الكوميديا عملاً جدياً تجب الموازنة فيه بين المرح والجدية العملية كي يتمكن المرء من النجاح والثبات، مشدداً على ضرورة إيجاد وعي في المجتمع العربي حول هذا الفن.

تاريخ

بدأ «استاند أب كوميدي» في بريطانيا في القرن 18، وتزايد وجوده بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكنه اشتهر في أميركا، حيث ظهر هناك في أواخر القرن 19. ويقوم هذا الفن على الكوميديا التي تقدم مباشرة على المسرح، حيث يرتجل الممثل أدواره أمام الناس، ويروي النكات المرتبطة بكل تفاصيل الحياة، ومنهم من يرتجل العرض من خلال التفاعل مع الجمهور. يستخدم بعض الكوميديين الموسيقى خلال العرض، أو حتى الأعمال الخفية، لإضافة مزيد من التفاعل مع العرض. اشتهرت بعض الأسماء في عالم الـ«استاند أب كوميدي»، وكان لكل أسلوبه الخاص، ومن بينهم روبين ويليامز، ايدي ميرفي، ستيفين رايت.


سوء تواصل

لا يحدد أحمد موضوعات هي الأكثر جذباً للناس، ويرى أن الكوميديا موضوع شخصي، وأن التفاصيل المضحكة كثيرة، منوهاً إلى أن سوء التواصل بين الثقافات يعد من أجمل ما يمكن أن يتحدث عنه الناس، وقد يكون من الموضوعات المميزة في دبي أيضاً نظراً إلى التنوع في الجنسيات المختلفة، منوهاً إلى أنه في الختام البشر يختبرون المشاعر نفسها كالتعب والمرض، والكثير من الأمور الشخصية كالحب والزواج والانفصال والإنجاب، وهي نفسها التي ترتبط بالجمهور أينما كان.

وتحدث أحمد لـ«الإمارات اليوم» عن العروض التي ستبدأ في 10 سبتمبر، وكذلك عن بدايته في فن الكوميديا، وقال «بدأت (استاند أب كوميدي) منذ نحو 20 سنة في أميركا، وقد تجولت في الشرق الأوسط وبلدان عدة، منها لبنان ومصر والكويت والأردن، ومن خلال هذه الجولات، تبين لي أن الناس في الشرق الأوسط تبحث عن الضحك والمرح، ولكن ليس هناك من مكان مخصص لذلك، لذا تشكلت لدي رؤية وجود نادٍ يقدم هذه العروض بشكل متواصل وبمواعيد ثابتة»، وأضاف «ما دعاني للمجيء إلى دبي هو وجود كل شيء في هذه الإمارة، باستثناء صالة خاصة بـ(استاند أب كوميدي)، فهناك حاجة إلى وجود مكان كهذا، وستبدأ العروض في سبتمبر في التواريخ التالية، 10 و12، و25 و26، ويمكن اعتبار العروض اختباراً لما يطلبه الجمهور، كما يمكن إدراجها ضمن التوعية حول هذا النوع من العروض، التي تعد مهمة في هذه المرحلة. أما حول انتقائه دبي من بين الدول العربية، فأشار إلى كونه سافر إلى بلدان عدة، وحصل على الفرصة لتقديم العروض الكوميدية في هذه المدينة، متمنياً نجاحها كي يستمر.

وأشار إلى أن النقص في العالم العربي في «استاند أب كوميدي» ينتج عن المجتمع، منوهاً بأنه يمكن أن يتغير مع الوقت، ولاسيما أن الموضوع بحاجة إلى التبديل في العادات فالمرأة على سبيل المثال لا نجدها بكثرة على هذا المسرح، علماً أن لديها الكثير لتتحدث عنه، ويجب أن نراها موجودة بقوة في السنوات المقبلة.

يعمل أحمد على إنتاج العرض وإخراجه، ولا يشارك في هذه العروض، إذ يرى أن المتابعة تأخذه من العروض، وقدم عروضاً بما يكفي، ولكنه يسعى اليوم إلى الاهتمام بالنادي وبترسيخ وجوده ونجاحه. أما الأشخاص الذين سيقدمون العروض فمنهم فنسينت أوشانا من أميركا، الأمر الذي شدد أحمد على أنه لا يمكن أن يؤثر في مخاطبة الجمهور رغم اختلاف الثقافة واللغة، منوهاً بأنه مع اختلاف الثقافات تبقى مجموعة من القواسم المشتركة بين الناس، التي يتشاركون تفاصيلها، ومنها المقاهي التي يزورون، والمطاعم التي يرتادون، والتفاصيل الحياتية المرتبطة بالسينما أو المرض أو الكثير من الأمور التي يمكن أن تتحول على المسرح إلى نكتة. وأوضح أحمد أن التعرف على طبيعة البلد يعد ضرورة، فمثلاً الازدحام، أو حتى الجنسيات التي توجد بكثرة في البلد، فهي أمور يمكن ملاحظتها بسرعة، واستخدام الكوميدي لتفاصيلها في العروض من خلال الأيام القليلة التي يمضيها في البلد أمر ممكن جداً. أما مدة العرض فتمتد من ساعة وربع إلى ساعة ونصف الساعة، وأوضح أنها ستجذب الناس لأنها تحمل أجواء مختلفة، كما أن الشريحة التي ستأتي ستكون متنوعة، فجميع المقيمين في دبي يتحدثون الإنجليزية، ما يعني أنها ليست موجهة للأجانب فقط.

وحول كسر القيود في العروض، أشار أحمد إلى أنه من الأمور الواردة، فلن تكون العروض جامدة، خصوصاً أن العروض ستكون متشابهة في المواد التي ستقدم، أو ممزوجة، منوهاً بوجود أساليب عدة في تحضير المواد التي تقدم على المسرح، فهناك من يحضر كثيراً، وهناك من يرتجل على المسرح، وهذا يعتمد على طبيعة الكوميدي، لأن هذا العمل عبارة عن عمل فردي وليس جماعياً، كما أنه ليس سهلاً في البداية، خصوصاً أنه يعتمد على وجود وجهة نظر، لأن العروض التي لا تحمل وجهة نظر، لا ترتبط بشيء، ولا تقدم للمشاهد ما ينتظره. وأشار إلى كونه على الصعيد الشخصي يسعى إلى طرح النكات التي لم تسمع من قبل أو التي يشعر أنها مقنعة للجمهور الذي يشاهد العرض.

أما التقديم العالمي في «استاند أب كوميدي»، فله معايير ومتطلبات أوضحها أحمد بالقول «هناك مجموعة من الكوميديين لا يمكنهم أن يقدموا عروضهم عالمياً، لأنهم لا يتمتعون بالوعي المجتمعي أو الحس الخاص بالمجتمع الذي يقصدون، لذا تبقى عروضهم محلية»، وشدد على كون التغيرات في البلدان والمجتمعات قد تكون مهمة أحياناً، فالناس قد ترغب في سماع نكات ترتبط بطبيعة ما يحدث من تغيرات سياسية في البلد، لكن بعض الكوميديين يفضلون تقديم الأمور التي ترتبط بحياتهم الشخصية، ففي الـ«استاند أب كوميدي» لا توجد رسالة ولا سياسة معينة. أما الشخصية التي يحملها الكوميدي فلا تؤثر في عمله، فالكوميديا بالنسبة لأحمد عمل جدي، فهو يتمتع بشخصيتين، الأولى المرحة على المسرح، والثانية الشخصية الجدية في الحياة، فالكوميديا كأي مهنة يمارسها المرء وتحتاج إلى الذكاء، لكنها تختلف عن غيرها في كونها لا يمكن أن تُدرس، بل تحتاج إلى سنوات من البناء، كي يصل المرء إلى النجومية، وهذا ما يفسر وجود مستويات في الكوميديا، مشدداً على أن العرض والعمل يجب أن يتوازنا كي ينجح المرء، إلى جانب عوامل أخرى، ومنها التقديم والكاريزما.

تويتر