تفوّقوا على زملائهم الأصحاء في المهارة وسرعة التدرب

الكاراتيه تعيد الحياة إلى أطفال مكفوفين في غزة

المكفوفون أنهوا تدريباتهم كاملة بنصف الوقت الذي يستغرقه نُظراؤهم الأصحاء. الإمارات اليوم

مع دقات الساعة التاسعة من صباح كل يوم يتجدد بصيص الضوء في عيون الطفل الكفيف محمد مهاني (10 أعوام)، ففي صالة الألعاب القتالية الخاصة بنادي المشتل غرب مدينة غزة، يتدرب مهاني بشكل يومي على فنون رياضة الكاراتيه، حتى بات تسديد ضربة للخصم بالنسبة إليه أسهل مما يتوقع أحد من الأصحاء.

فمع مرور الأيام تعلم مهاني التمركز وقوفاً، والإنصات والبقاء في وضع الاستعداد، لينتظر تلقي التعليمات من مدربه لبدء النزال ومواجهة المتنافس الآخر وهو كفيف أيضاً، لتتوالى الضربات بين تسديدة وأخرى اعتماداً على الإدراك الحسي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون هذه المبارزة سابقة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة.

محمد هو واحد من بين ثمانية أطفال مكفوفين يتعلمون فنون الكاراتيه، وذلك من خلال دليلهم الإرشادي ومدربهم حسن الراعي الذي يرافقهم على مدار الوقت فور وصولهم إلى أكاديمية المشتل للألعاب القتالية، ليحدد لهم بوصلة المسير التي تعتمد على صوته نحو قاعة رحبة الأرجاء مجهزة لاستقبالهم، وإتقان رياضة الكاراتيه.

«الإمارات اليوم» تواجدت في تلك القاعة، فيما تجمّع الأطفال بداخلها كخلية نحل، حيث نظموا إيقاعهم مع صوت المدرب وهم يرتدون بزاتهم البيضاء بتتابع وتنظيم من خلال التمركز حسب الرؤية الخاصة للمدرب، وتمهيداً لهم لبدء الحصة التدريبية الخاصة بهم من إحماء ومراجعات للحركات القتالية، مستخدماً حنجرته، ومعتمداً على الحس الإدراكي للاعبين عبر حفظ الاتجاهات وتحديد مصدر الصوت.

ويقول الطفل مهاني لـ«الإمارات اليوم»: «إن ممارسة الرياضة بحد ذاتها هي حلم كبير لي ولرفاقي الأطفال، فقد منحتني القوة البدنية، والثقة بالنفس، وأكسبتني سلاح الدفاع عنها، كما كسرت حاجز الخوف لأي مواجهة أتعرض لها».

ومن المفارقات الغريبة أن المكفوفين استطاعوا خلال 18 يوماً إنهاء تدريباتهم بشكل كامل، فيما استغرق نُظراؤهم الأصحاء ضعف هذه المدة.

ويقول الراعي بحماسة: «إن القدرات الهائلة لفاقدي البصر تضاهي الأسوياء، إذ إنه بإمكانهم تجاوز أقرانهم بسرعة الاستيعاب ومرونة التحرك».

تويتر