صحراء بمحميات وحشية وسهوب ونباتات صبار تجتذب كواليس الأفلام العالمية

«هوليوود» تعثر على سـطح القمر والغرب الأميركي في إسـبانيا

صورة

تشتهر الصحراء الإسبانية بأنها من أشهر المواقع الساحرة لتصوير الأفلام العالمية؛ إذ تغيب الشمس ببطء وتكتسي الصخور باللون الأصفر المائل للحمرة، وتتحول السماء إلى اللون الوردي، وتضم اللوحة الفنية البديعة في هذه المنطقة صورة للأخاديد العميقة مع الهضاب الجرداء.

حرارة

ترتفع درجات الحرارة هنا في فصل الصيف بشكل لا يُطاق، ويهب على منطقة كابو دي غاتا، التي تبعد نحو نصف ساعة بالسيارة عن صحراء تابيرناس، نسيم البحر المتوسط، وهو ما أدخل البهجة والسرور على أرنولد شوارزينغر أثناء تصوير فيلم «كانون البربري».

كما استغل سيرجيو ليون حقول الصبار ومناجم الذهب المهجورة في المحمية الطبيعية لتصوير فيلم «من أجل حفنة من الدولارات».


3000 ساعة سنوياً تسطع فيها الشمس على تابيرناس التي تعد بمثابة الصحراء الحقيقية الوحيدة في القارة الأوروبية.

وتمتد منطقة نافارا شبه الصحراوية على مساحة 42 ألف و500 هكتار في شمال إسبانيا، وتعد واحدة من أكثر المحميات الطبيعية وحشية في إسبانيا وأكثرها إثارة للدهشة.

وأوضح فرانشيسكو دي إريزار، صاحب فندق بالقرب من المحمية الطبيعية، أنه «من الأمور المثيرة للدهشة أن الكثير من الإسبان نادراً ما يضلون طريقهم في بارديناس رياليس».

واشتهرت هذه المنطقة الصحراوية منذ سنوات عدة باعتبارها كواليس لأشهر الأفلام العالمية؛ إذ تتحمس شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود إلى هذه المنطقة، التي تشبه سطح القمر والخالية من السكان في شمال إسبانيا. وتتحول جولة السفاري بواسطة سيارة الجيب في المحمية الطبيعية إلى رحلة عبر أحدث الأفلام والروايات الموسيقية.

 

جيمس بوند

شهدت هذه الصحراء خلال عام 1957 تصوير فيلم المغامرة «الكبرياء والعاطفة» إخراج ستانلي كرامر وبطولة كاري غرانت وفرانك سيناترا وصوفيا لورين. وفي عام 1999 تم تصوير فيلم «العالم ليس كافياً» من سلسلة أفلام جيمس بوند بطولة بيرس بروسنان.

وتزخر المحمية الطبيعية بالعديد من منصات المراقبة مثل كابيزو دي لاس كورتينلاس، والتي تتيح للسياح إمكانية الاستمتاع بإطلالة رائعة على بارديناس رياليس. وإذا رغب المرء في الاستمتاع بالعزلة وسط الطبيعة، فإنه يتعين عليه مغادرة الطريق الدائري، الذي يمتد لمسافة 20 كيلومتراً والدروب والمسارات غير الممهدة.

وأشار المرشد السياحي إيناكي إلى أنه من الأفضل أن ينطلق السياح في رحلات التجول لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات الجبلية، ويدير هذا المرشد السياحي واحدة من الشركات السياحية القليلة العاملة في هذه المنطقة.

ويصطحب إيناكي المجموعة السياحية بذكاء خلال منطقة تكثر بها التلال والسهول الطينية، التي تتخذ شكل المدرجات. وتمتاز المناظر الطبيعية بالروعة والجمال بشكل لا يُصدق. وينتهي مسار التجول عند صخور كاستيل دي تييرا؛ إذ تعد المنحوتات الطبيعية من العلامات البارزة في المحمية وأكثر الأماكن تصويراً في جميع أرجاء المنطقة شبه الصحراوية.

ولم يبد المرشد السياحي إيناكي متعجباً عندما وصل إلى صخور كاستيل دي تييرا، ووجد الممثل الإسباني إيمانول أرياس. وعلى مقربة من هذا المكان وجد المخرج البريطاني ريدلي سكوت الشهير منذ عامين المكان المثالي لتصوير فيلم «المستشار»، والذي يصور تجارة المخدرات بين حدود المكسيك والولايات الأميركية.

ويبدو أن ريدلي سكوت محب للصحاري الإسبانية، خصوصاً منطقة تابيرناس في مقاطعة ألميريا؛ إذ تعد الصحراء الواقعة في جنوب شرق إسبانيا من أكثر المناطق جفافاً في أوروبا، وتعد الصحراء «الحقيقية» الوحيدة في القارة الأوروبية؛ إذ تسطع الشمس هنا لأكثر من 3000 ساعة سنوياً، ويتساقط عليها نحو 250 ملليمتراً من الأمطار، وقد تصل درجات الحرارة بها خلال فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية. وشهدت هذه المنطقة خلال العام الماضي قيام المخرج ريدلي سكوت بتصوير فيلم «سفر الخروج: آلهة وملوك» والذي يصور خروج سيدنا موسى بقومه من مصر.

 

طبيعة وعرة

وتضم المناظر الطبيعية بالسهوب، التي تضم الرمال والصخور والعشب الجاف ونباتات الصبار الصغيرة، وغالباً ما كان يتم تصوير هذه المشاهد على أنها الغرب الأميركي.

وصور سيرجيو ليون فيلم «حدث ذات مرة في الغرب» في منطقة تابيرناس، وأدى دور البطولة في هذا الفيلم هنري فوندا في دور الشرير فرانك وتشارلز برونسون في دور عدوه هارمونيكا وجيسون روباردس في دور اللص شايان وكلاوديا كاردينالي في دور الأرملة جيل مكباين.

كما شهدت هذه الصحراء أحداث فيلم «الطيب والشرس والقبيح» من إخراج سرجيو ليون وبطولة كلينت إيستوود ولي فان كليف.

وتمتاز صحراء تابيرناس بالمناظر الوعرة الرائعة، التي تشبه الطبيعة في كاليفورنيا والمكسيك، كما أنها تتشابه أيضاً مع المناظر الطبيعية الخلابة في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ولذا صور جوزيف مانكيفيتس مع ليز تايلور فيلم «كليوباترا»، وكما وجد ستانلي كوبريك أن هذه الصحراء تشبه سطح القمر، وصور فيلم «2001: أوديسة الفضاء».

تويتر