من برامج الرياضة إلى نشرات السياسة على قناة دبي

المذيعة ريا رمـال: «الأخبار» مسـلـســل طـويل لا ينتهي

صورة

أكثر من 13عاماً أمضتها مذيعة الأخبار، ريا رمال، بين أروقة الإعلام، بداية من عملها وهي طالبة في كلية الإعلام والتوثيق بالجامعة اللبنانية، وانضمامها للعمل مع القسم الرياضي في قناة الجديد اللبنانية، لتكون من أوائل مذيعات الرياضة في العالم العربي، وتنتقل لاحقاً للعمل في قناة دبي الرياضية، قبل أن تقرر أخيراً الانتقال إلى مركز الأخبار والمشاركة في تقديم العديد من البرامج السياسية، في خطوة انتظرتها رمال طويلاً، وسعت إليها، معوّلة في ذلك على سنوات خبرتها الطويلة في أوساط الإعلام المرئي، الذي تتحدث عنه قائلة «انطلقت من الأخبار الرياضية، وكانت بداياتي موفقة في هذا المجال، لكن البحث عن التجارب الجديدة، والأهداف التي رسمتها في الإعلام السياسي جعلتني أعيد حساباتي، وأقرر خوض هذه التجربة الجديدة، التي ربما جاءت متأخرة بعض الشيء، لكنها ناضجة إلى حد ما، وهذا ما ساهم برأيي اليوم في إنجاحها».

تجربة الحمل والحياة

تشعر ريا بالسعادة وهي تتحدث عن زوجها الذي يتعايش مع طبيعة عملها بعد انتقالها إلى مركز الأخبار، وتقاسمهما مختلف النقاشات في عدد من الموضوعات التي تخص الواقع السياسي الراهن، وتقول «في الفترة الماضية، وأثناء عملي في مجال الرياضة لم أكن أتناقش كثيراً حول المسائل الرياضية مع زوجي، نظراً لعدم اهتمامه بهذا الميدان، أما اليوم فقد أصبحت أنقل إليه جديد الأحداث، ومختلف التطورات السياسية على الساحة». وعن تجربة الحمل والأمومة الجديدة التي تعيشها رمال للمرة الأولى، بعد زواجها في عام 2008، تقول «أحب تجربة الحمل، وأعيش فيها طقساً استثنائياً من السعادة، لأنها أعادت لي الحياة من جديد، بعد الألم الذي سببه لي فقدان شقيقي العام الماضي، فاليوم أشعر بأن الحياة تهديني أملاً جديداً ووجوداً جميلاً يستحق الفرح والسعادة».

وحول الفرق بين تجربة الرياضة وتقنيات التحرير الإخباري، تقول ريا «تزامن انتقالي إلى مركز الأخبار في عام 2012 مع بداية الأحداث الحافلة والمتسارعة للمنطقة العربية، التي تعامل معها المركز بموضوعية وحيادية عكستا التوجهات الرشيدة لدولة الإمارات ومقارباتها الإنسانية في تناول مجمل القضايا التي تهز العالم العربي تحديداً والعالم الإسلامي وبقية دول العالم بشكل عام، إضافة إلى الاهتمام الذي يوليه المركز لمصادر الخبر وقيمة التثبت من صحتها»، مؤكدة على ضرورة امتلاك المذيع أدواته، وأهمية الإلمام بموضوع الحدث وتفاصيله، لتفادي أخطاء الهواء، والتعامل مع الضيوف في النشرات الإخبارية، وتتابع «أيام العطل والإجازات لا تعني إغفال الصحف ولا الأحداث الراهنة، لأن الأخبار مسلسل طويل لا ينتهي، فالمتابعة الدائمة ضرورية تماماً كاجتماعات التحرير التي يتم فيها إبداء الملاحظات والاقتراحات التي تسهم في توظيف المعلومات الواردة إلى المركز على مدار الساعة، وهذا ما يصنعه بدوره (الصحافي الشاطر)، القادر على التعرف إلى تفاصيل الخبر، وصياغة التقارير الإخبارية، وتقديم المقاربات التي تعكس ما يجري على أرض الواقع».

حلاوة البدايات

بواقعية وصدق تتحدث ريا رمال عن تجربتها الإعلامية في قناة دبي الرياضية، مشيرة إلى أنها لا ترغب في أن يشطح بها الحنين إليها، وتتذكرها بالقدر الذي يجعلها تؤكد اعتزازها بالعمل في أروقتها، وعلاقاتها الجيدة مع الزملاء والقائمين عليها، وتتابع «حققت الكثير من النجاحات الجميلة هناك، إضافة إلى ذلك فإن (دبي الرياضية) هي المنصة الإعلامية التي فتحت لي الكثير من الأبواب، وأفسحت لي المجال لمقابلة كبار النجوم في عالم الرياضة، كما عرفتني إلى شخصيات في غاية النبل والرقي الإنساني، ولا أبالغ إن قلت إنني لم أكن أتخيل ما ينتظرني في دبي من أحلام تحققت، وطموحات مازلت أسعى لتحقيقها».

في المقابل، تصف ريا فترة عملها في قناة «الجديد» اللبنانية، بالسلم الذي يجب على المرء اجتياز درجاته خطوة خطوة للوصول إلى الهدف، معترفة بأن فترة عملها فيها كانت بمثابة «الزوادة التي استثمرتها في قناة دبي الرياضية»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «عملي كطالبة في تلك الفترة أتاح لي فرصة تعلم آليات الإعلام، وزودني بتقنيات عمل القنوات المحلية التي أرى أنها لاتزال تقدم للإعلامي الفرصة الحقيقية للتعلم واكتساب المهارات الضرورية للانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة، وذلك رغم ضعف إمكاناتها المادية واللوجستية، واقتصارها آنذاك على التغطيات الرياضية المحلية».

 

فقاعات إعلامية

تدافع ريا عن فكرة الإعلامي المتخصص من منطلق قناعتها الشخصية بأن ما يشهده الفضاء العربي من «استخفاف بالضوابط المهنية» سيظل السبب الرئيس في إتاحة الفرصة لظهور بعض «الفقاعات الإعلامية» المحسوبة على الإعلام، حيث تقول: «هناك الكثير من الأسماء الإعلامية الناجحة عربياً، رغم عدم تخصصها في دراسة الإعلام، كما أن من البديهي أن تجد إعلامياً بارزاً يحمل شهادة في إدارة الأعمال أو الفنون الجميلة أو غيرها، لكن أن ترى عارضة أزياء أو ملكة جمال تتصدر المشهد وتحصد فجأة لقب (الإعلامية)، فهذا برأيي خطأ فادح لا يجب السكوت عنه، لأن لقب الإعلام أكبر من الاعتبارات الجانبية، ولا أقصد هنا التقليل من شأن المهن الأخرى، لكنني أدعو إلى مزيد من الاحترام لهذه المهنة، وتفادي الاستهانة بأهدافها، لهذا السبب أعتبر أن لقب الصحافي أهم من (الإعلامي)، الذي أصبح مرتبطاً ببعض الدخلاء على الوسط، في الوقت الذي يبقى فيه (الصحافي) مقتصراً على من يفقهون فنون المهنة».

في مقابل هذه الصراحة، ترى مذيعة الأخبار السياسية أن ما ينقص المشهد الإعلامي العربي هو مزيد من المنتديات واللقاءات وورش العمل، التي تسهم في تبادل الأفكار، وبلورة رؤية واقعية، تؤسس لسبل تعاون إيجابي وبناء بين المؤسسات الإعلامية للدفاع على متطلبات الإعلام ورسائله، ومزيد تحديد ضوابطه المهنية لمواجهة بعض الظواهر الإعلامية الجديدة التي باتت تطفو على السطح، ويبقى السؤال الجوهري مطروحاً دائماً: هل هذا ما يريده المشاهد العربي، أم أن ما يقدم أمر تفرضه توجهات وسائل الإعلام المتعددة وسياساتها المتباينة؟

طموح مشروع

تحلم ريا رمال بأن تقدم يوماً ما برنامجها السياسي الخاص، بعد ثلاثة أعوام من العمل في مركز الأخبار، مؤكدة أنها أصبحت جاهزة لخوض هذه التجربة في حال توافرها ضمن توجه قناة دبي الأولى، التي تأخذ فيها الأخبار حيزاً صغيراً، تتمنى أن يتسع يوماً ما لتحقق من خلاله ريا طموحاتها وأحلامها، التي تقول عنها: «في الوقت الراهن هناك حالة اكتفاء بالبرامج السياسية المعروضة على الشاشة، نظراً لطبيعة القناة، لكنني على ثقة بأنني سأسعى إلى طرح أفكاري على الإدارة التي سبق أن قدمت لي فرصة الانتقال إلى مركز الأخبار، كما أنني على يقين دائم بأن المرء قادر على التطور والتعلم والإبداع، لهذا سأعمل على تكريس هذا المفهوم لتطوير تجربتي الإعلامية بشكل عام».

كسل منظم

تعترف ريا رمال بأنها كسولة في تسويق نفسها في الوسط الإعلامي، حيث لا تسعى لحضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية إلا في حال تلقيها دعوات رسمية بذلك، في الوقت الذي تعتبر نفسها منظمة إلى درجة كبيرة، وتهتم بأدق تفاصيل يومها الذي تقسمه بين العمل والواجبات المنزلية وممارسة الرياضات اليومية، حيث تقول: «أحرص على الوقت بشكل لافت، فلكل شيء وقته الخاص وطقسه المناسب، ما عدا القراءة التي تظل فسحة أستمتع بها بعيداً عن النشاطات اليومية وجملة الالتزامات الأخرى، بعد أن عودني والدي، رحمه الله، على هذه العادة الجميلة التي زادت أهميتها في حياتي».

لا «فيس بوك»

تؤكد ريا أنها لا تمتلك اليوم حساباً خاصاً على «فيس بوك»، وذلك بعد أن أغلقت حسابها الشخصي، لإيمانها بأن التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء يجب أن يكون مباشراً، وبعيداً عن المبالغات والاستعراض والثرثرة الافتراضية، قائلة لهذا السبب أفضل «تويتر»، وأعتبره وسيلة تواصل احترافية، بعيدة عن البهرجة والمجاملات المجانية.

تويتر