19 مصوراً في نسخته الرابعة بـ «مرسم مطر»

«تقارب».. هموم الناس وجماليات الإمارات

حمل المعرض أعمالاً تخاطب المتلقي بأكثر من المشهد الذي تم التقاطه فكانت تحاكي الأحاسيس بشكل مباشر وتجعل المتلقي أمام تساؤلات حياتية منبثقة من المشكلات والصعاب التي تسقطها اللوحة أمام المتلقي. تصوير: أشوك فيرما

تميز معرض التصوير الضوئي «تقارب» في نسخته الرابعة، الذي افتتح، أول من أمس، في مرسم مطر، بحضور رئيس المجلس الوطني، محمد المر، بالمشاركة الأوسع ولاسيما من قبل الإماراتيين، حيث وصل عدد المصورين المشاركين إلى 19 مصوراً، تباينت أعمالهم بين التلقائية، والأخرى التي تحمل مفهوماً يعالج قضية اجتماعية ذات رسالة موجهة بشكل مباشر. لاحقت عدسات المصورين المشاركين أوجه الحياة المختلفة، فمنها ما طال تفاصيل شوارع دبي القديمة، ومنها ما عالج وجع الإنسان وقضايا حياته الاجتماعية والإنسانية، بينما اختزلت جماليات البيئة الإماراتية من خلال الصحراء والبحر، وكذلك وجوه المسنين.

قوة المرأة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/326131.jpg

إختارات روضة أحمد الصايغ، الثنائي الاماراتي، لتبرز من خلاله قوة المرأة في الحياة وقدرتها على التخلي عن كل ما يمكن أن يكون سببا في عرقلة مسيرة حياتها. وقالت عن المجموعة، «عرضت ستة صور، وهي عبارة عن قصة تكمل بعضها، وقد تعمدت جعل الصور غير بارزة للوجوه، كي لا أشتت المشاهد بالوجوه، وأنقله الى القصة التي أعرضها». وأشارت الى كون الحكاية، تبدأ من ضياع الانسان وعلاقته بالآخر، وكيف يمكن ان يلوم الآخر على ضياعه، بينما في الختام يبقى وحده دون الطرف الآخر. وشددت على انها لا تعرف الحدود في التصوير، فالتصوير انعكاس للأفكار على الورق، وتقدم التصوير الثقافي، الى جانب توثيق الثقافة المحلية، ولهذا تحرص على ايجاد الثقافة والتي وجدت في المعرض من خلال اللبس التقليدي.


صورة من الحج

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/326133.jpg

الإماراتي أحمد جاسم اختار موضوع الحج ليبرزه في الصور، عارضاً مجموعة من الصور التي التقطها في موسم الحج، تبرز جوانب من العبادة وطقوس تأدية الفريضة. وقال لـ«الإمارات اليوم» «هذه السلسلة التقطتها في الحج، وقد كونتها في سنوات، وتبدأ السلسلة من أفواج الناس، باختلاف أشكالهم وجنسياتهم وثقافتهم، ثم تنتقل إلى مشاهد مختلفة، وتظهر تنقل الناس، ووجود الطفل والعائلة، كما أبرز تقصير الشعر، وهو من أعمال الحج، ويحمل رمزية صناعة إنسان جديد»، مبيناً أن توثيق هذه الشعائر نوع من العبادة، فهي رحلة لتغيير الإنسان، والتفكر والخروج بمفاهيم جيدة وجميلة.


مشاركون

جمع المعرض، الذي يقام للسنة الرابعة على التوالي، 19 مصوراً، هم: أحمد جاسم، أسماء الأحمد، أسماء خوري، ألكسي غوغي، هلين دافيد كوني، بندر صغير، جلال بن ثنية، حمد الفلاسي، روضة أحمد الصايغ، سعيد جمعوه، سليمان الحمادي، عارف حارب، علا اللوز، علي الزوهري، علي بن ثالث، عمران عبدالله، محمد الهاشمي، مؤمن خيتي، موزة الفلاسي.

حمل المعرض أعمالاً تخاطب المتلقي بأكثر من المشهد الذي تم التقاطه، فكانت تحاكي الأحاسيس بشكل مباشر، وتجعل المتلقي أمام تساؤلات حياتية منبثقة من المشكلات والصعاب التي تسقطها اللوحة أمام المتلقي، ولاسيما عمل الفنانة الإماراتية، موزة الفلاسي، وعنوانه «بلا ملامح»، حيث قدمت الوجه المعذب، فبدت العيون المطلة من خلف الجدران، وكأنها في حالة ضياع وتشتت، ونجحت في نقل هذا البعد الإنساني إلى المشاهد. تتابع المشاعر الإنسانية مع وجوه المسنين التي تبرز التعب في أعمال مؤمن خيتي وعلي الزوهري، فترتسم حول الابتسامة خطوط العمر، وتظهر ملامح التعب والشقاء على الوجه المحمل بحلو الحياة ومرها.

إلى جانب الإنسان، تنقلنا الأعمال إلى دبي والبيئة المحلية، فرصدت بعض الأعمال الصحراء، والأرض الإماراتية، بينما كانت هناك مشاهد من شوارع دبي القديمة، وتحديداً في بر دبي، التي تنقل المتلقي إلى مشهد غير مألوف في المدينة التي لا تنام، ولاسيما حيث تسيطر المظاهر الحديثة والعمارات الشاهقة.

أما المصور علي بن ثالث، فاختار البيئة البحرية، وقال عن أعماله: «أردت من خلال المعرض أن أخلق توعية بيئية بجمال المخلوقات البحرية الموجودة، وبالتالي أزيد الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة، لاسيما أن هذا النوع من التصوير يحتاج إلى بحث عن المكان وأوقات التكاثر وأماكن وأوقات وجود الحيوانات». وأردف أن «المشاركة في المعرض عبارة عن تجمع فوتوغرافي جميل، وهو من أفضل المعارض الموجودة على خارطة معارض التصوير الفوتوغرافي في دبي، لأنه يحمل التنوع، ويبرز الأعمال الفنية والتوجهات في التصوير بأشكاله المتنوعة».

حمد الفلاسي عالج امتلاك الأشخاص لمحافظ الجيب، وأهميتها بالنسبة للأشخاص، وكيف يمكن أن يتخلوا عنها بلحظة، فاستبدل محافظ الجيب الخاصة بالعمال بمحافظ جديدة، والتقط صورهم مع المحافظ القديمة. وأكد أنه اختار العمال لبساطة المحافظ، وكذلك كونها تكون بحال تتطلب التجديد. وأشار إلى أن التصوير والمشروع استغرقا يوماً كاملاً معهم، معتبراً التصوير أكثر من مجرد صورة تعلق على الجدار، بل هو قصة يمكن أن تروى، وتحمل بعداً إنسانياً. وأكد حرصه على المشاركة في المعرض، فهو يشارك فيه للسنة الرابعة، كما أنه يبرز التآخي بين المصورين الإماراتيين.

واختار المصور الفرنسي، ألكسي غوغي، المشاهد غير المألوفة في دبي، فرصد الجدران المكتظة بأوراق إعلانات ملصقة عليها، تحمل الكثير من الأخطاء في الكتابة، كطلبات عمل أو بيوت أو غرف للإيجار، ولفت إلى أنه التقط الصور في بر دبي، منوهاً بكون الجدران أثارت اهتمامه وكانت بالنسبة إليه أفضل ما وجد في دبي كي يصور، لأن ليس كل الناس يعرفون هذه الأحياء.

وقدم الإماراتي محمد الهاشمي البيئة الإماراتية من خلال الرجل المسن المتشبث بأرضه، وكذلك الصحراء، ولفت إلى أن مهنة الزراعة موجودة، ومازال هناك أشخاص متمسكون بها، منوهاً بأن هذا العمل فاز بجائزة الشيخ حمدان يمثل حب الأرض والإمارات، بينما الصورة الثانية للصحراء في ليوا، التي التقطتها من هضبة مرتفعة، أبرزت جماليات الكثبان الرملية. ورأى أن المشاركة في المعارض الجماعية تعد تغذية بصرية، وتفيد في التبادل للخبرات، مؤكداً أن ميوله تتجه لتصوير الثقافة الإماراتية، منوهاً بوجود الدعم للمصورين والحاجة إلى عمل المصورين أكثر على الموضوع كي يقدموا أعمالاً قوية.

في المقابل، تنقلنا الفنانة أسماء خوري إلى تجربة مختلفة بعنوان «غير متعمد»، التي التقطت فيها صور الحبر في المغسلة، حين كانت تنظف أدواتها الفنية، حيث بدا الحبر كأنه لوحة فنية. واعتبرت أن الأشياء الصغيرة لها معنى وأهمية، وتحمل تفاصيل كثيرة، ويمكن أن تقود إلى تكوين عمل فني متكامل، ولفتت إلى أن الوجوه تعد من أكثر الأمور التي تحب رصدها، ولاسيما أنها تسعى إلى تكريس التعبير عن المواطن الإماراتي، وبيئته وصورته.

تويتر