تجربة جديدة لمحمد حارب من إنتاج مركز الجليلة لثقافة الطفل

«مندوس».. 15 رحلة بحــرية خيالية بعد الإفطار

صورة

لن يطل مخرج المسلسل الكرتوني الشهير «فريج»، محمد سعيد حارب، هذا العام عبر مسلسله الذي يطل به على جمهوره سنوياً، حيث انتهى من إنجاز مسلسل آخر هو «مندوس» لا يخاطب فيه الشريحة الأعم من الجمهور، كما اعتاد، بل يبدو سياقه الإبداعي موجهاً بشكل خاص إلى الأطفال.

توظيف «الدراما»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/322833.jpg

على الرغم من أنها الخطوة الأولى في هذا المجال، إلا أن المديرة التنفيذية لمركز الجليلة لثقافة الطفل، شيماء خوري، رحبت بفكرة إنتاج مسلسل تلفزيوني، أو حتى الذهاب بعيداً إلى حد المشاركة بأعمال موجهة إلى الطفل في مهرجان دبي السينمائي.

وأضافت: «توظيف الإنتاج التلفزيوني، أو حتى الدرامي لخدمة استراتيجية المركز سيأخذ مداه الأبعد، وهو توظيف يتكامل أيضاً مع برامج متخصصة نوعية، منها برنامجان للصيف، أحدهما تحت شعار (أنا أهتم.. أنا أشارك) لتحفيز الأطفال على مهارات خدمة المجتمع، خصوصاً الفئات الأولى بالرعاية، والآخر متنوع زاخر بالأنشطة المختلفة».

ورأت خوري أن إنتاج مسلسل «مندوس» من خلال محتواه التراثي يدعم رسالة المركز التي تضع ضمن أولويتها دعم الهوية الوطنية لدى الناشئة والأطفال، وفي مقدمتها الملامح المرتبطة بالتراث والموروث المحلي.

إنتاج برامج تلفزيونية وكذلك إذاعية موجهة للأطفال أحد الحلول التي تسهم في تنشئة الطفل وتثقيفه ومده بمعلومات صحيحة تنمي ذائقة وملكة العربية أيضاً باعتبارها مكوناً أصيلاً من مقومات الهوية الوطنية، حسب الدكتور صلاح القاسم، نائب رئيس مجلس أمناء المركز، الذي أشاد بترحيب مؤسسة دبي للإعلام ببث «مندوس»، لافتاً إلى أن دور المؤسسات الإعلامية مهم في إنجاح هذه الرؤية.


بداية الإنجاز

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/322835.jpg

أعرب الدكتور صلاح القاسم عن أمله في أن يكون «مندوس» بداية لإنجازات كثيرة تالية، يقدمها المركز لخدمة الطفولة والثقافة والمجتمع عموماً. وأضاف أن رسالة مركز الجليلة لثقافة الطفل تهدف إلى بتوفير آفاق ثقافية متنوعة، لإثراء حياة الأطفال، وضمان إيصال المعلومة إليهم بكل وسيلة ممكنة. وهذا االمشروع التلفزيوني الذي نعلن عنه اليوم هو من خططنا لتثقيف الطفل بموروثه، بأسلوب ممتع وعصري.


شاهدوا «مندوس»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/322836.jpg

رغم إقراره بأن «مندوس» موجه بالأساس إلى شريحة الأطفال، إلا أن محمد سعيد حارب، الذي كان يشير دائماً إلى أن «فريج» مسلسل لجميع الشرائح العمرية، لم يكن مرحباً كثيراً بفكرة أن مشاهديه في رمضان سيكونون فقط من الأطفال.

وبكثير من الاحتراز دعا حارب جميع محبي ومتابعي الأعمال الكرتونية إلى مشاهدة «مندوس»، مضيفاً: «الفواصل بين الأعمار عندما نشاهد مسلسلات تلفزيونية كرتونية تتلاشى كثيراً، وبعض الأعمال تصنع للأطفال فيشاهدها الصغار والكبار، وهو أمر لا يمكن أن نستبقه قبل العرض، وعلينا الانتظار».

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، نفى حارب، الذي كتب أيضاً سيناريو «مندوس» أن يكون العمل تربوياً بشكل مباشر، مضيفاً: «هناك الكثير من التشويق الدرامي في العمل، وربما لا أكون مروجاً إذا أشرت إلى أن التشويق الدرامي لن يقف إلا مع آخر لقطات الحلقة رقم 15».

اللافت أن «مندوس»، الذي سيبث بعد الإفطارعلى قناتي «دبي الأولى»، و«سما دبي»، ليس من إنتاج «مؤسسة دبي للإعلام»، أو أي جهة إعلامية أو حتى إنتاجية أخرى، بل هو من إنتاج مركز الجليلة لثقافة الطفل، الذي يلقى رعاية كاملة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، في بادرة جديدة على المؤسسات المعنية بالثقافة عموماً في الدولة.

وقام المركز، مساء أول من أمس، بعرض بعض المقاطع من العمل أمام ممثلي وسائل الإعلام المحلية، خلال مؤتمر صحافي قدمه الإعلامي عادل عمر، وتحدث فيه بشكل رئيس كل من نائب رئيس مجلس أمناء مركز الجليلة لثقافة الطـفل، الدكتور صلاح القاسم، والمدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل، شيماء خوري، إضافة إلى حارب الذي تقوم شركته «لم ترَ بكتشرز» بتنفيذ إنتاج العمل.

ويقدم العمل عبر 15 رحلة بحرية ذات منطلق خيالي، يحمل كل منها المشاهد إلى عالم ما داخل «مندوس» الجد القديم إلى التراث البحري المحلي، بحبكة درامية، ولغة بصرية تتكئ على جودة الكرتون ثلاثي الأبعاد، في حين أن الأجزاء المقبلة من العمل من المنتظر أن تتطرق إلى بيئات تراثية أخرى.

وفي رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، قال حارب إنه لم يتردد في خوض تجربة أخرى مختلفة في الموسم الرمضاني، ما من شأنه تنويع المنتج، مضيفاً: «يختلف (مندوس) عن (فريج) بشكل تام، فالأخير ذو صبغة كوميدية، في حين أن (مندوس) مسلسل تراثي، يهتم بتقديم معلومات عن موروثنا الثقافي في سياق درامي مشوق للأطفال».

ولم ينف حارب تأثير «فريج» على ما يتوقعه المشاهد من «مندوس» بشكل مبدئي، مضيفاً: «ليس مطلوباً من المخرج أن يتخلص تماماً من تأثير عمله الأول، وتداعياته، لكن الحقيقة أننا أمام عمل مختلف تماماً مع (مندوس)، سواء من حيث الفكرة أو المضمون، أو حتى الفئة المستهدفة بالمشاهدة».

وأضاف: «يستهدف المسلسل الكرتوني الأطفال في الدرجة الأولى، لكن من المتوقع أن يجذب الصغار والكبار، نظراً لاعتماده قصة شيقة، وغوصه في بحر التراث الإماراتي، وتقديمه معلومات مهمة عن المهن التراثية في الإمارات، وإحيائه مفردات اندثرت تقريباً، من خلال الاعتماد على موثقين إماراتيين للحصول على معلومة موثوقة، على رأسهم الأستاذ جمعة خليفة بن ثالث الحميري».

وحول قصة «مندوس»، قال حارب إن العمل يتناول قصة «ميرة ومحمد» بطلي المسلسل، حيث يقومان بزيارة إلى بيت جدهما (صانع المناديس) في إحدى العطلات، لتبدأ مغامرتهما من خلال مندوس سحريّ. تتخلل العمل أحداث مشوقة ترفيهية وتثقيفية من خلال حوار تقليدي وغنائي، تنقل الأطفال إلى عالم الأجداد عبر البحر الذي يحتفظ الإماراتي الأصيل بذكريات وفيرة عنه، بدءاً من المهن التراثية، مثل صناعة السفن والغوص والصيد واستخراج اللؤلؤ، مروراً بالفنون البحرية، وصولاً إلى أسماء الأدوات المستخدمة في كل مهنة، وأسماء الطيور، وأنواع الأسماك، وأنواع اللؤلؤ، وأسماء العواصف والرياح والنجوم.

وقال حارب إنه احتاج نحو عامين كاملين من أجل إنجاز الجزء الأول من «مندوس»، إذ يرتبط بإنتاج ثلاثة أجزاء من العمل في ثلاثة مواسم مختلفة، مشيراً إلى أن الجزء الأول عادة ما يتطلب مجهوداً أكبر، بسبب التأسيس للعمل.

وتوقع مخرج «مندوس» أن يكون العمل أحد أهم مسلسلات هذا العام، مضيفاً: «حرصت على أن يخرج العمل للجمهور بأفضل صورة فنية ودقة ثقافية، فيما ينقسم المسلسل إلى ثلاثة أجزاء (البحر والبر والفرجان)، كل جزء منها يتضمن 15 حلقة، مدة الواحدة نحو 13 دقيقة، حيث سيتطرق الجزء الأول لحكايات البحر وأسراره، مع التركيز على مفردات من التراث الإماراتي».

وكشف حارب، الذي قام بكتابة حلقات المسلسل وإخراجه أيضاً، عن أن الشخصيات الرئيسة في العمل مأخوذة عن الرسام القطري الشاب محمد السويدي، بل أن يقوم بتطويرها في استوديوهات «لم تر»، بمشاركة فريق مكون من 11 رساماً، أما أصوات الشخصيات فقد شاركت بها الفنانة الإماراتية القديرة، رزيقة الطارش، والمذيع الإماراتي سعود الكعبي، وشقيقه منصور، وقدم شخصيات الطفلين (ميرة ومحمد) منال القيزي وتميم الهاملي (6 سنوات).

وعلى الرغم من المنحى التراثي للعمل، إلا أن الخبرة العالمية على الصعيد التقني متوافرة في العمل الذي تم إنجازه بين دبي وسنغافورة، حسب حارب، الذي أشار إلى أن تطبيقاً إلكترونياً سيكون متاحاً استخدامه للأطفال، سيرافق بث «مندوس»، ليكون أول عمل تراثي ينقل بأحدث التقنيات العصرية، تتكون اللعبة من 10 مراحل، تتمحور حول الذاكرة والذكاء وسرعة البديهة في سياق قصصي مشوق.

وقالت شيماء خوري إن هناك خططاً واعدة بالفعل في الإطار الدرامي وسواه، تهدف إلى استثمار كل الإمكانات للوصول إلى الطفل، وربطه بمختلف ملامح هويته، وفي مقدمتها الملمح التراثي، لافتة إلى أن برنامج المركز الصيفي يستوعب مختلف الشرائح العمرية، ضمن مراحل الطفولة بنشاطات فكرثة وثقافية ورياضية واجتماعية متنوعة.

وأضافت: «منذ انطلاقة مركز الجليلة لثقافة الطفل ونحن نعمل وفق استراتيجية واضحة، وهي غرس أسس وثوابت الثقافة في الأطفال، وتوسعة آفاق المعرفة والإبداع لديهم، كما أننا نحرص دوماً على توفير السبل الملائمة لتقديم ثقافتنا المحلية للأطفال بالموازاة مع الثقافة العصرية».

وتوقعت خوري أن يكون العمل التلفزيوني ذا تأثير أبعد من مجرد الوصول إلى المجتمع المحلي، مع نجاح تجربة الإنتاج التلفزيوني، مضيفة: «قدم حارب أعمالاً فنية متميزة، كما أن (مندوس) تحديداً يتكئ على تقنيات عالمية ومعطيات فنية ذات جودة عالية، لذلك فإن الاستثمار الأمثل للتجربة سيجعل تلك التفاصيل التراثية منفتحة على قطاع عريض من الجمهور، يتجاوز المحلية، ويتجه شيئاً فشيئاً إلى نشر المورث المحلي عالمياً».


تويتر