103 أعمال بأنامل طالبات الفنون بجامعة زايد

مشروعات تخرّج من وحي «الفريج»

معارض مشروعات التخرج في جامعة زايد تقدم باقات من الأفكار الإبداعية. من المصدر

أكد مدير جامعة زايد، الدكتور رياض المهيدب، أن مشروعات التخرج لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد تعكس مهارات فنية تتمتع بها الطالبات، والتي صقلها تحصيلهن الأكاديمي طوال سنوات الدراسة بالجامعة، إذ فتَّح مداركهن على آفاق أوسع للمعرفة والخبرة الجمالية، وعزز وعيهن بكيفية استثمار الفنون وتوظيفها لخدمة المجتمع.

استحقاقات مميزة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/317950.jpg

قالت عميدة الكلية، جانيت بيللوتو، إن عدداً من الطالبات المشاركات في المعرضين سبق لهن إحراز استحقاقات مميزة وهن لم يتخرجن بعد، فمنهن من فزن بجوائز مرموقة، مثل جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، وجائزة الإبداع من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ــ غلف كابيتال، ومنهن من شاركن مع فنانين عالميين زائرين في إنجاز أعمالهم العملاقة، ومنهن أيضاً من مَثَّلن جامعة زايد في معارض عالمية وبرامج دولية للتبادل الثقافي.

وكان المهيدب قد افتتح، مساء الأربعاء الماضي، معرض مشروعات التخرج لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد ــ فرع دبي، في مركز المؤتمرات بالحرم الجامعي، بحضور الدكتور جانيت بيللوتو، عميدة الكلية وأعضاء الهيئة التدريسية والطالبات المشاركات وعوائلهم.

وفي مساء الخميس الماضي، افتتحت نائبة مدير الجامعة بالإنابة، الدكتورة ماريلين روبرتس، بحضور الشيخ خالد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، والشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، والشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، معرض مشروعات التخرج لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد ــ فرع أبوظبي، في منارة السعديات، والذي يستمر حتى 11 يونيو المقبل.

ويضم المعرضان 103 أعمال إبداعية، معظمها مستلهم من روح التراث وأجواء الأصالة الإماراتية، أنجزتها طالبات النهائي بتخصصات الكلية الخمس: التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي، والرسوم المتحركة، وتصميم الملتيميديا، والفنون البصرية، بينها 63 عملاً في معرض دبي، و40 عملاً في معرض أبوظبي.

وقال المهيدب إن «الأمر الجوهري في معارض مشروعات التخرج بجامعة زايد هو أنها تقدم باقات من الأفكار الإبداعية التي يتوصل إليها الطلبة بأنفسهم، واقترحوا تنفيذها بالوسائل التي يرونها أكثر ملاءمة، ولا تتعدى أدوار أساتذتهم في هذه العملية أكثر من الإرشاد التقني والتوجيه إلى الأطر والمفاهيم الفنية، الأمر الذي يحافظ على أصالة الموهبة، ويقوي ذاتية منتج المشروع، وينمي حسه الابتكاري والإبداعي».

وأضاف أن وراء الأعمال الإبداعية التي يضمها معرضا مشروعات التخرج لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية في أبوظبي ودبي قدراً كبيراً من الدرس والجهد والمثابرة التي يتطلبها صقل الموهبة وترقيتها ودمجها في المشهد الاحترافي، مؤكداً أن الطالبات مبدعات بحق، وستصبح إسهاماتهن الفنية عما قريب جزءاً من النسيج الثقافي لدولة الإمارات، وأحد ملامح النجاح في «إكسبو 2020» الذي ستستضيفه الدولة في دبي.

وتجسّد أعمال في المعرضين مفردات البيئة المحلية وأجواء وتقاليد «الفريج» المتجذرة والمتجددة في التراث المستدام لدولة الإمارات، وهو ما يُلحظ في تبني أفكار وتعبيرات من اللهجة المحلية، مثل العمل «مغواها رّمستنا»، للطالبة علياء النعيمي، الذي يتناول جماليات اللهجة الإماراتية من خلال سلسلة من الرسوم المتحركة القصيرة ثنائية الأبعاد، تروي قصصاً مختلفة مستوحاة من التراث الإماراتي خلال ثوانٍ معدودة. وتقول الفنانة الشابة إنها اختارت محتوى هذه القصص بحرص على أن تكون من اللهجة المحلية، والأقوال الإماراتية القديمة، التي توقف تداولها منذ زمن، بهدف استعادة روحها وإحيائها في قلوب الأجيال الجديدة والقادمة.

بينما تبنت الطالبة عنود عبدالله البلوشي فكرة استعادة الروح، لكن للمكان، من خلال عمل فيديو وثائقي تعرض فيه الأحياء القديمة في منطقة «مِدحة»، الواقعة على حدود الدولة مع سلطنة عمان، والمهجورة نوعاً ما بسبب قلة عدد سكانها. وتستهدف عنود من مشروعها عرض جماليات هذه المنطقة، لتشجيع السياحة المحلية والدولية إليها على زيارتها، وكذلك حث الدولة على إقامة مشروعات لدعم الاقتصاد فيها. فيما قدمت الطالبة شيخة خليفة آل نهيان، في مجال الفنون البصرية، عملها التركيبي الذي يحمل عنوان «أتمنى»، الذي نَحَت فيه منحى تأملياً أو فلسفياً؛ فالعمل مؤلف من 113 إطاراً نحاسياً تتدلى من السقف، ومشدودة معاً برباط وثيق إلى الأرضية، ويتم استخدام مغناطيس لجذب كل من الإطارات العليا والسفلى، ما يترك فجوة صغيرة بينها.

وتقول الفنانة إن «الاستقطاب المغناطيسي هو العامل الرئيس لعملية التثبيت هنا، إذ إنه يجمع بين الوسائط المختلفة لإنشاء كل قطعة في العمل. والمفهوم الذي يعالجه مشروعي هو كيف نبقى نحن البشر على ارتباط واتصال، رضينا بذلك أم لم نرضَ، وماذا يمكن أن يحدث إذا توقف هذا الارتباط أو ما عاد موجوداً»، موضحة أن فكرة الاتصال مقابل الانفصال والخوف من الخسارة، التي يجسدها إطار واحد معلق بمفرده من بين جميع الإطارات، تمثل أيضاً جزءاً من هذا الموضوع.

وتضيف «على نطاق أوسع، أستطيع القول إنني استوحيت المعنى أيضاً من التجاذب المغناطيسي الدائر في الكون من حولنا. فالبشر هم، بمعنى من المعاني، لا يختلفون عن بعضهم بعضاً، بحكم طبيعتهم الأرضية، في التراحم والتعاطف في ما بينهم».

وفي مجال التصميم الغرافيكي، اختارت الطالبة فاطمة عبدالله عبدالرحمن كلمة «بوند» الإنجليزية، التي تعني «رابطة» كفكرة لمشروعها، بعد أن قامت بزيارة للأطفال المحتاجين في الأردن والفلبين، إذ قررت إطلاق حملة توعية بأهمية رعاية هؤلاء الأطفال وفوائدها لكل من المتبرع والمحتاج.

وأطلقت الطالبة فاطمة علي مشروعها «بَهانِس»، المستوحى من هذه الكلمة الإماراتية القديمة التي تعني «هدايا صغيرة تقدم للصغار والكبار»، وقد جسدته في عربة صغيرة قامت هي بتصميمها على نحو يذَكِّر المرء بأجواء الساحات الصغيرة في الفريج القديم، وتلخص هذه العربة محلاً للهدايا الصغيرة يمكن نشر فروعه في مختلف الأماكن العامة التي ينتشر فيها الناس وفي المطارات، ليشتري منها الناس تذكارات صغيرة عن دولة الإمارات والتراث الإماراتي. وتأمل فاطمة أن تتمكن «بهانس» من إرسال الثقافة المحلية إلى العالم من خلال هداياها الصغيرة.

وعرضت الطالبة طرفة بنت خالد آل سعود مشروعها «ماي واي فاي»، وهو حملة توعوية تستهدف مدمني الإنترنت. أما الطالبة مريم حسين الهاشمي فعرضت في مجال التصميم الداخلي مشروعها «مسجد المسار».

تويتر