«صانع الفرح» مستلهمة من كلماته «وتغريدات مـــــــلونة» بريشة 26 فناناً

«راشد للمعاقـــــين» يطلق موسمه الثقافي بـ «ومضات مــــــن تغريدات محمد بن راشد»

أحمد بن سعيد آل مكتوم وجمعة آل مكتوم خلال فعاليات إطلاق الكتاب. تصوير: أشوك فيرما

أطلق مركز راشد للمعاقين، أول من أمس، موسمه الثقافي الثالث، الذي خصص في هذه الدورة لتغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث تم إطلاق كتاب بتغريداته الإنسانية بعنوان «ومضات من تغريدات محمد بن راشد الإنسانية»، وذلك في فندق «جميرا بيتش» بدبي. يشمل الكتاب مجموعة من تغريدات سموه الإنسانية باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب مجموعة من اللوحات التي ترجمت عبر اللون المعاني الإنسانية التي تحملها بأنامل 26 فناناً من العالمين العربي والغربي شاركوا في ملتقى دبي التشكيلي الدولي. إلى جانب ذلك، أطلق خلال الحفل أغنية «صانع الفرح» المستلهمة أيضاً من تغريداته.

التغريدات في ألوان

عرضت عند مدخل قاعة الاحتفال لوحات الفنانين الذين شاركوا في ملتقى دبي التشكيلي الدولي، الذين حولوا التغريدات إلى ألوان ترتبط بالقضايا الإنسانية والحياتية. وحملت اللوحات الموجودة في المعرض تبايناً في الطرح الإنساني، فتناولت قضايا المرأة والطفولة عبر أساليب راوحت بين التجريد والتجسيد الواقعي، إلى جانب التعبيرية التي شغلت بعض التوجهات اللونية، بينما كانت الوجوه لها الحصة الأبرز على اختلاف الاساليب الفنية، فكانت هي المسيطرة على معظم الأعمال. وعبّر الفنانون من خلال الألوان عن المعاني التي تحملها التغريدات، والتي حملت نسبة من التغريدات المرتبطة بقضايا المرأة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/317211.jpg


درس للجميع

قالت الفنانة شذى حسون لـ«الإمارات اليوم»: «يسعدني الوجود في هذه الفعالية، فما حدث اليوم مهم جداً، وكل تغريدة موجودة في الكتاب هي درس لكل شخص في العالم، لأن دبي اليوم باتت متميزة لجهة التنمية التي حدثت فيها وقد تطورت بشكل كبير وملحوظ، وبالتالي فإن وضعها ضمن كتاب، فكرة جميلة ومتميزة». وأضافت أن «الالتفاتات الإنسانية مهمة، فالفنان ليس في الغناء فقط، بل وجوده في الموضوعات الإنسانية والثقافية والاجتماعية ضروري، كما أنني معتادة على أطفال مركز راشد، وأفرح بهم كثيراً كلما أرى النشاطات التي يقومون بها».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/317217.jpg


أغنية واستعراضات

أطلق المركز أغنية وكليب «صانع الفرح»، التي كتب كلماتها الشاعر الإماراتي علي الخوار، مستلهماً إياها من تغريدات سموه الإنسانية، ولحنتها شريفة أحمد، وغناها الفنان راشد الماجد، وهي من إخراج ياسر الياسري. كما تخلل الحفل مجموعة من الاستعراضات الراقصة، بدأت برقصة مع أطفال مركز راشد، ثم قدمت فرقة أورنينا للرقص الكلاسيكي والتعبيري استعراضات تترجم القيم والمبادئ النبيلة التي تعكسها تغريدات سموه. أما ختام الحفل فكان مع أغنية قدمها الفنان عبدالله بالخير.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/317216.jpg

حضر الحفل الخاص بإطلاق الكتاب الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، رئيس مجلس إدارة مركز راشد، والشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم العضو المنتدب للمركز، والشيخ ماجد المعلا عضو مجلس الإدارة، ‘لى جانب مجموعة من نجوم الفن، ومن بينهم الفنان محمد صبحي، والفنانة شمس، والفنانة وعد، والفنانة شذى حسون، كما قدم الفنان عبدالله بالخير أغنية في ختام الحفل الذي قدمه الإعلامي زاهي وهبي.

وقال الشيخ ماجد المعلا عضو مجلس إدارة مركز راشد للمعاقين، إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد قدوة، ليس في قاموسه كلمة مستحيل، يؤمن بأن الحياة سلسلة من التحديات، ولذلك فهو متسلح بالعزيمة والهمم العالية، ومثلما هو مدهش في الاستثمار والبناء والعمران، فهو مدهش أيضاً في التغريدات المحسوبة بعدد الحروف والكلمات». وأضاف أن «التغريدات تترجم رؤى وفكر سموه، وتعكس الفكر العميق والأصيل، وقد شكّلت هذه التغريدات تياراً وقدوة ومنهجاً لكل المنظمات والمؤسسات الإنسانية والخيرية والإغاثية والعاملين فيها، للأجيال الحالية والمقبلة».

كما قدم خلال الحفل مجموعة من القراءات في تغريدات سموه، التي يتضمنها الكتاب، ومنها قراءة لعبدالغفار حسين، التي اعتذر عن إلقائها لأسباب صحية، أكد فيها أن ما يميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، القائد والإنسان، ويجعله يقف في الصف الأمامي للشخصيات الإنسانية من ذوي الرسائل الخالدة في الحياة، أنه يقرن الأقوال بالأفعال، معتبراً تجميع هذه الأحاديث والتغريدات وما شابهها في كتاب، من الأعمال التي تضيف تعريفاً لجيل الشباب لكي يرسم مستقبلاً مبنياً على رؤى ثاقبة، وعلى تجارب عملية ذات عمق، تفيد هؤلاء الشباب، وتمهد لهم الطريق للوصول إلى الأفضل.

وتحدث رئيس جامعة القاهرة، دكتور جابر جاد نصار، قائلاً «نستطيع أن نفهم هذا الفيض المتدفق من الرحمة والحنان والجمال الذي تحمله شخصية عالمية محورية من خلال تغريداته، فهي ما إن تطل على العالم إلا وتزيده حباً وخيراً وفكراً نافعاً، وتغريداته تعد منهج حياة يؤهل لفعل إنساني مشترك نحو تخفيف آلام هؤلاء الناس بنقاء فطرتهم وجمال أنفسهم، ففيها وبها يتداخل الكلام الطيب مع الفعل المؤثر لكي يرسم بسمة على شفاه تشتاق إليها».

أما وزير الثقافة الأردني السابق ومدير مهرجان جرش للثقافة والفنون، جريس سماوي، فشدد في قراءته على أن هناك منظومة متسقة تعبر عن أفكار وعمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال تغريداته، وسمة هذه المنظومة هي أنها إنسانية بمفهومها العام، واسعة السياق، متنوعة، تضم في جنباتها مفاهيم حديثة، تشكل رؤية مستنيرة وحديثة في موقفها من الحياة والإنسان، سواء في دولة الإمارات أو العالم، حيث تشكل تياراً إنسانياً عالمياً عاماً يقتدي بالقدوة الحسنة من ميراث الأمة والسلف، ويهتدي بالرؤى المقبلة التي تشكل استشرافاً للمستقبل. واعتبر سماوي التغريدات تحمل رؤى مستقبلية تؤمن بالإنسان والحياة والمستقبل، واصفاً إياها بكونها رؤى التنوير.

في السياق ذاته، اعتبر رئيس جمعية «محترف لبنان» وأمين عام تجمع البيوتات الثقافية في لبنان، شوقي دلال، أن أبرز أسباب النجاح في قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والإنسانية، أنه آمن بالإنسان بأنه هو الهدف للنهوض والتقدم، بعيداً عن الحسابات الآنية أو الضيقة التي من شأنها أن تسجن الإنسان في دائرته الخاصة، أو أن تخنق حركة الإبداع بإخضاعها للخاص الفردي على حساب العام الجماعي.

بينما اعتبر المثقف الإسباني، مانويل روميرو، أن التغريدات هي «تصريحات مقتضبة لصاحب سياسات عظيمة»، مشيراً الى كونه يذهل حين يستشعر الحضور الرائع لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كل أعماله، كما في الأغلبية العظمى من المشروعات التي تقوم في دبي، فتغريداته تكشف عن شخص يعرف كل شبر في الإمارة.

وأكدت مديرة مركز راشد، مريم عثمان، لـ«الإمارات اليوم»، أن «موسم راشد الثقافي يقام للمرة الثالثة، لكنه في هذا العام كان بنكهة خاصة، فقد تناولنا شخصية مؤثرة في العالم كله، ودخلنا منطقة إنسانية، فركزنا على الجوانب الإنسانية فيها وترجمناها من خلال أكثر من طريقة، وهي تمثل نهجاً للعمل الإنساني والتطوعي». ولفتت إلى أن التغريدات اختصرت عليهم الكثير من الجهود في مجال التوعية حول العمل التطوعي، لاسيما أن تغريداته كانت مصاحبة لأعماله، فلم تكن تنظيرية، فكان يقوم بالأعمال الخيرية والإنسانية بنفسه. وأشارت إلى أن الخط الذي طبع فيه الكتاب هو تقليد لخط سموه، فقد تم ابتكاره مع الفنان هيثم هديب من خلال رسالة حصلنا عليها بخط يده، وتمكن من خلالها الفنان من التوصل الى خط مماثل لخط يده. واعتبرت الكتابة خطوة تضعها أمام مسؤولية كبيرة، وستمضي في ترسيخ الوعي حول أهمية العمل الإنساني.

الاعلامي زاهي وهبي، قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «العمل الإنساني الخيري يحرض الجميع على الوجود، وعلاقتي بمركز راشد قديمة، وقدمت مع الفنانة مكادي نحاس أمسية شعر وحفل في المركز». وأشار إلى أن التغريدات التي تحمل بعداً إنسانياً جيداً، تمثل فرصة لردم الفجوة بين الحاكم والناس، كما أن العمل الثقافي يجمع ما تفرقه السياسة وغيرها. ورأى الإعلامي اللبناني أن وسائل التواصل كسرت الاحتكار الاعلامي، فبالأمس كان التعبير عن الرأي من خلال الصحف والشاشات، لكن اليوم كل شخص أصبح إعلامياً بشكل أو بآخر، فأصبح مرسلاً ومتلقياً في الوقت نفسه، وعلى الرغم من السلبيات المتعلقة بمن يستخدمونه في التحريض المذهبي والطائفي أو العنصري أو للشتم، إلا أنه يبقى لكل أمر وجهان، وشخصياً أنحاز للوجه الإيجابي، فقد اكتشفت عبر «تويتر» شعراء لم يجدوا فرصتهم للنشر في مكان ما. ولفت إلى أن الطفولة تحرك فيه المشاعر والأحاسيس الجياشة، ويزداد مع الطفولة التي تحمل وضعاً خاصاً، فهم يتحدون الصعاب، ونحن نتذمر من أبسط الأمور، علماً أنه ليس لنا الحق بذلك.

تويتر