ضاعت مع أثاث تم بيعه بالمزاد العلني وبعضها يعود إلى عام 1978

دروع مسـرح أم القيوين وذاكرته بـ 6000 درهــم

مسرح أم القيوين الوطني أثرى الخشبة المحلية بالعديد من الأعمال المميزة.

قال رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني الفنان سعيد سالم، إنه لم يتمكن من إرجاع الدروع وشهادات التقدير والإكسسوارات وأيضاً نصوص مسرحية وصور واكسسوارات تمثل في مجموعها الذاكرة الحقيقية لمسرح أم القيوين الوطني، منذ أن تم بيع مقتنيات المسرح في مزاد علني بحكم قضائي.

إسماعيل عبدالله: نجدة محمودة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/315588.JPG

قال رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين إسماعيل عبدالله، إنه على الرغم من العنوان السيئ للأزمة المادية الطاحنة التي تعرض لها، وجعلته بلا مقر، وبيعت محتوياته في المزاد العلني، إلا أن الإيجابي هو هذه النجدة وهذا الاهتمام الكبير الذي تلا ذلك، خصوصاً على الصعيد الرسمي، حيث تكفل صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، بسداد مديونيات المسرح، وإنهاء أزمة المقر.

وتابع: «كانت هناك متابعة حثيثة من مختلف المسارح العاملة بالدولة لمأزق مسرح أم القيوين، لكن محدودية موارد مختلف المسارح وقفت حائلاً دون المساعدة المادية، في حين أن مسرح رأس الخيمة بادر بالإعلان عن توأمة مع نظيره مسرح أم القيوين الوطني، على الرغم من الظروف التي يمر بها الأخير».


سعيد سالم: كل الدروع غالية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/315566.jpg

قال رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني الفنان سعيد سالم رداً على سؤال حول أغلى الدروع وشهادات التقدير التي فقدت نتيجة بيع محتويات المسرح في المزاد العلني، بأن «كل الدروع وشهادات التقدير، وحتى الصور والاكسسوارات التي توثق لمسيرة المسرح الذي تأسس منذ عام 1978، هي مقتنيات غالية ولا تقدر بثمن».

وعما إذا كان يشعر بالمسؤولية كونه رئيس مجلس الإدارة الذي فقدت في عهده هذه المحتويات، قال سالم: «ما قدمه مسرح أم القيوين من إبداع محفور في ذاكرة الناس وغير قابل للضياع، وبالنسبة لي فأنا لم أدخر جهداً للحيلولة دون وقوع ذلك، وما يشغلني الآن تخصيص مقر للفرقة، وحينها سنتمكن من مواصلة مسيرتنا».

وقال سالم إن أعضاء مجلس إدارة مسرح أم القيوين يسعون إلى عدم توقيف النشاط وتم إبرام اتفاقية مع الهيئة العربية للمسرح من أجل عقد ورشة فنية للأعضاء، جارٍ تدبير مكان عقدها، كما أننا نأمل في انتاج عمل شبابي للمشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب في أكتوبر المقبل.

وقال سالم إن القيمة الزهيدة التي بيعت بها مقتنيات لا تقدر بثمن، وهي مبلغ 6000 درهم، توضح المأساة الحقيقية التي تعيشها هذه الفرقة محدودة الموارد خصوصاً، والمسرح الإماراتي عموماً.

وتابع: «النصف المملوء من الكوب يتمثل في أمر صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، بتوفير مقر بديل للمسرح، وهو القرار الذي سينتشل أعضاء المسرح من التفكك، حيث لم تستوعب اجتماعاتنا الآن سوى بعض المقاهي، في الوقت الذي يبقى تكوين مجموعة على (الواتس آب) هي محل اجتماعاتنا اليومية الافتراضية».

وقال سالم: «منذ أن تم غلق المقر التقليدي لمسرح أم القيوين الوطني، وشباب المسرح في حال عدم تمكن من مزاولة أي من أنشطتهم المسرحية، لا سيما أن الفرقة المسرحية معتادة المشاركة الفعالة في مختلف الفعاليات التي تقام داخل الدولة، وهي مشاركات غالباً ما تكلل بجوائز قيمة».

وقال سالم إن هناك حالة تشتت حقيقية يعيشها أعضاء الفرقة الذين ارتبطوا بخشبة مسرح أم القيوين، وحققوا من خلالها حضورهم على مختلف المنصات المسرحية في الدولة، منذ تنفيذ الحكم القضائي بفسخ عقد ايجار المقر التقليدي للمسرح، وبيع محتوياته في المزاد العلني، ورغم ذلك تم انتخاب مجلس إدارة جديد يترقب بشغف مقراً مناسباً يعود من خلاله المسرح إلى ممارسة ألقه في ساحة الفعل الثقافي والفني في إمارة أم القيوين خصوصاً، والإمارات عموماً.

وتابع: «محدودية موارد المسرح أوقعتنا في عجز دفع القيمة الإيجارية المستحقة، وتراكمت مديونية جراء ذلك وهي قيمة الإيجار السنوي االمتراكمة، التي لم نستطع سدادها، ما جعل المقر يخضع للغلق القضائي بالشمع الأحمر، قبل أن نتمكن من إخراج المحتويات المهمة التي تشكل ذاكرة مسرح (أم القيوين)، لذلك جاء قرار فسخ العقد وتمكين المالك من الفيلا المستأجرة، وبيع محتويات المسرح بالكامل في المزاد العلني».

وأضاف: «لم يكن لأي من أعضاء مجلس الإدارة السابق سلطة على تلك المحتويات، التي بيعت اصلاً في غيابهم، وعلمنا بعد ذلك أن تلك المحتويات ربما تكون فنيت أو فقدت، لأنها لم تكن تمثل قيمة حقيقية لتاجر الأثاث الذي رسي عليه المزاد، لذلك كانت القيمة الإجمالية لهذه المزايدة 6000 درهم فقط».

وأشار سالم إلى أن مكرمة من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، الذي أمر أيضاً بتوفير مقر مناسب للفرقة، سُدد على أثرها متأخرات الإيجار، في حين أن جمعية المسرحيين قامت بسداد ما يزيد على 3000 درهم هي قيمة متأخرات فاتورة استهلاك الماء والكهرباء التي تراكمت هي الأخرى لشهور عدة، بسبب عدم القدرة على السداد.

وقال بطل مسرحية «مجاريح» بنسختها الإماراتية إن مسرح أم القيوين منذ تأسيسه عام 1978، وعلى مدار نحو 38 عاماً، لم يتعرض لأزمة مماثلة، مشيراً إلى أن معظم الأعمال التي يقوم بإنتاجها المسرح، يتم تدبيرها من ميزانية شحيحة جداً، قوامها 80 ألف درهم تعتمدها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهي الميزانية التي كان يتم اقتطاع أكثر من نصفها للإيجار، لذلك فإن أي عمل يشارك فيه أعضاء من الفرقة لا يتم تقاضي أجر عنه إلا في حدود 500 درهم، من أجل ادخار الميزانية لسائر الممثلين والفنيين الذين يتم استدعاؤهم من خارج مسرح أم القيوين.

وأكد أنه على الرغم من ذلك يحرص مسرح أم القيوين على الوجود القوي (فنياً» على نحو يبقيه فعالاً وإيجابياً على الساحة المسرحية المحلية عبر أعمال أصبحت بمثابة محطات مهمة في مسيرة أبوالفنون محلياً، مثل «مولاي يا مولاي»، «فراش الوزير»، «يا ويلي من تاليها»،«شمبريش»، «الياسوم»، «يا ويلي من تاليها»، «الطماعين»، «غصيت بك يا ماي»، وهي من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج ناجي الحاي، وشاركت باسم الدولة في مهرجان المسرح الخليجي، وحصلت على ثلاث جوائز مختلفة، في حين أن آخر أعمال الفرقة كانت مسرحية «خلطة ورطة» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، وكانت من بطولتي مع الفنانين إبراهيم سالم وجاسم الخراز وموسى البقيشي ومحمد سالم، في أيام الشارقة المسرحية، فيما شارك المسرح بمسرحية «زلة عمر»، في مهرجان دبي لمسرح الشباب عام 2010، بالإضافة إلى المشاركات في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، ومنها مسرحية «آي باد» التي حققت ست جوائز مكتملة في دورة واحدة.

تويتر