معرض جمع 22 فنانة في «مرسم مطر» بدبي

«نون النسوة».. هموم أنثوية من شكل وروح

صورة

حضرت الجوانب الأنثوية من حيث الشكل والروح، وكذلك الهواجس التي تؤرق النساء، في معرض «نون النسوة» في نسخته الرابعة، الذي افتتح، أول من أمس، في «مرسم مطر». جمع المعرض 22 فنانة من الإمارات والدول العربية والغربية، قدمت كل منهن رؤيتها الفنية في إطار طغت عليه ملامح الأنوثة الرقيقة، فعالجت كل منها قضايا المرأة بأسلوبها، ما انعكس تنوعاً على المعرض الذي شمل أعمالاً تشكيلية وتصويرية إلى جانب تقنيات «الإنفوغراف».

مشاركات

شاركت في المعرض، الذي يستمر حتى 21 مايو، 22 فنانة، وهن أسماء الغرير، إيمان الكريمي، راوية المالك، ريهام النحاس، سمر حسين، سميرة بوخمسين، سكنة حسن، سارة الشنقيطي، شول ينغ لي، عشتار الشيباني، علا اللوز، فهيمة فتاح، فرح البلوشي، فرح اليوسف، لينا ياغي، ليندا هوليير، مريم البلوشي، مريم النعيمي، ميرفت أحمد، نور هشام السيف، هدى غريب، وفاء يحيى.


أوراق صحف

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/309474.jpg

سارة الشنقيطي، قدمت «ارجعي إلى ربك راضية مرضية» من خلال أوراق الصحف التي قالت عنها: «ألتقطها وأجمعها سوياً كي أكتب فيها الكلمة، ثم أختار الكلمات من الصحف التي تبرز الهواجس الإنسانية التي تبعد الإنسان عن الله أو العبادة، وأوزعها على اللوحة، كي تحمل المدلول الذي أريده». ولفتت إلى أن العمل أتى باللون الأبيض والرمل، الأمر الذي منح العمل الأثر الذي يحمل الرسالة التي تريد إيصالها من خلال اللوحة.


تعبير وتجريد

تقدم العراقية، فرح اليوسف، مشاهدها ولوحاتها بمزج بين التجريدية التعبيرية والواقعية، فتصور طائر الفلامينغو والبحر والأمواج، لتبرز مشاهد تقوم على حوار لوني بأسلوب خاص. وأشارت إلى كونها مزجت بين الواقعية والتجريدية والتعبيرية، كي تقدم الموضوعات الجميلة، لأن جمال الطبيعة من الأمور المهمة، فعلى الرغم من وجود الكثير من المشكلات في الحياة إلا أن الجمال لايزال موجوداً ويجب إبرازه. بينما قدمت الفنانة، ليندا هوليير، من إفريقيا الجنوبية، مجموعة من الصور التقطتها بهاتف «آي فون»، ثم عملت عليها، وطبعتها على الخشب في ألمانيا. ولفتت إلى أنها تلتقط مشاهد عامة للناس من خلال الحركة البطيئة في الهاتف، ثم تقوم باستخدام بعض التطبيقات التي تسهم في جعل المشهد يبدو كالظل، في حين أنها تمنح المتلقي مشاهد تجعله يفكر في المساحة الداخلية وكذلك في المساحة المخصصة للشعور بالسكون والأمان.

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/309480.jpg

الفنانة ايمان الكريمي أمام اعمالها بحضور مطر بن لاحج وسامي محمد.

قدمت كل فنانة ثلاثة أعمال، وبينهن من اكتفت بعمل واحد، فحرصت كل منهن على إيجاز رسالة واحدة ضمن الأعمال، فأخذتنا راوية المالك إلى المدرسة الواقعية فرسمت البلح، فيما بدت واقعية أسماء الغرير مزخرفة، إذ اعتمدت على تقديم الخيل بأسلوب مغاير لما عهدناه، فحولته إلى شكل مزخرف بالألوان، بينما قدمت شو لينغ لي اللون بأسلوب تجريدي هندسي.

إلى جانب كون المعرض نسائياً، فقد حضرت الوجوه النسائية في الأعمال أيضاً، فكانت بعض اللوحات صريحة في إبراز الوجوه الأنثوية وهواجسها وأفكارها ومصاعب الحياة، كنور هشام السيف التي رصدت معاناة النساء النازحات، في حين بدت أعمال أخرى تضع المرأة في حالة تأمل، كريهام النحاس التي شاءت أن تفاضل بين الخير والشر في الألوان، واضعة المرأة بين فيصل الخيارين. كما حضرت المرأة بالزي الإماراتي في مجموعة من الصور، فظهرت مع علا اللوز، ثم مع فرح البلوشي التي صورتها من خلف الستار. وتستكمل مشاهد المرأة بالزي التقليدي مع الفنانة العراقية، فهيمة فتاح، التي أبرزت الجوانب التراثية في لوحتها من الزي العراقي، وصولاً إلى عمل المرأة مروراً بالطبيعة، في حين وضعتها الفنانة إيمان الكريمي في جلسات يومية بزيها وضيافتها الحاضرة والجاهزة للضيوف.

قدمت الفنانة السعودية، نور هشام السيف، هواجس المرأة العربية، ولاسيما النازحات، لتبرز آثار الحروب في الشرق الأوسط، ولاسيما الأخيرة في العراق وسورية. ولفتت إلى أن النساء والأطفال هم أكثر المتضررين من الحروب والنزوح، فقدمت في العمل الأول القضية الفلسطينية التي صورتها من خلال الرسائل، بينما استخدمت الغراب في اللوحة الأخرى التي أبرزت العوامل التي تنهش النساء في الحروب، ولاسيما اللواتي يتعرضن للاغتصاب. ولفتت إلى أن أعمالاً كثيرة منعت من التقديم في السعودية، مشيرة إلى أنه ليس سهل تقبل العمل الذي يحمل مدلولاً سياسياً، ولاسيما أن البلد متحفظ، علماً أنها ترصد الواقع الراهن المرتبط بالإنسان بشكل أساسي. ورأت أن أهم ما يجب أن يقوم به الفنان هو تقديم هويته الخاصة بالابتعاد عن التجاري، فيقدم ما هو ممتع بالنسبة له، وعليه أن يعكس الواقع في العالم والقضايا التي تطال الإنسان أينما كان. وأشارت إلى أن مشاركتها في «نون النسوة» هي الأولى، منوهة بأنها ليست مع التصنيفات في الأدب أو الفن، ولكن الجميل في المعرض كونه يسعى إلى إبراز قوة النساء من خلال الفن.

أما المصرية، ريهام النحاس، فقد لفتت إلى أنها توجد من خلال المساحات اللونية الحياة، فتلعب بين النور والظلمة، وما تحمله الحياة من خير وشر. وأشارت إلى أن المرأة التي تقدمها، تمر بحالة من الحزن والتأمل، فهي تسعى إلى الوصول إلى حالة ثابتة لأن العالم اليوم لا يحمل الوسط، فهو حاد بين الجميل والقبيح. واعتبرت المشاركة في المعرض مهمة لها، كونها تعمل بالزيت على الخشب، وبالتالي هذا يضعها أمام فرصاً جديدة للاختبار الذي تراه من الأمور التي قد ترافقها طوال مسيرتها الفنية.

فرح البلوشي قدمت مجموعة من النساء بعنوان «الروح»، فهي تعبر عن الروح في حياتها اليومية، وكيف تواجه الصعاب، إلى جانب الضغوط التي قد تعانيها من المحيط والثقافة، وأشارت إلى أن التقنية التي استخدمتها تبرز من خلال الضوء الذي تضعه خلف الشخص، فتبدو الشاشة كما لو أنها تمسك بالشخص، والضوء يخفيه، ما يمنح الصور القليل من الارتجاج أيضاً، ولفتت إلى أن المجموعة تبرز الظلم في حياة المرأة، وقد تعمدت تقديمها بالأبيض والأسود لكونه أسلوبها الخاص، فهي تبتعد عن اللون كون الناس كلها ترى الألوان بينما يبقى الأبيض والأسود قصة خاصة يرويها الفنان. في المقابل، حضرت في المعرض أعمال لا تحمل من عالم المرأة إلا الأنامل والتأثير وليس الحضور في اللوحة، ومنها الخط العربي مع مريم البلوشي ولينا ياغي، وكذلك سارة الشنقيطي التي كتبت بالأحرف العربية رسالة إلى الناس للتذكير برجوع النفس إلى الخالق. وقالت مريم البلوشي عن لوحات الخط «قدمت آية قرآنية وحديثاً شريفاً، مستعينة بالجلي الديواني، في حين أن الحبر الذي استخدمته ملون وخاص للخط، وهو حبر ألماني يحمل بعض اللمعان». وأشارت إلى أن الخط العربي اليوم يخضع للتطوير، فيما استخدام اللون يحتاج إلى الكثير من التدريب، فتستغرق اللوحة شهوراً عديدة، موضحة أن فن الخط يعد من الفنون التي تتطلب الصبر والعمل الجاد والتفرغ، كما أن تقنياته تتطلب العناية والعمل.

تويتر