ضمن مبادرة محمية جبل علي لإكثار نوعها النادر

إنزال 48 من ســــــلاحف منقار الصقر إلى البحر

صورة

جنت مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، التي تترأسها فخرياً حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وشركاؤها الاستراتيجيون، بلدية دبي، وشركة نخيل، ثمار مبادرة محمية جبل علي لإكثار سلاحف منقار الصقر، الأمر الذي تجسد بوضوح في إنزال 48 من صغار السلاحف التي فقست أول من أمس إلى البحر، في المحمية التي احتضنت عملية تعشيشها باعتبارها المنطقة الوحيدة المتبقية في دبي التي تتيح التعشيش لهذه السلاحف المهددة بالانقراض.

وذكر رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، علي صقر السويدي، في وقتٍ سابق، أنه قد تم تعداد ما مجموعه 80 بيضة مع متوسط قطر 2.5 سم في موقع العش من أجل حمايتها من الصيد غير المشروع والافتراس من قبل الحيوانات الأخرى، وتم نقل البيض من قبل موظفي المجموعة إلى موقع أكثر أماناً، كان قد تم إعداده خصيصاً لهذا الغرض.

وقال السويدي لـ«الإمارات اليوم» إن «حملة المحمية الخاصة بسلاحف منقار الصقر كانت قد بدأت في عام 2007، حين كانت هناك سلحفاة واحدة من هذا النوع، حتى وصل العدد اليوم، بفضل الجهود الحثيثة الذي يبذلها فريق المجموعة، بالتعاون مع الشركاء، إلى 35 سلحفاة، حيث تستضيف المحمية كل عام أعشاشاً عدة من سلاحف منقار الصقر التي تبلغ مرحلة النضوج بعد ‬20 سنة من عمرها». ونوه إلى أن «جهود المحمية لا تقتصر على تعشيش سلاحف منقار الصقر فحسب، بل تحرص على القيام بأبحاث حول غيرها من حيوانات المحمية، فضلاً عن العمل على متابعة رحلة هجرتها كذلك». وتعد سلحفاة منقار الصقر من الأنواع المهددة بالانقراض، حسب تصنيف القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، ومدرجة في الملحق الأول من معاهدة منع الاتجار في الفصائل المهددة، وكذلك الملحق الأول من معاهدة الفصائل المهاجرة المعروفة بمعاهدة بون. وكانت الامارات قد وقّعت على العديد من هذه الاتفاقيات من أجل حماية هذه الكائنات من الاندثار، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لاتزال هذه السلاحف باقية على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض على النطاق العالمي.

سلاحف منقار الصقر

تعد سلاحف منقار الصقر من السلاحف البحرية الاستوائية التي تسكن بيئة الشعاب المرجانية، وتلعب دوراً مهماً فيها من حيث مساعدة الشعب المرجانية على الازدهار والنمو، وعليه شدد السويدي على حرص مجموعة الإمارات للبيئة البحرية وشركائها على الحفاظ على هذه السلاحف والعمل على حمايتها «بهدف المساهمة في رفع مستوى التوعية بأهمية الحفاظ على هذه السلاحف، والتعرف إلى هجرتها بعد وضع البيض عن طريق الأقمار الاصطناعية، فهي توجد بشكل منتظم في منطقة الخليج». مضيفاً أن «وجود السلاحف يؤخذ مؤشراً رئيساً لقياس مستوى الصحة البيئية في المناطق التي توجد فيها، وتسهم سلاحف منقار الصقر في الحفاظ على التوازن، فهي تقوم بأكل حيوان شقائق البحري التي يؤدي بعضها إلى موت الإنسان، والسلحفاة الواحدة يمكنها أن تستهلك أكثر من 1000 رطل من إسفنج البحر في السنة، الأمر الذي يقلل من تكاثره، ولولا ذلك لغطى الأرض المرجان، وخنق الشعاب، وأدى إلى موتها في النهاية». يذكر أن سلاحف منقار الصقر تتميز بصغر حجمها وجمالها، الأمر الذي جعلها تحت دائرة ضوء اهتمام العديد من الفنانين، واستخدامها في تصنيع المجوهرات، وتميل إلى الوجود الانفرادي، وتعشش بكثافات منخفضة في شواطئ صغيرة ومتفرقة، وتتكيف الإناث البالغات جيداً للزحف على الشعاب المرجانية والمناطق الصخرية، للوصول إلى مواقع التعشيش المنعزلة.

محمية جبل علي

تعدّ «محمية جبل علي» المنطقة الوحيدة المتبقية في دبي التي تتيح التعشيش لهذه السلاحف المهددة بالانقراض، وتقع في المنطقة الواقعة بين جبل علي ورأس غنتوت، وتبلغ مساحتها 21.85 كيلومتراً مربعاً، وﺗﺼﻨﻒ وﻓقاً ﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ محمية طﺒﯿﻌﯿﺔ وﻣﻮئلاً وﻣﻨﻄﻘﺔ إدارة أﻧﻮاع. وﺗﻀﻢ 10 أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت و227 ﻧﻮﻋـاً ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت، وهي تتميز بوفرة الشعب المرجانية والأعشاب البحرية والبرية التي تشكل ملاذاً ومرعى للثديات البحرية والبرية كبقرة البحر (الأطوم)، والدلافين، والسلاحف، والأسماك المرجانية، كما أن الديدان والرخويات والزواحف والحشرات تجذب أعداداً كبيرة من الطيور البرية والبحرية.

تويتر