في أولى حلقات البث المباشر للبرنامج

أخطاء تعرقل خطوات «مذيع العرب»

صورة

بين محاولة خلق حالة من الإبهار الفني من جهة والوقوع في كثير من الأخطاء، جاءت الحلقة الأولى من حلقات المنافسات المباشرة لبرنامج «مذيع العرب»، التي عرضت مساء الجمعة الماضية. حيث عكست الحلقة حرص القائمين على البرنامج على أن يخرج في صورة لا تقل إبهاراً عن غيره من برامج مسابقات الغناء والمواهب الفنية، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وفي الوقت نفسه تقديم صورة مخالفة لكثير من التوقعات بأن يأتي البرنامج باهتاً، ولا يمتلك شخصية واضحة المعالم. ويمكن القول إن البرنامج، الذي ينتجه تلفزيون أبوظبي وقناة الحياة المصرية ويعرض عليهما في الوقت نفسه، فضل «اللعب على المضمون» فجاء نسخة من برامج المسابقات الأخرى حتى يضمن أن يجذب جمهور هذه البرامج، وأن يخلق مساحة له على ساحة المشاهدة، فاعتمد الأجواء العامة نفسها لبرامج المسابقات، من خلال تنوع العروض التي قدمها المتنافسون في البرنامج، وتوظيف الإضاءة والديكورات في تكوين لوحات مختلفة لخلق حالة من التجديد في الحلقة.

منافسة غير متكافئة

من الانتقادات التي وجهت لـ«مذيع العرب» منذ انطلاقته، الجمع في منافساته بين إعلاميين محترفين لهم تجارب إعلامية، سواء تلفزيونية أو إذاعية، وبين هواة يفتقدون الخبرة والتدريب، وهو ما يجعل المنافسات غير متكافئة.


الجنيبي ممثل الخليج

بات الإعلامي الإماراتي، محمد الجنيبي، هو المتنافس الخليجي الوحيد في «مذيع العرب»، بعد خروج المتسابقتين السعوديتين رقية خياط وخلود أبوطالب، والكويتية أنوار الراشد. بينما توزعت جنسيات المشاركين بين مصر، وسورية وفلسطين والمغرب وتونس والأردن.


تساؤل

تساؤل يطرح نفسه، وهو غياب الحضور الخليجي في لجنة التحكيم ومقدمي البرامج، وربما لجأت إدارة البرنامج إلى اختيار ضيف شرف كل أسبوع لتدارك الملاحظات على اللجنة، وربما تعوض من خلاله الغياب الخليجي باستضافة وجوه إعلامية خليجية في بعض الحلقات.


خطأ آخر

خطا آخر وقع عندما خلطت لجنة التحكيم بين درجات باسم طبانة ودانيا زرزر اللذين جمعتهما فقرة لتقديم برنامج للأطفال، وتمت إعادة التصويت من جديد. كما ظهر الفنان قيس نجيب كأنه مشوش بين «سماعة الأذن» التي تربطه مع المخرج من جهة، وبين المسرح وما يحدث عليه من جهة أخرى.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/302189.JPG

إلى جانب استضافة الفنانة نوال الزغبي في الحلقة، حيث قدمت ثلاث أغنيات على المسرح، وظهرت في كل منها بإطلالة مختلفة، واتسمت بالأناقة اللافتة.

لكن اللافت في الحلقة أيضاً تعدد الأخطاء التي وقعت على خشبة المسرح أمام المشاهدين، وأغلبها تقني وتنظيمي، كان من أبرزها عندما حصل المتسابق، محمود عامر، على الدرجة الأكبر من لجنة التحكيم، وبدلاً من أن يتوجه إلى مقاعد الفائزين، اتجه إلى داخل المسرح ووقف المتسابق ممدوح الشناوي حائراً، خصوصاً أن مقدم البرنامج، الفنان قيس نجيب، أشار له بالتوجه إلى مقاعد الفائزين على عكس نظام البرنامج، حيث كان عليه أن يتجه للجهة المقابلة مع المتسابقين أصحاب الدرجات الأقل. خطأ تقني آخر تعرضت له المتسابقة السعودية، خلود أبوطالب، خلال الفرصة الأخيرة التي منحت لها مع عدد من المتسابقين لتحديد مصيرهم في البرنامج، من خلال التعليق على فيديو قصير، حيث توقف الميكروفون الخاص بها عن العمل، وهو ما قد يصيب أي متسابق بالارتباك، ويؤثر في فرص فوزه. الخطأ نفسه وقع أثناء غناء الفنانة، نوال الزغبي، ما أدى إلى ارتباكها للحظات قبل أن تواصل الغناء.

خطا آخر وقع عندما خلطت لجنة التحكيم بين درجات باسم طبانة ودانيا زرزر، اللذين جمعتهما فقرة لتقديم برنامج للأطفال، وتمت إعادة التصويت من جديد. كما ظهر الفنان قيس نجيب وكأنه مشوش بين «سماعة الأذن» التي تربطه مع المخرج من جهة، وبين المسرح وما يحدث عليه من جهة أخرى.

وبدا واضحاً خلال تصويت لجنة التحكيم للمتسابقين أن أعضاء اللجنة، باستثناء الإعلامية منى أبوحمزة، لم يتدربوا على كيفية التصويت واستخدام الأجهزة المخصصة لذلك، فاستغرق الأمر منهم وقتاً طويلاً نسبياً، خصوصاً من طوني خليفة. من جانب آخر، كان من الصعب على مشاهد البرنامج أن يكتشف قواعد معينة يعتمد عليها أعضاء اللجنة في الحكم على المتسابقين، فظهر كأن الذوق الشخصي والانطباعات الفردية لكل عضو من اللجنة هما المعيار الذي يعتمد عليه في التصويت، هو ما يؤدي إلى ظلم متسابقين جيدين، بل وأدى إلى انتقادات بين أعضاء اللجنة أنفسهم، كما في تعليق طوني خليفة خلال المرحلة التي يقوم فيها كل عضو من اللجنة بإنقاذ متسابق، عندما أشار إلى أن هناك أشخاصاً تم إنقاذهم من دون أن يستحقوا ذلك، في انتقاد واضح منه لاختيارات زميلتيه ليلى علوي ومنى أبوحمزة، وهو أمر غير معتاد، ويمكن اعتباره غير لائق ويقلل من صدقية اللجنة وخياراتها، وهو ما يرجع في الأساس إلى غياب القواعد العامة للاختيار، واختلاف خلفية أعضاء اللجنة، وهو ما يفتح المجال للحديث عن كيفية اختيار لجنة التحكيم، وأسرة البرنامج ككل، فمن الواضح أن العامل التجاري وحسابات التسويق كان لهما دور في الاختيار، وغالباً كانا السبب الأول لاختيار الفنانة ليلى علوي ضمن لجنة التحكيم، لضمان جذب شريحة كبيرة من الجمهور المصري، رغم وجود إعلاميين وخبراء إعلام لهم ثقلهم على الساحة المصرية كان يمكن الاستعانة بهم. الأمر نفسه ينطبق على اختيار الفنان قيس نجيب لتقديم البرنامج مع الإعلامية سالي شاهين، وهي مفارقة غريبة أن يكون البرنامج مختصاً باختيار المواهب الإعلامية ومنحها فرصة للظهور.

تويتر