معايير عالمية وخبراء يعيدون بناء العلاقة بين الطفل والأنشطة التفاعلية

تفاعل كبير مع فعاليات ربيع مركز الجليلة

صورة

فوجئ زوّار وأولياء أمور الأطفال الذين قصدوا مركز الجليلة لثقافة الطفل في دبي، بالمستوى التثقيفي العالي، والخبرات المتخصصة التي تعمل على تدريب منتسبي المركز من الصغار الذين تراوح أعمارهم بين أربعة و16 عاماً، من جنسيات عربية وأجنبية.

ويُعدّ مركز الجليلة الأبرز في المنطقة من حيث انتهاجه خطة تنشئة مدروسة، اجتماعياً ونفسياً وثقافياً، بما يتلاءم مع الطفل واحتياجاته، ويعمد إلى تقديم الثقافة كنهج حياة، بأسلوب سلس وترغيبي وليس ترفيهياً صرفاً، كما جرت العادة في كثير من مراكز الطفولة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/290564.jpg

شيماء خوري:

• «مركز الجليلة لثقافة الطفل يطبّق معايير عالمية، حيث نعمل على تحفيز ملَكة الابتكار لدى الطفل، ونمنحه فرصة اكتشاف وإبراز مهاراته مع تطويرها».

وكان المركز قد بدأ استقبال الأطفال في 31 مارس ضمن مخيم الربيع 2015، انطلاقاً من خطته العملية لتعزيز النشاط الثقافي للطفولة، ويمتد المخيم حتى السابع من أبريل الجاري، وتتخلله أنشطة ثقافية وفنية متنوّعة، وورش عمل للأشغال اليدوية والخزف والتشكيل والرسم والوسائط المتعددة، حيث يتم تعليم الأطفال فن التصوير، ثم تحريكها (إنيميشن)، إضافة إلى أنشطة إذاعية وموسيقية وروبوتكس ومسرح لتعليم الأطفال تقنيات التمثيل والعمل المسرحي، في محاولة لإعادة بناء العلاقة بين الطفل والأنشطة المحفزة فكرياً، ودفعه للاتصال المباشر مع العمل الذي يؤديه من خلال اللمس في الزراعة أو صناعة الخزف، والتأمل والتطبيق في المسرح والتصوير، والاستماع والتجربة بالعزف، خصوصاً أن أطفال هذا الزمن مأخوذون بمغريات الـ«آي باد» والألعاب الإلكترونية التي تقدم لهم الأفكار الجاهزة من وراء الشاشات، كما تتعب عيونهم، وتجعلهم يدمنون ألعاباً وتوجهات محددة دون غيرها.

وضمن مخيم الربيع قدمت جهات حكومية عدة فعّاليات متميزة، بهدف إرشاد الطفل، وتعزيز حس التوعية لديه، منها شرطة دبي، التي قدمت أنشطة حول الطائرات الذكية وحماية الشخصيات، وعروض الدرّاجات، أبدى الأطفال تفاعلاً كبيراً معها، وانبهاراً بالعمل الشرطي، وهيئة الطرق والمواصلات التي شاركت في ورشة عمل عن السلامة المرورية، شجعت الأطفال على التعاون مع ذويهم في ما يخص شروط السلامة، وورشة عمل عن الإطفاء، بإشراف الإدارة العامة للدفاع المدني، لرفع معدل الوعي بهذا الجانب لدى الصغار في مواجهة فضولهم الذي يحثهم على المخاطرة أحياناً، إلى جانب ورش لترشيد الطاقة وتدوير النفايات، بمشاركة بلدية دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، فيما ستقدم مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال ورشة توعوية بعنوان «عالمنا اختيارنا»، ويختتم المخيم نشاطه بيوم مفتوح، بالتعاون مع الأمانة العامة لشؤون مجلس الوزراء، لدعم الحملة الوطنية 2021 «أطفالنا أصحاء»، وتقدم خلاله هيئة الصحة في دبي نشاطاً حول التغذية الصحية، وكذلك تشارك فيه كلية حمدان بن محد لطب الأسنان، ومركز الشريف للعيون، وميد كلينيك.

وكانت المديرة التنفيذية لمركز الجليلة لثقافة الطفل، شيماء خوري، التي أشرفت على الفعّاليات بنفسها، مشاركة بالحضور مع المدربين، لقياس حجم تفاعل الأطفال مع خطط المركز، وقد كشفت عن حرص المركز على تقديم فعّاليات توعية وثقافية عموماً في قالب تعليمي محبب، يعمل على جذب الطفل، ويجعله شريكاً في الاختيارات السليمة اجتماعياً وصحياً.

وقالت: «نحن نعمل على إخراج الثقافة من صورتها النمطية، لنقدمها في إطار أقرب إلى الطفل ليسهل عليه تقبلها، وقد أثبتت خبرتنا أن هذا النهج يوصل المعلومة للطفل بشكل أفضل، ويضمن حبه لها ورسوخها في ذهنه، وعلى سبيل المثال، نقدم في المكتبة الخاصة بالكتب بالمركز نموذجاً مبتكراً للتشجيع على القراءة، بشكل عصري، وبشتى الوسائل التكنولوجية المبتكرة».

وكشفت شيماء عن مستوى أداء المركز، بالقول: «نطبّق في (مركز الجليلة لثقافة الطفل) معايير عالمية في عملية التثقيف والتربية، إذ نعمل على تحفيز ملَكة الابتكار لدى الطفل، ونمنحه فرصة اكتشاف وإبراز مهاراته مع تطويرها، وقد راعينا رغباته في تنويع أقسامنا من المسرح، الحركة، الموسيقى، الرسم، الأشغال اليدوية، والطباعة، والخزف، والتشكيل، والزراعة، كما نستعين بخبرات عالية ومتخصصين».

وأضافت: «يخضع الأطفال في قسم التشكيل لتدريب على يد تشكيلية متخصصة، ولها معارض ومشاركات عالمية، وفي قسم التمثيل والمسرح يقدم لهم المعلومات والتجارب ممثلون إماراتيون معروفون، وفي قسم المشغولات اليدوية يتدربون على أسس يدرسها طلبة الجامعات في أربع سنوات كتخصص قائم، لكننا نقدمها بمعايير مبسطة، وعلى مراحل تنفيذية سلسة، كذلك نعلمهم فن الإخراج والتصوير وتحريك الصور، وفي قسم الموسيقى لدينا متخصصون ذوو باع طويل في العلوم الموسيقية، وعازفون محترفون، يعلمون الطفل أصول المقامات والأصوات الموسيقية، ويبنون ذائقته، مع تمرير لمعلومات تاريخية وعلمية عن أصول الموسيقى والفنون العالمية والشخصيات الموسيقية، مثل زرياب وغيره، وتقنيات عمل الآلات». كما يوجد في المركز إذاعة للطفل، تبث حالياً باللغة الإنجليزية، وستكون هناك إذاعة جديدة تبث باللغة العربية، في سياق إيجاد وتنمية بيئة مثالية لإثراء ثقافة الطفل وتعويده على الابتكار والبحث وبناء قدراته.

وعن مخيم الربيع 2015 قالت شيماء خوري: «انطلق المخيم في 30 مارس، بمشاركة أطفال من أعضاء المركز، وأطفال منتسبين إلى هذه الفعالية حصراً، متضمناً أنشطة متنوّعة، تستمر من العاشرة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر، وينتهي في السابع من أبريل باحتفالية تتعلق بالصحة، وتتزامن مع يوم الصحة العالمي، ويعدّ المخيم الفعّالية الأولى بهذا الحجم التي يطلقها المركز، ونهدف من خلالها إلى استثمار إجازات الأطفال المدرسية بأنشطة تثقيفية، لنعلن في ما بعد عن فعّاليات أخرى متنوّعة وهادفة على مدار العام».

تويتر