اعتبروا تشجيعه خلال زيارة «دبي كانفس» حافزاً على الإبداع

تشكيليون إماراتيون: رؤية محـــــمد بن راشد تلهمنا

صورة

أكدت الكوادر الفنية الشابة المشاركة في فعاليات مهرجان «دبي كانفس» الفني أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي مصدر إلهام حقيقي لهم، وأن اهتمام سموه بمجالات الإبداع والدعم والتشجيع المستمرين اللذين يمنحهما سموه للمبدعين، لاسيما الشباب منهم، وضمن شتى المجالات لهما بالغ الأثر في إثراء رصيد دولة الإمارات من الإنجازات النوعية التي تؤكد مكانتها الرائدة بين دول العالم الأكثر تقدماً.

منى بن كلي: خبرة عملية

قالت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد، منى بن كلي «حرصت إدارة المهرجان على منح الفنانين المحليين الفرصة للاستفادة من الفنانين العالميين المشاركين في الدورة الأولى لمهرجان (دبي كانفس)، وحرصنا على التعاون مع إدارة المهرجان في وضع خطة عمل مفصلة وبرنامج خاص أعده المكتب الثقافي ليشمل جميع أيام المهرجان، ويكفل معايشة الفنانين الذين تم اختيارهم بدقة من دولة الإمارات لهذه التجربة، من خلال ملازمة كل منهم لأحد الفنانين العالميين المشاركين، والعمل معه لاكتساب الخبرة العملية التي تتجاوز في قيمتها مجرد المعلومات النظرية، علاوة على تقديم إبداعاتهم كذلك».


قيمة مضافة للفنانين المحليين

عملت إدارة مهرجان «دبي كانفس» على القيمة المضافة للفنانين المحليين، وتحقيق أقصى استفادة من وجود هذه النخبة المختارة من رواد فن الرسم ثلاثي الأبعاد، وعلى رأسهم الفنان الأميركي كيرت وينر، الذي يعد رائد هذا الشكل الفني الذي لاقى انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة.

ويتضمن برنامج «دبي كانفس» مجموعة من ورش العمل للفنانين العالميين والمحليين تتناول أحدث تقنيات وأساليب فن الرسم ثلاثي الأبعاد بشكل أكاديمي، بهدف تعزيز استفادة الفنانين المحليين من المهرجان، في حين سيلازم كل من الفنانين المحليين طوال أيام مهرجان «دبي كانفس» أحد الفنانين العالميين، بهدف التدريب وإتقان المهارات الأساسية وتقنيات فن الرسم ثلاثي الأبعاد المختلفة بشكل مباشر، من خلال هذه المعايشة وأثرها في تطوير قدراتهم الفنية والإبداعية بالاستفادة من خبرات رواد هذا الفن عبر مشوارهم الطويل.

جاء ذلك، بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمقر المهرجان بمنطقة «ذا بيتش» مقابل جميرا بيتش ريزيدنس، أول من أمس، التي تعرف سموه من خلالها إلى فكرة وأهداف المهرجان، التي تتضمن تشجيع شباب الفنانين المواطنين ومنحهم فرصة التفاعل المباشر مع مجموعة من أهم الرموز الفنية العالمية والمتخصصة على وجه التحديد في مجال الفن ثلاثي الأبعاد، الذي يعد أحد الفنون المعاصرة الآخذة في الانتشار عالمياً، وتتسم بقدر كبير من الإبداع.

وأعرب الفنانون المشاركون في الحدث الذي يقام للمرة الأولى على مستوى المنطقة عن بالغ شكرهم وامتنانهم لتوجيهات سموه بضرورة تضمين العناصر الشابة في مثل تلك المبادرات المبتكرة، وأهمية تنظيم المزيد منها لمنح الكوادر الوطنية الجديدة فرصة الاحتكاك والتفاعل مع ذوي الخبرة في مختلف المجالات، بما يمكن أبناء وبنات الوطن من اكتساب المهارات والقدرات التي تعينهم على الاضطلاع بأدوارهم على الوجه الأكمل كأفراد نافعين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.

ومع تواصل فعاليات مهرجان «دبي كانفس» الذي ينظمه «براند دبي» التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أكدت إدارة المهرجان أن الشق المحلي في الحدث الذي يستقطب أكبر فناني الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم يمثل ركناً مهماً ورئيساً بدعم من المكتب الثقافي لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه سموها لمساندة الفنانين الشباب والمبدعين في مختلف مجالات الإبداع.

واستهدف هذا التعاون المثمر تحقيق أقصى فائدة ممكنة للفنانين الإماراتيين، خصوصاً الشباب منهم باطلاعهم على شكل إبداعي غير تقليدي ربما لم يتوافر لكثير منهم فرصة الاطلاع عليه، أو التعرف إلى أدواته وأساليب تنفيذ أعماله من قبل بصورة مفصلة.

ويتيح المهرجان، الذي تستمر أعماله حتى بعد غد، لفناني الإمارات لقاء نخبة من أشهر فناني الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم، وهو الفن الذي يشكل الموضوع الرئيس للدورة الأولى من المهرجان السنوي الرامي إلى إبراز روح دبي الإبداعية الفريدة بأسلوب مبتكر وغير تقليدي، في حين لم يغفل المهرجان الفائدة العملية من وراء الحدث من خلال إيجاد المساحة التي تكفل للمبدعين المحليين الاقتراب من فن جديد، والتعرف إلى تفاصيل هذا الفن مباشرة من أهم رموزه، ومن خلال التواصل المباشر معهم وملازمتهم خلال تنفيذ أعمالهم.

وتحقيقاً لهذا الهدف وفرت اللجنة المنظمة لمهرجان «دبي كانفس»، وبالتعاون مع المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، الشريك الثقافي للمهرجان والمنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» الفرصة لمجموعة من الفنانين المحليين للتدريب، علاوة على عرض أعمالهم الفنية ضمن فعاليات المهرجان.

وقبيل انطلاق المهرجان حرصت اللجنة على عقد لقاء تعارف جمع بين ضيوف المهرجان من الفنانين العالميين ونظرائهم المحليين، ونوقش خلال اللقاء أحدث اتجاهات فن الرسم ثلاثي الأبعاد وأساليبه، إذ ألقى الخبراء العالميون الضوء على تجاربهم الشخصية، والمدارس الفنية التي ينتمون إليها.

ويعمل الفنانون المحليون، جنباً إلى جنب، مع كبار الفنانين العالميين، ما يمكنهم من التعرف إلى التفاصيل الدقيقة التي ينبغي مراعاتها في الشق العملي، وعند تنفيذ الأعمال الفنية أمام الجمهور مباشرة، التي تشمل إضافة إلى طرق الرسم الألوان المستخدمة، وتحديد أفضل زوايا الرؤية التي تسمح للجمهور بمشاهدة العمل بالمنظور الذي يعطي الإحساس بالبعد الثالث الوهمي للوحات.

من جهتها، اعتبرت الفنانة الإماراتية الشابة أسماء بالحمر استضافة دبي لمهرجان «دبي كانفس» سبقاً جديداً يؤكد روح دبي الإبداعية، ويضاف إلى أجندة دبي الحافلة بالأنشطة الإقليمية والعالمية، ومبادرة تترجم مدى الحرص على دعم التبادل الفكري والثقافي بين فناني الإمارات، ورموز المدارس الفنية المختلفة حول العالم.

وأكدت بالحمر، خريجة الفنون الجميلة والحاصلة على جائزة الشيخة منال بنت محمد للفنانين الشباب 2011، استفادتها من وجود مجموعة كبيرة من رواد الرسم ثلاثي الأبعاد، واكتشافها لأساليب فنية جديدة لم تشاهدها من قبل إلا من خلال المعارض الفنية العالمية، مشيرة إلى أن مشاركتها في تنفيذ العمل الخاص بالفنانة الأميركية جولي كيرك بورسيل ستتيح لها فرصة مهمة للتعرف إلى أسرار هذا الفن.

وتابعت «لم أتوقع حجم التحضير والمراحل المعقدة للرسم ثلاثي الأبعاد التي تبدأ برسم الخطوط العريضة للعمل الفني، ومن ثم حساب المساحات والنسب الخاصة بموقع التنفيذ، وتنتهي بمرحلة العمل بالألوان متعددة الدرجات بتأثيراتها ثلاثية الأبعاد».

من جانبها، قالت شما العامري، إحدى الفنانات الإماراتيات المشاركات في المهرجان، إن الحدث يعد فرصة عظيمة لإثراء الخبرات الإماراتية عبر ربطها بنخب ورموز من المدارس الفنية العالمية، كما أنه فرصه للتعرف إلى تقنيات فن الرسم ثلاثي الأبعاد، وخبرات رائده الفنان العالمي كيرت وينر.

وأضافت العامري، الحاصلة على ماجستير الثقافة والصناعات الإبداعية من تقنية أبوظبي، أنها محظوظة بمشاركة «وينر» عمله الفني الذي يشارك به في المهرجان، منوهة بمشاركتها مجموعة من الفنانات الإماراتيات رسم عمل فني متعدد العناصر على إحدى الحاويات، التي يتم توظيفها بأسلوب فني غير تقليدي في موقع الحدث.

وعن مشاركتها في مهرجان «دبي كانفس» قالت «على الرغم من مشاركتي في معارض محلية وعالمية عدة، إلا أن معرفة تقنيات فن الرسم ثلاثي الأبعاد فرصة لا تعوض للفنانين الإماراتيين لاكتساب الخبرات وتبادلها مع كبار الفنانين العالميين، خصوصاً أن هذا الفن يعد حديثاً - إلى حد ما - مقارنة بالفنون التشكيلية الأخرى المعروفة، وعلى الرغم من الأصول التاريخية التي يعود إليها هذا الفن في صورته الأولى التي لم تكن اكتسبت حتى 30 عاماً مضت بعدها الثالث الذي يمنح هذا الفن تميزه».

أما الفنانة فاطمة الطنيجي، خريجة جامعة زايد تخصص الرسوم المتحركة، فوجدت في إقامة المهرجان في منطقة مفتوحة، وإتاحة الفرصة لمشاركة الجمهور للفنانين تنفيذ أعمالهم، خروجاً عن الطريقة التقليدية لتنظيم الفعاليات والمعارض الفنية في مساحات مغلقة محدودة بجدران أربعة، وهو ما انعكس على أداء الفنانين، وتواصلهم مع الجمهور الذي منح الحدث طابعاً فريداً.

وقالت الطنيجي «يجمع المهرجان فنانين متعددي الثقافات واللغات من جميع أنحاء العالم، لكن العناصر الفنية كانت هي لغة الحوار بيننا، وهو ما يدل على أهمية الفن كلغة عالمية تقرّب الثقافات وتوحّد الشعوب».

وأضافت الطنيجي «تعلمت الكثير من الأشياء عن فن الرسم ثلاثي الأبعاد، لاسيما الرسم على المسطحات بمستويات وزوايا مختلفة، من خلال مشاركتي للفنان الألماني جريجور فوزيك رسم العناصر الطبيعية وأبراج دبي المكونة لعمله الفني».

بدورها، شبهت الفنانة الإماراتية فاطمة فيروز مهرجان «دبي كانفس» بالمعرض الكبير الذي يتفاعل فيه الفنانون مع الجمهور، مشيرة إلى أن وجود هذا العدد الكبير من الفنانين المتخصصين في فن الرسم ثلاثي الأبعاد يعد أكبر تبادل ثقافي فني تشهده منذ أن تخرجت في كلية الفنون البصرية بجامعة زايد. وحول مشاركتها قالت «أشارك مجموعة من الفنانين العالميين في رسم عمل فني في إحدى ساحات المهرجان، وتعرفت بطريقة عملية إلى الكثير من العناصر البصرية التي تسهم في تحويل الرسم المسطح ثنائي الأبعاد إلى شكل يبدو مجسماً ثلاثي الأبعاد».

وأضافت «أدركت من خلال مشاركتي أن المعلومات الموجودة في الكتب أو المنشورة عبر المواقع الإلكترونية ليست كافية، وأن التجربة العملية هي الأهم خصوصاً في وجود كبار رواد هذا الفن من العديد من دول العالم، وهو ما يوفر فرصة كبيرة لتعلم المزيد من التقنيات والأسرار التي لا تتاح غالباً في الكتب والمراجع العلمية».

يذكر أن المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» قد أسهمت في دعم مهرجان «دبي كانفس» بتوفير حاويتين استخدمهما الفنانون المحليون في رسم أعمالهم الفنية على أسطحهما وعرضها أمام الجمهور وأمام الفنانين العالميين مباشرة، اتساقاً مع الروح غير التقليدية لهذا الفن الفريد في منظوره وأدواته.

تويتر