تهدّد المرضى بمشكلات في القلب حال تفاقمها

«تململ الساقين».. متلازمة تسلب النوم من العين

أعراض متلازمة تململ الساقين اضطرابات بالساقين بمجرد الاسترخاء لاسيما ليلاً. د.ب.أ

تُعد متلازمة تململ الساقين من الأمراض العصبية الخطرة، إذ إنها لا تسلب النوم من أعين المرضى فحسب، بل تهدّدهم أيضاً بمشكلات في القلب والمناعة حال تفاقهما. ويمكن علاج هذه المتلازمة ببعض الوسائل البسيطة، مثل التدليك والأنشطة الحركية، أو بالعقاقير الدوائية.

وقالت طبيبة الأعصاب الألمانية، كلاوديا ترينكفالدر: «إن أعراض متلازمة تململ الساقين تتمثل في اضطرابات حسية بالساقين، وفي بعض الأحيان بالذراعين، أيضاً، بمجرد الاسترخاء، لاسيما ليلاً، بالإضافة إلى رغبة غير طبيعية في الحركة، إذ إن الحركة تعمل على تخفيف المتاعب».

اكتئاب

قال اختصاصي طب النوم، فيرنر كاسيل، إن «اضطرابات النوم ترفع على المدى الطويل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وقصور القلب»، مضيفاً أن «قلة النوم تعيق الجسم عن تجديد الخلايا بشكل كافٍ، ما قد يؤدي مثلاً إلى الاكتئاب أو ضعف جهاز المناعة».

بينما أشار اختصاصي طب النوم الألماني، فيرنر كاسيل، إلى أنه إلى جانب الاضطرابات الحسية تُصاب السيقان بتشنجات لا إرادية تحدث كل 20 إلى 40 ثانية، لاسيما أثناء النوم، لذا لا يلاحظها المصاب غالباً.

من جانبه، قال طبيب الأعصاب الألماني، فولفغانغ أورتيل، إن «متلازمة تململ الساقين غالباً ما تحدث في المرحلة العمرية بين 30 و40 عاماً».

وأضاف أنه «في البداية تكون الأعراض بسيطة، ثم تتزايد مع مرور الوقت إلى أن تصبح مزمنة وتحدث كل ليلة لدى كثير من المرضى، ما يتسبب في الإصابة بالأرق، الذي يُشكل بدوره خطراً على الجهاز الدوري».

وأوصت الطبيبة الألمانية ترينكفالدر بضرورة استشارة طبيب أعصاب حال الاشتباه في الإصابة بمتلازمة تململ الساقين، مشيرة إلى أن العلاج يتحدد وفقاً لأسباب الإصابة إلى جانب نطاق وطبيعة الشكوى. وأوضحت أن «الأبحاث الطبية الحديثة توصلت إلى أن متلازمة تململ الساقين تنشأ نتيجة لقصور وظائف بعض الناقلات العصبية في المخ والنخاع الشوكي، لاسيما (الدوبامين)، الذي قد يرجع إلى عامل وراثي أو بعض العوامل الأخرى، مثل نقص الحديد أو الفشل الكلوي أو كأثر جانبي لتعاطي بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب».

وإذا كانت الإصابة ترجع إلى أحد العوامل الخارجية، مثل الأدوية، فإن أعراض المتلازمة تختفي بمجرد التوقف عنه. وبخلاف ذلك، فيتم العلاج وفقاً للعرض من خلال بعض العلاجات الظاهرية، مثل التدليك وحمامات القدم الباردة وممارسة بعض التمارين الحركية، إضافة إلى تجنب العوامل المعززة للمرض، مثل القهوة أو الكحوليات.

وإذا لم تحقق هذه التدابير تحسناً ملموساً، فينصح أورتيل حينئذ باللجوء إلى العلاج بالعقاقير، مثل بدائل الدوبامين، مشيراً إلى أن نسبة نجاحها جيدة وآثارها الجانبية قليلة.

وإذا لم تسهم بدائل الدوبامين في تخفيف الآلام أو في حال المعاناة من المتلازمة في أوقات مبكرة من اليوم، فينبغي حينئذ تغيير المادة الفعّالة، وتعاطي العقاقير الأفيونية.

 

 

تويتر