شمس السعدي انتقدت اعتماد فضائيات في الاختيــــــــــــــار على عاملي النجومية والجمال.. وأكدت:

التقديم التلفزيــــوني أصبح مهنة مَن لا مهنة له

السعدي تمتلك رصيداً من البرامج المتنوّعة التي قدمتها على مدى مشوار يقارب 14 عاماً. من المصدر

اعتبرت الإعلامية الإماراتية، شمس السعدي، أن التقديم التلفزيوني أصبح مهنة من لا مهنة له في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن قنوات كثيرة باتت تعتمد في اختيار مقدمات البرامج على عاملي النجومية والجمال، مؤكدة أن «هذا التقييم يصبغ مهنة التقديم التلفزيوني بصبغة تجارية بحتة، ولا يضر بالمهنة فقط، ولكنه يؤثر في جيل كامل ينشأ على صورة نمطية تربط بين هذه المهنة من جهة، والجمال والسطحية من جهة أخرى».

«زهور العمر»

قال مُعدّ «زهور العمر» محمد طه، إن البرنامج نوعية جديدة ومفتقدة على الشاشات العربية، في ظل غياب البرامج التي تعنى بالأطفال من عمر الرضاعة حتى نهاية المرحلة الابتدائية (12 سنة)، مشيراً إلى أن معظم الأسر تعتمد في تربية أبنائها على الفطرة و«الفهلوة»، ولذلك يتوجه البرنامج إلى الأسرة والأهل لإعانتهم على التعرف بشكل علمي ودقيق إلى جميع المشكلات والمتاعب التي قد تواجه أولادهم، فيلقي الضوء على الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية والتعليمية لتلك الفئة العمرية، إضافة إلى أمور التغذية والملابس واللعب والفنون.

وأضاف أن البرنامج أسبوعي، ويستمر على مدى 22 حلقة، ليتوقف مع بداية شهر رمضان المقبل، وقد يعود بعد انتهاء الشهر الفضيل، وتناقش كل حلقة قضية أو أكثر في فقرات مختلفة، مع التركيز على أهمية إقامة حوار مشترك بين الأبناء والآباء، وتشجيع الأبناء على التعبير عن أنفسهم وآرائهم ومناقشة الوالدين لهذه الأفكار.

وأضافت السعدي التي تمتلك رصيداً غير قليل من البرامج المتنوعة التي قدمتها على مدى مشوار يقارب 14 عاماً «في ظل الاعتماد على مواصفات سطحية مثل النجومية والجمال فقط، من الطبيعي أن نتساءل عن جدوى دراسة الإعلام، ولماذا وضعت القواعد التي يجب أن يعتمد عليها الإعلامي ليخلق نجاحه؟ فالجمال ليس شرطاً رئيساً في مذيعة التلفزيون مع أن القبول ضروري، لكن هذا التسطيح في الاختيار يعكس تفكيراً تجارياً بحتاً». وعبرت السعدي خلال لقاء إعلامي عقد أول من أمس، عن سعادتها ببرنامجها الجديد «زهور العمر» الذي بدأ أخيراً بثه على شاشة «أبوظبي الإمارات»، ويعد أول برنامج عربي موجه لتعليم الأسرة كيفية تربية الأبناء من وقت الولادة إلى مرحلة المراهقة؛ أو عمر 12 عاماً، مشيرة إلى أن البرنامج ليس موجهاً للأطفال لكن للأسرة بشكل عام.

وذكرت أنها منذ فترة ترغب في تقديم برنامج حواري له مضمون أسري، وبالفعل تحدثت منذ خمس سنوات مع معد البرنامج محمد طه، الذي كان يجهز لبرنامج من النوعية نفسها، وخلال تلك الفترة عرض البرنامج على الإدارات المختلفة لأبوظبي للإعلام، وكانت كل إدارة تبدي إعجابها به، لكن لم يتم التنفيذ إلا أخيراً.

ولفتت السعدي إلى أن «زهور العمر» يتميز بطابع خاص قريب إلى نفسها وشخصيتها، فهو لا يحتاج إلى مبالغة في المظهر أو الأزياء أو الماكياج، لكنها تطل بمظهر طبيعي بسيط، كما يناسبها من حيث المضمون فهي تتعامل معه كأم لطفلين وتسعى للتعرف إلى أفضل طريق لتربية الأطفال والتعامل معهم في المراحل العمرية المختلفة، موضحة أن البرنامج انعكس أيضاً على علاقتها بطفليها، فالإعلامي يقابل العديد من المتخصصين في مجالات مختلفة، ويتعرف منهم إلى خبرات ومعلومات يستفيد منها في حياته الخاصة.

وعن تجربتها في «أبوظبي للإعلام» وما اكتسبته منها؛ قالت شمس السعدي إنها بدأت العمل عقب تخرجها مباشرة، وخلال السنوات الماضية اكتسبت خبرة واسعة مكّنتها من صقل وامتلاك أدواتها كمحاورة ومقدمة برامج، لافتة إلى أن تقديم البرامج يتطلب أدوات مهنية مثل البحث ودراسة الموضوع، ومتى تتحدث إلى الضيف ومتى تسأل وغير ذلك، وأدوات فنية مثل الحركة أمام الكاميرا وغيرها، مضيفة «أرى نفسي مقدمة برامج إماراتية، ولا أحب ان أكون مذيعة، وعلى المستوى المهني أمتلك أدواتي».

واعتبرت السعدي أن المذيع الإماراتي بشكل عام ليس لديه ميل للانتقال بين الفضائيات في دول أخرى من أجل تحقيق النجاح أو العائد المادي المرتفع «وغالباً يفضل الاستمرار في المحطة التي يعمل بها، ولا يميل إلى التنقل بين أخرى، خصوصاً خارج الدولة، لأنه يشعر بالاستقرار والراحة النفسية بين أهله وفي بيته وفي بلده، وهي أمور يمكن أن تعوّض الفارق المادي في الراتب الذي يمكن ان تمنحه له الفضائيات الأخرى».

وأعربت عن اعتقادها بأن الإدارة الحالية في «أبوظبي للإعلام» لديها توجه نحو الاهتمام بالوجوه الإعلامية الإماراتية الشابة، ومنحهم فرصة لتقديم برامج، وتسليط الضوء عليهم، بدلاً من سياسة استيراد نجوم غير إماراتيين؛ كما كان يحدث في فترات سابقة. وعن ظهور محاورين يتقاضون أجوراً ضخمة تقدر بالملايين في السنوات الأخيرة؛ قالت شمس السعدي إن هذه الظاهرة يصعب أن تنتقل إلى مقدمي البرامج الإماراتيين، مشيرة إلى أن هناك قدراً من الحرية لا يمكن إنكاره في الإعلام المحلي والخليجي، لكن تقديم برنامج حواري خليجي سيكون مختلفاً عن البرامج التي تقدم في الفضائيات المصرية على سبيل المثال، في الخطوط العامة وفي دبلوماسية الحوار مع ضيوف البرنامج.

تويتر