"ليتيسيا أورتيز" ..بائعة السجائر التي أصبحت ملكة أسبانيا

كأميرات القصص والحكايات، تحولت الفتاة  الجميلة ليتيسيا أورتيز روكاسلانو، من بائعة  للسجائر في شوارع المكسيك، الى ملكة على عرش إسبانيا، حيث استولت على قلب الملك وحب الشعب الذي عاشت بينهم وكافحت مثلهم  طويلا لشق طريقها بنجاح ، حيث عملت ليتيسيا في مهن مختلفة لتمويل دراستها الجامعية في تخصص الصحافة، كبائعة متجولة للسجائر، وصحفية متدربة في عدد من الصحف والمجلات المكسيكية، قبل أن تعمل بعد تخرجها مقدمة لقناة الـ "سي إن إن" ثم القناة العمومية الإسبانية "تي في إي" إلى أن وقع في حبها الأمير فيليب الذي توج ملكاً في 19 يونيو الماضي وتوجت هي أيضا بلقب الملكة وزوجة الملك .

الملكة .. حفيدة سائق التاكسي

ولدت الملكة الشابة ليتيسيا في 15 سبتمبر عام  1972 في أوفيدو بمنطقة أستوريوس، لأم ممرضة نقابية وأب صحفي يدعى لخيسوس خوسيه أورتيز ألفاريز، حيث كانت ابنته البكر، إلى جانب أختين أصغر منها سنا، تلما و اريكا التي توفيت عام 2007 بسبب تعاطيها جرعة زائدة من المخدرات، انفصل والديها عام 1999 بعد سنوات طويلة من الزواج ليقرر والدها في عام 2000 الارتباط بزميلته في العمل الصحفية آنا تغروس. كان جد ليتيسيا من أبيها خوسيه لويس فيلاسكو ، موظفا تجارياً في مدينة أوليفيتي، وجدتها ماريا ديل كارمن مذيعة في الإذاعة لأكثر من 40 عاما، أما جدها من أمها فكان سائق  تاكسي لمدة 20 عاماً  في شوارع مدريد .

 

 

 صحافية متألقة  وزوجة تعيسة

شهدت حياة  ليتيسيا اورتيز تغيرات وتحديات كثيرة خلال فترة اقامتها في المكسيك من أجل اكمال دراساتها العليا في تخصص الصحافة والاعلام البصري، حيث اضطرت إلى العمل في عدد من الوظائف البسيطة لتسديد أقساطها الجامعية من بيها بائعة ومروجة لسجائر "بورز"،  كما اشتغلت صحفية متدربة في صحف ووكالات اخبارية مكسيكية، وبعد انتهائها من دراستها عملت فترة قصيرة بصحيفة "سيغلو" في غوادالاخارا بالمكسيك. لتقرر الارتباط والزواج عام  1998بالأستاذ المتخصّص في الآداب ألونسو غيريرو بعد علاقة حب دامت 10 سنوات  لكن بعد مرور سنة على زواجها، تطلقت منه وعادت الى بلادها حيث بدأت العمل في التلفزيون الإسباني الرسمي "تي في اي"، دخلت ليتيسيا قلوب المشاهدين بسرعة بفضل تقاريرها الجريئة، من بينها تغطيتها المباشرة لأحداث 11 سبتمبر، والحرب على العراق. وأكد زملاؤها في التلفزيون أنها تميزت عنهم وأصبحت صحافية مهمة بفضل مثابرتها، "فهي ذكية ومثقفة وطموحة ومهذبة، وذات أعصاب حديدية... باختصار، إنها تملك كل المقومات التي تجعل منها صحافية متألّقة".

 الحب ينتصر على  الأرستقراطية

 

في عام 2002، التقت ليتيسيا أورتيز الأمير فيليب، البالغ حينها 34 عاماً، مصادفة في حفل عشاء، وقد نالت الصحافية الجميلة المطلقة والتي لا تملك أي أصول أرستقراطية إعجاب الأمير الإسباني منذ وقوع نظره عليها.ودخلت معه في علاقة عاطفية بقيت سرّاً في البداية، إلّا أنّها أصبحت رسمية بعدما نجحت في الحصول على مباركة الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا اللذين كانا يطمحان بارتباط ابنهما بفتاة تنتمي الى عائلة أرستقراطية ولا تملك ماضياً مثيراً للجدل. وبعد سنة على لقائهما الاوّل، أعلن القصر الإسباني رسمياً عن زواج  ليتيسيا وفيليب في 22 يونيو 2004 بكتدرائية "سانتا ماريا لا ريال دي لا المودينا"،  ونقل التلفزيون الإسباني مراسم الزفاف الأسطوري،  الذي انتصر فيه  الحبّ على الفوارق الاجتماعية والمادية. وفي  2005، أنجبت الأميرة الاسبانية طفلتها الأولى ليونور، وبعد سنتين أنجبت طفلتها الثانية صوفيا، والتي حملت اسم جدتها.



ليتيسيا وشبح الماضي الذي يلاحقها 

على رغم  من بساطة ليتيسيا أورتيز، وعفويتها ونشاطها، وما أضفته من لمسة وتجديد لصورة العائلة الملكية، الا أنها لم تسلم من انتقادات الصحافة حول ماضيها وسلوكياتها، حيث انتقدت جسمها النحيل وتعرضها  لمشكلات صحية، ومنها "الانوركسيا" وانقطاع الشهية، إضافة الى هوسها بالتسوق وحبها للازياء. كذلك، انتقدت الصحافة الاسبانية زواجها السابق وإجهاضها، قبل أن يشرع الإجهاض في إسبانيا. لكن منعطفا كبيراً حدث في حياتها بعد انتحار اختها اريكا في سن الـ31 في 2007.  فلدى خروجها من قداس الجنازة كانت ليتيسيا حاملا والدموع تنهمر من عينيها وبقيت متمسكة بقوة بذراع فيليب. وهمست بصوت مرتجف للصحفيين "شكرا لكل الأشخاص الذين حزنوا لموت شقيقتي الصغرى". وقد تأثر الإسبان بالمشهد وتوقفت الصحافة عن انتقاد الملكة وأدائها وحظيت بتأييد الشعب الإسباني، خصوصاً أنها ترافق ابنتيها ليونور (8 سنوات) وصوفيا (7 سنوات) إلى المدرسة وفي رحلاتهما حول العالم. لكن يبدو أن  الصحافة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي تأبي ترك الملكة الاسبانية في حالها، حيث تصر على رصد ماضيها ومطاردته بالصور والأدلة حيث قامت صحيفة "الديلي ميلي" البريطانية  بنقل صور نشرت على " تويتر " التقطت لليتيسيا في منتصف التسعينات بمدينة كوادالاخارا المكسيكية من قبل أصدقائها حيث تظهر الطالبة ليتيسيا  وهي تقدم عينات من السجائر للطلبة في حملة تروجية لسجائر "بورز" وعنونت الصحيفة مقالها بـ"بائعة السجائر التي أصبحت ملكة". لثير الجدل مرة أخرى حول ماضي الملكة الذي يحاول الإسبان نسيانه وتناسيه..

 

تويتر