غير راضٍ عن حال الأغنية المصورة ويشترط أعمالاً تنـــاسب «سنه»

عبدالمجيد عـــــبدالله: رجعتُ في التوقــــيت الأسوأ

عبدالمجيد عبدالله اختار دبي من أجل إعلان العودة إلى الحفلات الغنائية. تصوير: أحمد عرديتي

حينما يتوقف الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله نحو ستة أعوام متتالية عن إحياء الحفلات الفنية، ويتجنب الإعلام، ويهجر الإطلالة التلفزيونية، ويتوقف جديده، لفترة طويلة، فإنه من المؤكد أن هناك واقعاً فنياً يرفضه هذا الفنان، الذي فاجأ الجميع بالعودة مجدداً، خلال حفل فني أعاده للجمهور، واختار هو أن تكون دبي هي الحاضنة له، بعد أن وضع شروطاً جديدة ومحددة، على شركة «روتانا»، التي قامت بتنظيم الحفل في مسرح أرينا بمدينة جميرا.

«الإمارات اليوم» التقت صاحب «يا طيب القلب»، في حديث أكد في بدايته أنه لم يكن على مدار عطائه، في مرحلة انقطاع عن الإعلام، والوجود في دائرة الضوء، عندما تطلب الأمر ذلك، لكنه ايضاً ينسحب من هذه الدائرة، عندما يغيب الجديد، بدلاً عن «التواجد الاستهلاكي» على حد تعبيره.

لأنها دبي

لماذا دبي تحديداً هي محطة العودة؟ سؤال يرى صاحب «يا طيب القلب» إجابته بديهية، حيث يجيب باختزال «لأنها دبي»، مضيفاً: «حينما أغني هنا فكأنما أغني في جدة أو الرياض، أو إحدى مدن موطني السعودية». ونفى عبدالله أن تكون هناك عقود احتكار جديدة بينه وبين «روتانا» التي رعت حفله الأخير في دبي، مضيفاً «كنت من اوائل المطربين الذين تعاونوا مع (روتانا) ولم تتخلل علاقتي بالشركة اية خلافات، وحينما تمسكت ببعض الشروط في الحفل، رحبت بها، وتفهمها المدير التنفيذي للشركة، الصديق سالم الهندي بشكل كامل».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/130343.jpg


هبوط عام

قال الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله إن الأغنية العربية والخليجية تمر بمرحلة هبوط عام في الذوق، وهناك حالة استسهال، وغياب واضح لاحترام المعايير الفنية، مضيفاً «المتغيرات المتلاحقة أفرزت واقعاً مختلفاً، وأسباب تراجع الأغنية كثيرة ومتعددة».

ووعد عبدالله خلال حواره مع «الإمارات اليوم» بألا يجاري هذه الموجة، مضيفاً «لست مضطراً لذلك، ولن أقدم إلا ما أنا مقتنع ومستمتع به، ولن أغامر بما قدمته من اجل مجرد التواجد، كما أنني لن أقدم أقل مما يتوقعه الجمهور مني».

لماذا العودة الآن؟ سؤال يقر خلال إجابته عنه عبدالمجيد بأنه وقع في فخ «التوقيت الأسوأ للعودة»، «فليس هناك من وقت أبعد عن أن يكون مناسباً للعودة إلى إحياء ليال طربية، من هذا الظرف الراهن الذي تعيشه الأمة العربية على المستويين السياسي والأمني جراء الأوضاع في سورية، وعدد من البلدان العربية غير المستقرة حالياً»، لكنه في المقابل يراها-أي العودة- قدرية، وغير محسوبة، بل إنه لم ير نفسه خلال المرحلة السابقة منسحباً بشكل اختياري عن الساحة.

ويرى عبدالله أن «ما يقدم على المستوى الفني يشهد انحداراً كبيراً، وما يسود ليس هو الأفضل، وهناك تراجع كبير، خصوصاً على صعيد الكلمة واللحن، رغم وجود خامات صوتية جيدة وواعدة»، هو بعض من توصيف النجم السعودي لواقع الأغنية في الفترة الأخيرة، لذلك يقرر «لم يكن عدم التواجد اختيارياً، بل كان إجبارياً، ومنسجماً مع قناعاتي بأنني لا يجب أن أقدم اعمالاً تركب الموجة، أو لا أراها جيدة بالشكل الذي يتوقعه الجمهور».

وأضاف «الحفلات الفنية ليست مقرراً على الفنان أن يستوعبه، ومعظم هذه الحفلات وفق نتاجها العربي هي تجارية خالصة، ووسيلة للكسب المادي، لكنها إذا استمرت بهذا الوضع، فسيكون لها مردود أكثر سلبية على الوسط الطربي، وعلى الفنان الجاد أن يدقق في اختياراته، احتراماً لفنه ولجمهوره»، لذلك فإن هذا الغياب بالنسبة لي مبرر، والعودة ايضاً مبررة، وهو وجود الجهة التي تتفهم هذه الرؤية، ممثلة في شركة «روتانا».

اشتراط عبدالله الرئيس في العودة للحفلات نفى أن يكون «مادياً»، رغم انه احتفظ لنفسه بحق تسويق تصوير هذه الحفلات، على غرار المطرب المصري عمرو دياب، حيث تم إلغاء شرط حق «روتانا» في نقل هذه الحفلة على الهواء مباشرة، لكنه شدد على جوهرية «الغرض الفني»، مضيفاً «هناك أخطاء كثيرة وارد أن تقع في الحفل، بالإضافة إلى غياب التقنيات الضرورية التي تتطلب وجود استوديو مجهز، لذلك فإننا سنجد معظم الحفلات الغنائية الغربية لا تبث على الهواء مباشرة، على غرار نظيرتها العربية».

واقع الأغنية المصورة العربية الخليجية لا يعكس عراقة هذا الطرب من وجهة نظر عبدالمجيد عبدالله، الذي يرى أن الأغنية لم تستطع أن تستفيد الاستفادة المثلى من التصوير، لاصطدامها في معظمها بقيم وعادات المجتمع، مضيفاً: «ظلت إشكالية الاقتراب من الخطوط الحمراء في الأغاني الرومانسية بمثابة قنبلة موقوتة، لم يحسن التعامل معها، وبالنسبة لي، فليس لدي استعداد لتحمل أخطاء، في هذه المرحلة، ويتوجب عليًّ ايضاً أن أقدم ما يلائم سني، لذلك فأنا لم ارفض الأغنية المصورة في حد ذاتها، بل أرفض تقديم تنازلات لا أقبلها، ولا يقبلها الجمهور».

تعصب مصري

«المصريون متعصبون جداً للهجتهم، ولا يتقبلون الأعمال باللهجات الأخرى بسهولة»، هو تعليل عبدالمجيد عبدالله لعدم نجاح المطربين السعوديين في الانتشار العربي، على النحو الذي حققه المطرب الإماراتي حسين الجسمي، مشيراً إلى أن القاهرة لاتزال بوابة العبور الرئيسة لقلوب ملايين المستمعين.

وأضاف «أتمنى أن تصل أغنياتي بلهجتي لهذا الجمهور، ولكن في المقابل فإن إغواء الكلمة واللحن الجيدين إذا حضرا قد يدفعاني إلى خطوة مختلفة في هذا الاتجاه».

مغالطات «المواهب»

برامج استكشاف المواهب من وجهة نظر عبدالمجيد عبدالله تحوي «مغالطات كثيرة»، مفسراً «الحكم على الموهبة يظل نسبياً للغاية، وما أراه صوتاً استثنائياً، قد يراه غيري عادياً، لذلك فإن لجان التحكيم مهما لمع أسماء أعضائها يظل رأيها غير حاسم في حقيقة الموهبة، التي يبقى الحكم الفصل فيها في يد الجمهور، من خلال مشوار الفن الحقيقي، وليس عبر تصويتات منحازة لجنسية أو لحسن الطلة».

وأعاد عبدالله إلى الأذهان تجربته الشخصية في هذا المجال حينما حل ثالثاً في مسابقة مواهب في مستهل طريقه الفنية، مضيفاً «بعد ذلك علمت أن صاحبي المركزين الأول والثاني فارقا الفن وامتهنا الصحافة والأعمال الحرة».

تويتر