الفنانون سعيدون بـ «التحكيم» والمردود السريع

مسابقات الأغاني تسرق جمهور الدراما

صورة

كشفت الدورات البرامجية المختلفة لعدد كبير من القنوات الفضائية العربية، سواء المعروض منها حالياً بالفعل، أو حتى ما تسرب عن دورات برامجية مقبلة، عن ذهاب تلك القنوات بعيداً في المراهنة على برامج استكشاف مواهب، تستند في تقديمها أو لجان تحكيمها، أو حتى ضيوفها، إلى فكرة استضافة نجوم من المشاهير عموماً، وبصفة خاصة عالما الطرب والتمثيل، حيث لجأت قنوات عربية إلى تعويض فراغ ساعات بثها بتلك المواد، بعد قرار استبعاد الدراما التركية لأسباب سياسية، عقب موقفها من سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، كما الحال في قنوات مثل «سي بي سي»، و«الحياة» و«النهار»، فيما قامت أيضاً قناة «دبي الفضائية» بإيقاف المسلسلات التركية، قبل أن تتعاقد على برنامج استكشاف المواهب «الفائز».

فضلاً عن أن إصرار شركات الإنتاج على تكديس المعروض الدرامي الجديد في شهر رمضان، لتحقيق مكاسب مضاعفة، في ظل منافسة القنوات الفضائية على كعكة الإعلانات، وجعل الـ11 شهراً التالية، مساحة لاستيعاب المكرر منها، فاقم من مأساة حضور الدراما، التي نجحت تلك البرامج في سرقة جمهورها التقليدي على مدار عشرات السنين على الشاشات العربية، إضافة إلى أن الكثير من المواقع والمنتديات الإلكترونية باتت توفر حلقات تلك المسلسلات كاملة، وجاهزة للتحميل، من دون الفواصل الإعلانية، على نحو جعل البعض يشاهد الحلقات الـ30 لمسلسل واحد حسب مواعيده الخاصة.

وتجيء برامج استكشاف المواهب الغنائية في صدارة البرامج الأكثر جذباً للجمهور، مثل «ستار أكاديمي» و«الفائز هو» و«اكس فاكتور» و«محبوب العرب» أو «عرب أيدول»، لكن الظاهرة اللافتة هي لجوء عدد من القنوات إلى ظاهرة المشاركة في شراء البرنامج الواحد وإذاعته في التوقيت ذاته، بعيداً عن فكرة الانفراد بعرضه، والحصرية.

حيث تعرض قناتا دبي الفضائية و«الحياة» المصرية مثلاً برنامج «الفائز هو» أسبوعياً في التوقيت ذاته، على مدار 13 أسبوعاً تشكل مجموع حلقاته، فيما انضمت قناة «سي بي سي» المصرية هذا العام لمشاركة قناة «إل بي سي» اللبنانية، البث الذي كان حصرياً في ما قبل، لبرنامج «ستار أكاديمي» وكواليسه.

وخرجت بعض القنوات على فكرة حصر تلك البرامج على مواهب الغناء والطرب، مثل قناة «إم بي سي 4» التي استقطبت برنامج «نجوم العلوم»، في لجنة يرأسها أحد المشاهير، لكنه ليس قادماً من عالم الفن كمعظم البرامج، بل في مجال «العلوم» وهو الدكتور والعالم في وكالة ناسا الأميركية المتخصصة في علوم الفضاء، فاروق الباز، لكن آلية وصيغة التنافس بقيت واحدة، في ارتباطها بأصحاب المواهب، ومدى قدرتهم على إقناع الجمهور عبر التصويت، فضلاً عن لجنة التحكيم.

في المقابل أفرزت ظاهرة كساد سوق الألبومات الفنية، وتحقيق الكثير من الشركات لخسائر حقيقية، بسبب عمليات النسخ، والقرصنة الإلكترونية، إلى تفضيل الكثير من الفنانين العوائد المادية المباشرة التي يتقاضونها ضمن عقود اشتراكهم في البرنامج، لاسيما في ظل اتجاه الشركات الكبرى إلى الاستغناء بالأساس عن تعاقداتها الفنية مع المطربين الذين لا يقبلون بتقليص قيمة العقود.

هذا التنافس المحموم على صناعة «برامج المواهب»، اتجه بتلك النوعية منها إلى السعي لاستيعاب كل المجالات، وليس فقط «الغناء» وحتى «العلوم» أو «الاختراعات»، ولعل ابرز تلك البرامج وأكثرها جماهيرية، هو «عرب جود تالينت»، التي تبثه قناة «إم بي سي» الفضائية، التي بدأت من حيث انتهت برامج أخرى في هذا المجال أبرزها «سوبر ستار» و«ستار أكاديمي».

واللافت أن العديد من تلك القنوات يتنافس على جذب المشاهد في توقيتات متطابقة، خصوصاً أن جميعها يلجأ إلى إعادة البث، وهي صيغة، بالإضافة إلى ملئها ساعات البث، وتوفيرها فرصاً إضافية لمتابعة البرنامج، تحقق مزيداً من رضا المعلن.


الرميثي: الرسالة أولاً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/11/42195.jpg

شدد مدير قناة دبي الفضائية، علي الرميثي، على أن ما يشغل إدارة قناة دبي الفضائية، ضمن رؤية مؤسسة دبي للإعلام، هو تقديم منتج إعلامي يحمل القيمة والرسالة الواضحة للشريحة المستهدفة خصوصاً، والجمهور بصفة عامة. وأضاف: «لا نعتمد مجرد صيغة المسابقات، لهذه النوعية من البرامج، ونضع نصب أعيننا رفد الساحة بمواهب حقيقية، وهذا ما سعينا لتقديمه في مختلف البرامج الذي تم إطلاقها في هذا الصدد، سواء، «نجم الخليج»، في نسخه الأولى، الذي كان يصور في دبي، أو نسخه المتأخرة أثناء تصويره في بيروت».

الجسمي: فرصة للاقتراب

 

وصف الفنان حسين الجسمي برامج استكشاف المواهب بأنها بمثابة «فرصة إضافية للاقتراب من الجمهور»، بالإضافة إلى دورها الطبيعي في استيعاب المواهب الشابة. وأضاف «تبقى الحفلات الغنائية هي الوسيلة الأهم في اللقاء مع الجمهور، خصوصاً تلك الحفلات التي تأخذ مفهوم «الاحتفال»، من خلال أجواء إقامتها، وتنظيمها، وقدرة مكان إقامتها على استيعاب أعداد أكبر من الجمهور، لكن برامج المسابقات بكواليسها، وطبيعة جمهورها، تبقى لها خصوصيتها».

نانسي عجرم: مذاق مختلف

لا ترحب الفنانة نانسي عجرم بفكرة الكشف عن الأجور التي تتقاضها جراء الارتباط ببعض برامج استكشاف المواهب، سواء ضمن لجنة التحكيم، على النحو الذي جمعها براغب علامة وأحلام، في «محبوب العرب»، أو عبر الاستضافة في أحد حلقاته. لكن نانسي ترى أيضاً أن الإطلالة عبر تلك البرامج تبقى «ذات مذاق مختلف»، مضيفة: «طلة الحفلة تختلف عن طلة الفيديو كليب، وكلاهما أيضاً لا يشبهان الوجود ضمن برنامج جماهيري شبابي».

هاني شاكر: البحث عن خامة

الفنان القدير هاني شاكر، كان مقلاً جداً في الظهور ضمن برامج المواهب، قبل أن يكسر هذا التحفظ أخيراً، عبر برنامج «صوت الحياة»، عبر قناة الحياة الفضائية، الذي جمعه بالفنانين حلمي بكر وسميرة سعيد. شاكر يرى أن البرنامج الذي يتمكن من إضافة خامة صوتية واحدة حقيقية على مدار دوراته، يكون قد أضاف الكثير للطرب العربي، مضيفاً: «البحث عن خامة صوتية متميزة مَهَمَّة تستحق العناء».

فايز السعيد: تسهيل مهمة

وصف سفير الألحان الإماراتية برامج استكشاف المواهب الغنائية بأنها تسهل مهمة شركات الإنتاج، والشعراء والملحنين أيضاً وليس فقط «المواهب الشابة»، مضيفاً: «كثير من تلك الأطراف يملك مشروعات فنية محددة، ويبحث عن مواهب فنية جديدة لاستيعابها، ويجدون في تلك البرامج مهمة سهلة للعثور على ما يبحثون عنه». السعيد الذي ارتبط بعضوية لجنة تحكيم برنامج «نجم الخليج»، الذي حافظت على بثه لدورات متعددة قناة «دبي الفضائية» قبل إيقافه، أكد أنه سعيد بتجربته مع هذا البرنامج، مضيفاً: «لا أتمنى إيقاف أي برنامج لاستكشاف المواهب، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بمواهب الأغنية الخليجية».

تويتر