90‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬الإمارات

زايد‭ ‬الخير‭.. ‬بصمات‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬العطــاء‭ ‬العالمي

صورة

أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1971‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬5‭.‬90‭ ‬مليارات‭ ‬درهم،‭ ‬فيما‭ ‬تخطى‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬والمعونات‭ ‬الإنمائية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والخيرية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الإمارات‭ ‬حاجز‭ ‬الــ117‭ ‬دولة‭ ‬تنتمي‭ ‬لأقاليم‭ ‬العالم‭ ‬وقاراته‭. ‬وذكرت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬اصدرته‭ ‬أمس،‭ ‬لمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وذكرى‭ ‬رحيل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬اليوم،‭ ‬إن‭ ‬الأرقام‭ ‬تشير‭ ‬بجلاء‭ ‬لمواقف‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬الساطعة‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬السامية‭ ‬وحسه‭ ‬الإنساني‭.‬
وأضافت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬للتقرير‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬يصادف‭ ‬ذكرى‭ ‬رحيل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬وربان‭ ‬سفينة‭ ‬العطاء،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وطيب‭ ‬ثراه،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬وفاته‭ ‬دافعاً‭ ‬لاعتباره‭ ‬يوم‭ ‬العطاء‭ ‬الإنساني‭ ‬الإماراتي‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬العطاء‭ ‬رسالته‭ ‬ودربه‭ ‬وسار‭ ‬على‭ ‬هديه‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬وإخوانهما‭ ‬أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬حكام‭ ‬الإمارات‭ ‬وكل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬دولة‭ ‬مكنها‭ ‬الله‭ ‬بقيادتها‭ ‬وفكر‭ ‬مؤسسها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬ومرتبة‭ ‬السبق‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عطاء‭.‬
ويضيف‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬الذي‭ ‬وجه‭ ‬بتأسيس‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬أبوظبي‭ ‬للتنمية‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتزاحم‭ ‬مع‭ ‬أعباء‭ ‬وفكر‭ ‬مثقل‭ ‬بتأسيس‭ ‬اتحاد‭ ‬الإمارات‭ ‬المبارك‭ ‬فأولوية‭ ‬العطاء‭ ‬كانت‭ ‬السباقة‭ ‬في‭ ‬فكره‭ ‬والمتأصلة‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬كأولوية‭ ‬راسخة،‭ ‬وكأنه‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يعلنها‭ ‬صريحة‭ ‬كرسالة‭ ‬للعالم‭ ‬اجمع‭ ‬بأن‭ ‬اتحاد‭ ‬الإمارات‭ ‬أسس‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬الإنساني‭ ‬وان‭ ‬ذلك‭ ‬الاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬سبع‭ ‬إمارات‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬واحدة‭ ‬عنوانه‭ ‬التعاون‭ ‬والاندماج‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬شعوب‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬ودويلاته‭ ‬بعدت‭ ‬أو‭ ‬قربت‭ ‬شرقت‭ ‬أو‭ ‬غربت‭.‬
ويشير‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬أعقب‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬أبوظبي‭ ‬للتنمية‭ ‬مبادرات‭ ‬عديدة‭ ‬وجه‭ ‬بها‭ ‬الشيخ‭ ‬هدفت‭ ‬لمأسسة‭ ‬قطاع‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالجدوى‭ ‬وتعزيز‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتصويب‭ ‬مسيرة‭ ‬العطاء‭ ‬لتنطلق‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬جهة‭ ‬مانحة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬إنسانية‭ ‬وخيرية‭ ‬لتغطي‭ ‬مساعدتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬والشعوب‭ ‬المحتاجة‭ ‬والمتأثرة‭.‬
وأكدت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬أن‭ ‬حصول‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬16‭ ‬كأكثر‭ ‬الدول‭ ‬عطاءً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬رغم‭ ‬حداثة‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬واتحادها‭ ‬المبارك،‭ ‬هو‭ ‬اعتراف‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬بصدق‭ ‬مسيرة‭ ‬العطاء‭ ‬وترسخ‭ ‬قيم‭ ‬البذل‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬ونفسه‭ ‬الطيبة‭ ‬ونجدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وغفر‭ ‬له‭.‬
وتناول‭ ‬التقرير‭ ‬محاور‭ ‬اساسية‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬اتبعه‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الانساني،‭ ‬إذ‭ ‬تميزت‭ ‬حقبة‭ ‬الثمانينات‭ ‬بتأسيس‭ ‬هيئة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬لتكون‭ ‬ذراع‭ ‬الدولة‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬فقد‭ ‬عملت‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬طوارئ‭ ‬حسب‭ ‬توجيهاته‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بتلبية‭ ‬النداءات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭.‬
وأخذ‭ ‬المشهد‭ ‬الإنساني‭ ‬والتنموي‭ ‬يتطور‭ ‬وذلك‭ ‬بتأسيس‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬الإماراتية‭ ‬ومنها‭ ‬مؤسسة‭ ‬رائدة‭ ‬كـ«مؤسسة‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مؤسسة‭ ‬مانحة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬العاملة‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬المساعدات‭ ‬لأبناء‭ ‬الجاليات‭.‬
وساهمت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخيرية‭ ‬بتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬وتنموية‭ ‬وخيرية‭ ‬لمختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبدأت‭ ‬المؤسسات‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬عملها،‭ ‬سارت‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬لتكون‭ ‬اليوم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬
وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬إسهامات‭ ‬المؤسسات‭ ‬المانحة‭ ‬بالدولة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬تخطت‭ ‬حاجز‭ ‬90‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬لتشكل‭ ‬المساعدات‭ ‬الحكومية‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬بما‭ ‬يربو‭ ‬فوق‭ ‬الـ73‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬إماراتي،‭ ‬تليها‭ ‬إسهامات‭ ‬صندوق‭ ‬أبوظبي‭ ‬للتنمية‭ ‬وهو‭ ‬الصندوق‭ ‬المعني‭ ‬بتقديم‭ ‬القروض‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬بالإضافة‭ ‬لإدارة‭ ‬المنح‭ ‬بالإنابة‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬ثم‭ ‬مساهمات‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المذكورة‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مؤسسة‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬الخيرية‮»‬‭ ‬بنحو‭ ‬295‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬ليليها‭ ‬في‭ ‬الترتيب‭ ‬مؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬ثم‭ ‬مؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬اخرى‭.‬
وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬لتصدر‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬الفترة‭ ‬1971‭ - ‬2004‭ ‬قائمة‭ ‬فئات‭ ‬المساعدات‭ ‬الإماراتية،‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬89‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬إماراتي‭ ‬تليها‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬ثم‭ ‬المساعدات‭ ‬الخيرية‭ ‬بنحو‭ ‬267‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭.‬
وقد‭ ‬انصبت‭ ‬اغلب‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المستهدفة‭ ‬بتلك‭ ‬المساعدات‭ ‬كإنشاء‭ ‬المدن‭ ‬السكنية‭ ‬وإقامة‭ ‬السدود‭ ‬وتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬وإنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬ودعم‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬القطاعية‭ ‬التنموية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬التنموية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬ووفر‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لشعوبها‭.‬
ويؤكد‭ ‬التقرير‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬للمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تمويلها‭ ‬وفقاً‭ ‬لتوجيهات‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعات‭ ‬إنمائية‭ ‬منتقاة‭ ‬فضلاً‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬وتدشين‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬العون‭ ‬والإغاثة‭ ‬لتقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬العاجلة‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬كالكوارث‭ ‬والزلازل‭ ‬والبراكين‭ ‬والمجاعات،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬المشروعات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬قناة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬اكتملت‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنشائية‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قناة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬لنقل‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الصحراوية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬توشكي‭ ‬والساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أراضٍ‭ ‬زراعية‭ ‬ومشروعات‭ ‬للإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬لتضيف‭ ‬بذلك‭ ‬540‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬للرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬
ويتضمن‭ ‬المشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬ترعة‭ ‬الفرع‭ ‬رقم‭ ‬3‭ ‬وذلك‭ ‬لري‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الري‭ ‬المتكاملة‭ ‬لتنمية‭ ‬جنوب‭ ‬الوادي‭ ‬التي‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬تروى‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬ترعة‭ ‬الفرع‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬3‮»‬‭ ‬24‭ ‬كيلومتراً‭ ‬وبعرض‭ ‬ستة‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬أمتار‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬بوابات‭ ‬وسبعة‭ ‬جسور‭ ‬لتصريف‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬متراً‭ ‬مكعباً‭/‬الثانية،‭ ‬وتم‭ ‬تبطين‭ ‬الترعة‭ ‬بالكامل‭ ‬بالخرسانة‭ ‬المسلحة‭ ‬لمنع‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬عملها‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬المشروع‭ ‬طريق‭ ‬خدمة‭ ‬ترابياً‭ ‬بطول‭ ‬الترعة‭.‬
وتعتبر‭ ‬مدينة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬المصرية‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬عام‭ ‬1995‭ ‬بمنحة‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬أبوظبي‭ ‬للتنمية‭ - ‬منحة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ - ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬مدن‭ ‬محافظة‭ ‬الجيزة،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬ضاحية‭ ‬من‭ ‬ضواحي‭ ‬القاهرة‭ ‬الكبرى‭ ‬وامتداداً‭ ‬طبيعياً‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬مدينة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬ففيها‭ ‬مستشفيات‭ ‬ومدارس‭ ‬لجميع‭ ‬المراحل‭ ‬وبها‭ ‬كهرباء‭ ‬ومياه‭ ‬نقية‭ ‬ومساحات‭ ‬خضراء‭ ‬كبيرة‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬40‭% ‬من‭ ‬مساحاتها‭ ‬فتجعل‭ ‬للمدينة‭ ‬رونقاً‭ ‬خاصاً‭ ‬يجذب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يلقي‭ ‬بالا‭ ‬عليها‭.‬
وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬2003‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬بوضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬ميناء‭ ‬طنجة‮»‬‭ ‬بحضور‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬ممثل‭ ‬حاكم‭ ‬أبوظبي‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ذياب‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬والشخصيات‭ ‬الدبلوماسية‭. ‬وساهم‭ ‬صندوق‭ ‬أبوظبى‭ ‬للتنمية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬المشروع‭ ‬بمبلغ‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬ويتكون‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬ميناء‭ ‬بالمياه‭ ‬العميقة‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬35‭ ‬كيلومترا‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬ويحتوي‭ ‬على‭ ‬ممر‭ ‬دخول‭ ‬بعرض‭ ‬300‭ ‬متر‭ ‬وعمق‭ ‬16‭ ‬متراً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لبناء‭ ‬حاجز‭ ‬رئيس‭ ‬وآخر‭ ‬ثانوي‭ ‬ورصيف‭ ‬بطول‭  ‬1100‭ ‬متر‭ ‬وعمق‭ ‬15‭ ‬مترا‭ ‬للحاويات‭ ‬ورصيف‭ ‬للحبوب‭ ‬بطول‭ ‬500‭ ‬متر‭ ‬وعمق‭ ‬15‭ ‬مترا،‭ ‬ورصيف‭ ‬للبضائع‭ ‬المختلفة‭ ‬بطول‭ ‬450‭ ‬مترا‭ ‬وعمق‭ ‬12‭ ‬مترا،‭ ‬ومحطتين‭ ‬للمسافرين‭ ‬بطول‭ ‬200‭ ‬متر‭ ‬وعمق‭ ‬12‭ ‬مترا‭ ‬بالإضافة‭ ‬لمحطة‭ ‬خاصة‭ ‬لحاملات‭ ‬النفط‭ ‬وحوض‭ ‬خاص‭ ‬للسفن‭ ‬الخاصة‭ ‬بالخدمات‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬التجهيزات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإدارة‭ ‬الميناء‭.‬
كما‭ ‬اقيم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬مستشفى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬300‭ ‬سرير‭ ‬ويعمل‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬دون‭ ‬انقطاع،‭ ‬ويعتمد‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬تقنياته‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬انجاز‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬والمعالجة‭ ‬حيث‭ ‬يستقبل‭ ‬اكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المرضى‭.. ‬ويقود‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬أستاذاً‭ ‬مختصاً‭ ‬نحو‭ ‬217‭ ‬طبيباً‭ ‬وممرضاً‭ ‬ورغم‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬حاليا‭ ‬بطاقته‭ ‬الكاملة،‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭ ‬ان‭ ‬يجري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬عملية‭ ‬جراحة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬12‭ ‬غرفة‭ ‬عمليات‭ ‬مجهزة‭ ‬بأحدث‭ ‬المعدات‭ ‬الجراحية‭ ‬ومركز‭ ‬خاص‭ ‬للإنعاش‭ )‬العناية‭ ‬المركزة)‭‬،‭ ‬ويضم‭ ‬25‭ ‬سريراً‭.‬
وفي‭ ‬باكستان‭ ‬اقيم‭ ‬سد‭ ‬تربيلا‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬المقاطعة‭ ‬الحدودية‭ ‬الشمالية‭ ‬الغربية‭ ‬وشيد‭ ‬السد‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬أهم‭ ‬الأنهار‭ ‬وهو‭ ‬نهر‭ ‬السند‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬103‭ ‬كيلومترات‭ ‬من‭ ‬روالبندي‭ ‬واكتمل‭ ‬بناء‭ ‬السد‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬بتكلفة‭ ‬18‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬روبية‭ ‬باكستانية‭ ‬ويعد‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬اكبر‭ ‬محطة‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬باكستان‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬قدمت‭ ‬الإمارات‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬66‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬إماراتي‭ ‬لإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬سد‭ ‬تربيلا‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬الإعمال‭ ‬الجوفية‭ ‬والخدمات‭ ‬الهندسية‭ ‬والإشراف‭.‬
وفي‭ ‬اليمن‭ ‬خصصت‭ ‬في‭ ‬ابريل‭ ‬1982‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬لمساعدة‭ ‬المنكوبين‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬لا‭ ‬تحل‭ ‬المشكلة‭ ‬فتبرع‭ ‬شخصياً‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ابريل‭ ‬نفسه‭ ‬بالأموال‭ ‬اللازمة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬سد‭ ‬مأرب،‭ ‬وبذلك‭ ‬وضع‭ ‬حلاً‭ ‬نهائياً‭ ‬للمشكلة‭ ‬الأساسية‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬قدمت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬أموالاً‭ ‬إضافية‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السد،‭ ‬وفي‭ ‬الثاني‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬وضع‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لمشروع‭ ‬ينهي‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬تسببه‭ ‬الفيضانات‭ ‬ويجدد‭ ‬خصوبة‭ ‬آلاف‭ ‬الهكتارات‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬وبعد‭ ‬عامين‭ ‬قام‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بافتتاح‭ ‬سد‭ ‬مأرب‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬العمل‭ ‬فيه‭ ‬قبل‭ ‬التوقيت‭ ‬المقرر‭ ‬له‭ ‬وهو‭ ‬السد‭ ‬الذي‭ ‬امتدت‭ ‬فوائده‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اليمن‭.‬
وفي‭ ‬السودان‭ ‬اقيم‭ ‬مصنع‭ ‬غزل‭ ‬القطن‭ ‬بمنطقة‭ ‬الحاج‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬السودان،‭ ‬بطاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬قدرها‭ ‬7700‭ ‬طن‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬الغزل‭ ‬السميك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬2650‭ ‬طناً‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬الغزل‭ ‬الرفيع،‭ ‬ويشتمل‭ ‬المصنع‭ ‬على‭ ‬معدات‭ ‬الغزل‭ ‬الممشط‭ ‬والمعدات‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬مد‭ ‬خطوط‭ ‬سكك‭ ‬حديدية‭ ‬مجموع‭ ‬أطوالها‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬كلم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬صيانة‭ ‬الخطوط‭ ‬السابقة‭ ‬وتوفير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القاطرات‭ ‬والعربات‭ ‬والورش‭ ‬وأماكن‭ ‬التدريب‭ ‬والمساعدة‭ ‬الفنية‭ ‬وزيادة‭ ‬أجهزة‭ ‬الإنارة،‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬إنشاء‭ ‬مدرج‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬الخرطوم‭ ‬بطول‭ ‬3700‭ ‬متر‭ ‬وتوابعه‭ ‬وكذلك‭ ‬مباني‭ ‬العمليات‭ (‬الركاب‭ ‬والبضائع‭ ‬والخدمات‭ ‬ولوازمها‭)‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬ومعدات‭ ‬الصيانة‭ ‬والإطفاء‭ ‬والإنقاذ‭ ‬والإدارة‭ ‬وغيرها‭.. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬رصف‭ ‬طريق‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الخرطوم‭ ‬وبورتسودان‭ ‬بطول‭ ‬675‭ ‬كيلومتراً‭ ‬وهو‭ ‬طريق‭ ‬حيوي‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستيراد‭.‬
وتتصدر‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاكبر‭ ‬والقسط‭ ‬الأوفر‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬بنحو‭ ‬15‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1971‭ ‬حتى‭ ‬2004‭ ‬بالنظر‭ ‬لتزايد‭ ‬اعدد‭ ‬السكان‭ ‬وتزايد‭ ‬أعباء‭ ‬التنمية‭ ‬حيث‭ ‬وجهت‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬تخدم‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭.. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬لتزايد‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بتوجيهها‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬اعقاب‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973،‭ ‬وذلك‭ ‬لمساندة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭.‬
كما‭ ‬بلغت‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬للجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بما‭ ‬يوازي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬زهاء‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1971‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬والمغرب‭ ‬بنحو‭ ‬6‭.‬6‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬والأردن‭ ‬بنحو‭ ‬6‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭.‬
ولم‭ ‬تكن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كقضية‭ ‬قومية‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬لفلسطين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬3.7‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬وجههت‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬محنته‭ ‬جراء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬كتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬للاجئين‭ ‬وتشييد‭ ‬المدن‭ ‬السكنية‭ ‬وانشاء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭.‬
وأكدت‭ ‬الشيخة‭ ‬لبنى‭ ‬بنت‭ ‬خالد‭ ‬القاسمي،‭ ‬وزيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬القادة‭ ‬التاريخيين‭ ‬الذين‭ ‬مدوا‭ ‬أشرعة‭ ‬الخير‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬دولهم‭ ‬وشعوبهم‭ ‬لتمتد‭ ‬وتتواصل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمعوزين‭ ‬في‭ ‬جهات‭ ‬المعمورة‭ ‬الأربع‭.‬
وقالت‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الإماراتي‭ ‬والذكرى‭ ‬الطيبة‭ ‬لرحيل‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬إن‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬العظام‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬أمامهم‭ ‬التاريخ‭ ‬إعجاباً‭ ‬وتقديراً‭ ‬لأفعاله‭ ‬الإنسانية‭ ‬الممتدة‭ ‬بامتداد‭ ‬دولة‭ ‬ترعرعت‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬زايد‭ ‬العطاء‭ ‬ونهلت‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬فلسفته‭ ‬ليأتي‭ ‬من‭ ‬تولى‭ ‬دفة‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬نموذجاً‭ ‬ونبعاً‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العطاء،‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وأخوه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬مستمرين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬الأصيل‭ ‬فكان‭ ‬السائرون‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬على‭ ‬هديه‭ ‬لا‭ ‬يحيدون‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭.‬


 

تويتر