المهرجان يسدل الستار على فعاليات دورته التاسعة اليوم

«ليوا» يعزز مكانته على الخريطة الســياحية

منتجات ومشغولات مبتكرة مرتبطة بالتراث الإماراتي زينت جنبات المهرجان. من المصدر

يسدل مهرجان ليوا للرطب 2013، اليوم الستار على فعاليات دورته التاسعة، في المنطقة الغربية بأبوظبي، بعد أن شهدت إقبالاً كبيراً من مشاركين وزوار من مختلف دول العالم أكّدوا جميعاً أن المهرجان نجح في رسم مكانته على الخريطة السياحية في المنطقة والعالم.

وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان الذي انطلق برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، قد أعلنت عن مفاجآت عدة للجمهور في ختام اليوم الأخير من المهرجان الذي تحول إلى كرنفالية كبيرة يقصدها الآلاف من الزوار، من داخل الدولة وخارجها، ويحرص عشاق الأصالة والتراث والعراقة على متابعتها سنوياً، كما يحرص الأجانب على وضعها ضمن أجندتهم السياحية كل عام.

وعزّز مهرجان ليوا للرطب  مكانته مع دورته الجديدة كمهرجان تراثي وسياحي متميز في أبوظبي، وكحدث وطني يخدم المنافسة والتوعية بجودة التمور بما يتيحه من فرص لتبادل الخبرات الفنية بين المزارعين، والارتقاء بأصناف التمور، مع التوعية بأهمية الحفاظ على الخاصية الطبيعية الصحية للمنتج دون أي إضافات كيميائية.

وتضمن المهرجان مسابقة رئيسة، هي «مزاينة الرطب» شارك فيها كثيرون من مختلف أنحاء الإمارات، إضافة إلى العديد من الفعاليات المشوقة التي حظيت بإقبال كبير من الزوّار، مثل السوق الشعبي المتضمن أكثر من 160 محلاً، ويعد ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، إذ عكست منتجاته روح المجتمع الإماراتي وأصالته، واستفاد منه أكثر من 300 أسرة إماراتية عرضت فيه الأدوات والمعدّات والصناعات اليدوية القديمة التي شكلت أساس حياة الآباء والأجداد، والمُستمدة في معظمها من النخيل والتمور.

كذلك تواجدت خيمة الأطفال التي جرت فيها المسابقات التراثية والشعبية المتنوعة، بجانب تقديم العديد من العروض التراثية والألعاب الشعبية والجلسات الثقافية المهتمة بتسليط الضوء على أبرز معالم التراث الإماراتي.

صيفنا مميز

فائزون

كشف مدير المهرجان عبيد المزروعي أن عدد المشاركات المستلمة من المزارعين في اليوم السادس من المهرجان في مسابقة مزاينة الرطب عن فئة الفرض وصلت إلى «193» مخرافة. وأوضح أن مشاركات المزارعين هذا العام جيدة بكافة أنواعها، إذ يتم فرز كل مشاركة من الرطب من قبل لجان الفرز بعناية، كذلك يتم تصنيفها بصورة شبه يدوية اعتماداً على الإبصار البشري، مؤكداً أن قرارات اللجنة ستكون عادلة على الجميع وستعطي كل مزارع حقه ضمن المعايير والمواصفات التي وضعتها لجنة المهرجان.

هذا، وكرمت اللجنة المنظمة للمهرجان الرعاة والداعمين والمشاركين في الدورة التاسعة، وقدمت دروعاً وشهادات تقديرية لرعاة المهرجان المتمثلين بالراعي الرئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية الراعي البلاتيني وشركة الظاهرة الزراعية وشركة الفوعة الزراعية الراعي الذهبي وشركة محمد رسول خوري وأولاده عن رعايتها الفضية.

كما قدم مدير المهرجان دروعاً وشهادات تقدير لداعمي المهرجان وهم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مجلس تنمية المنطقة الغربية، دائرة النقل في أبوظبي، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، مركز خدمات المزارعين، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، جامعة الإمارات، بلدية المنطقة الغربية شركة أبوظبي للتوزيع ومركز إدارة النفايات، ثم انتقلت اللجنة لتكريم المشاركين في المهرجان وتسليمهم شهادات تقدير.

وقال عبيد المزروعي إن «إدارة المهرجان دأبت على مدار السنوات الماضية في تكريم الرعاة والداعمين والمشاركين، تقديراً للجهود التي قدمها الجميع من أجل نجاح المهرجان وإظهاره بالصورة المتألقة وخاصة أن هذا العام كان لدورته التاسعة ميزة إضافية كونها تزامنت في موعدها مع قدوم شهر رمضان المبارك».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/875.jpg

وشهد المهرجان مشاركة العديد من المؤسسات والجهات والأفراد، من بينها برنامج «صيفنا مميز». وقالت مديرة مركز خنور الصيفي التابع لبرنامج «صيفنا مميز» غادة خلوف، إن «مشاركتنا في مهرجان ليوا للرطب تنبع من أهمية المهرجان كظاهرة اجتماعية كبيرة تحدث في المنطقة الغربية كل عام، لذلك سارعنا للمشاركة بفعالياته من خلال حجز جناحين عرضنا فيهما الأعمال اليدوية التي نفذها طلابنا، والتي هي في معظمها صناعات حرفية تعكس التراث الإماراتي، إذ استغل الطلاب المشاركون الكثير من المواد التالفة كالبلاستيك، وتم تدويرها والاستفادة منها، كما كان لشجرة النخيل ومنتجاتها دور كبير في صناعاتهم».

وأضافت خلوف، أن «برنامج صيفنا مميز جاء بناء على التوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، فقد وضع مجلس أبوظبي للتعليم مشروعات تتطلع نحو مستقبل تربوي وتعليمي كان من بينها هذا البرنامج، وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة التربوية الهادفة والمخطط لها، يتم تنفيذه خلال الإجازة الصيفية في مراكز أنشطة صيفية لاستثمار أوقات فراغ الطلاب بطريقة إيجابية تلبي احتياجاتهم ورغباتهم».

وأشارت خلوف إلى أن برنامج صيفنا مميز انطلقت فعالياته في المنطقة الغربية بمجموعة من الأنشطة الفنية والتعليمية والثقافية والترفيهية والسياحية والتراثية لكل مدارس المنطقة الغربية التعليمية، فقد افتتح هذه السنة في ليوا مركزان للبرنامج، مركز للبنات وآخر للبنين، وقد استفاد من خلالهما جميع طلاب ليوا في تنمية مهاراتهم وملء أوقات فراغهم عبر التواصل مع المجتمع المحلي». وذكرت أن صيفنا مميز يسهم في ترسيخ وتعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلاب المشاركين، كونه يركز في تعزيز السلوك الإيجابي وتنمية الاعتزاز بميراث الأجداد والآباء واحترامه».

من جانبها، قالت مدربة التراث والمشاركة في مهرجان ليوا، سلمى خلفان المنصوري، إن «برنامج صيفنا مميز هو مساهمة فعالة في تعريف المشاركين بماضيهم العريق ونمط العيش والحياة في الدولة».

وعن المهارات التي نقلتها إلى الطلبة المشاركين أضافت المنصوري «لقد قمت بتدريب الطلاب على الأعمال اليدوية التراثية، وتم تطبيقها من قبل الفتيات بمشغولات يدوية رائعة كالغزل وصناعة بعض السلال من سعف النخيل، وغيرها من الأعمال المرتبطة بالتراث الإماراتي، ونمتلك الكثير من الأفكار من أجل تطبيقها في المستقبل».

مشروع غدير

عرض جناح الغدير، التابع لهيئة الهلال الأحمر، منتجات عدد من المواطنات المنتسبات للمشروع اللاتي يقمن بتصنيع المنتجات اليدوية التراثية المتميزة المعبّرة عن أصالة مجتمع الإمارات، وإبداعات المرأة الإماراتية في تطويع المنتجات والمشغولات اليدوية المنتجة من الخامات المحلية.

وأكدت مديرة مشروع الغدير، ناعمة عبدالرحمن المنصوري، أن المشروع الذي ينضوي تحت لوائه عدد من المواطنات المشاركات في المهرجان يمثل مبادرة رائدة لدعم شرائح معينة من المواطنات يتم تدريبهن على تصنيع المنتجات التراثية المحلية، وتوليهن هيئة الهلال الأحمر اهتماماً خاصاً، بهدف مساعدتهن على اكتساب الخبرات اللازمة لتصنيع منتجات تراثية تتميز بالأصالة وتعبر عن روح التاريخ العريق للإمارات. ودعت مديرة مشروع الغدير زوار مهرجان الرطب وكل أفراد المجتمع إلى دعم جهود المشروع، والمنتسبات إليه لتشجيعهن على الاستمرار في إبداع منتجات تراثية إماراتية متنوعة، وفتح آفاق مشروعات اقتصادية تساعدهن وتمكنهن من تحسين ظروفهن المعيشية.

تويتر