«شروق» تنفذ مشروعات تطويره لجذب السياح وتشجيع الاستثمار

الشارقة.. تنمية بهوية عربية وإسلامــــية

صورة

منذ نحو خمسة أعوام وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) تسعى بشكل جدي إلى تحقيق العديد من الأهداف والإنجازات الاجتماعية والثقافية والبيئية، وكل ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، على أساس الهوية العربية والإسلامية لإمارة الشارقة.

إذ لم يقتصر دور «شروق» على التطوير، إنما تحرص كذلك على تشجيع الاستثمار عن طريق تبني أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات النوعية التي تسهم في جذب المستثمرين، سواء من المنطقة أو من كل أنحاء العالم، لاسيما أن مهام «شروق» تتركز في توفير التسهيلات الضرورية، والحوافز، وتذليل العقبات التي تواجه أنشطة الاستثمار في الإمارة، وكذلك تقييم مشروعات البنية التحتية ذات الصلة بالسياحة والاستثمار، ووضع الخطط اللازمة لاستكمال تلك المشروعات.

ولأنها أساساً رائدة في تطوير واستحداث المشروعات وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فقد أطلقت أخيراً سلسلة من المشروعات، بدعم كامل من حاكم الشارقة، منها مشروع تطوير مليحة، الذي يعد أحد أكبر المشروعات البيئية السياحية في الدولة، فهذا المشروع أطلق بالتعاون بين «شروق» وهيئة البيئة والمحميات الطبيعة في الشارقة وإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.

مشروع المليحة

مقومات تاريخية وجغرافية وطبيعية للشارقة

ركزت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في خطة عملها على مقومات تاريخية وجغرافية وطبيعية للشارقة، فأطلقت العديد من المشروعات السياحية التطويرية، منها مشروع واجهة المجاز المائية التي تم افتتاحها نهاية ‬2011، ومشروع قلب الشارقة الجاري العمل عليه حالياً، ومشروع منتجع خورفكان، ومشروع كلباء للسياحة البيئية، إضافة إلى مشروع جزيرة الحصن في دبا الحصن، ومشروع البداير، ومشروع تطوير المنتزه الذي سيتم افتتاحه بالحلة الجديدة خلال العام الجاري.


قلب الشارقة

واصلت «شروق» خلال ‬2013 أعمال التطوير في مشروع قلب الشارقة، الذي يعد أضخم مشروع سياحي تراثي في المنطقة، إذ بدأت إدارة التراث في دائرة الثقافـة والإعلام في الشارقة أعمال الترميم والصيانة في عدد من الأماكن التراثية ضمن مشروع «قلب الشارقة»، منها الحصن، ومجلس إبراهيم المدفع ذو البارجيل الدائري الفريد من نوعه، وبيت الطواويش، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المشروع المقرر الانتهاء منها في عام ‬2015. ويهدف المشروع الذي سيتم تنفيذه على خمس مراحل إلى إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية في الشارقة، لتشكل وجهة سياحية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة، تعيد المنطقة إلى فترة خمسينات القرن الماضي، كما تعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثر من نصف قرن.


فندق البيت

فندق «البيت» هو منتجع فاخر وفندق إماراتي من فئة الخمس نجوم، يجمع بين العناصر التقليدية واللمسات العصرية الحديثة، يقدم للزوار إقامة مميزة، إذ يقع الفندق في منطقة قلب الشارقة، ويسلط الضوء على رؤية الشارقة في إنعاش التراث في المنطقة من خلال حماية النسيج التاريخي المتبقي وتجديده ضمن المدينة والإمارة بالكامل. ويمتد الفندق على مساحة ‬10 آلاف متر مربع، ويتكون من ‬53 غرفة تتراوح ما بين الغرف السياحية والديلوكس والأجنحة، إضافة إلى نادي صحي ومنتجع صحي (سبا) ومطاعم تقدم المأكولات الإماراتية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/035544854525852.jpg


جزيرة الحصن

مشروع «جزيرة الحصن» في مدينة دبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة وهو مشروع سياحي ترفيهي سيشكل وجهة جديدة ومتميزة لأهالي دبا الحصن والمناطق المجاورة والزوار والسياح، إذ سيتضمن قناة مائية ضخمة ومجموعة من المطاعم والمقاهي ودور السينما المطلة على القناة، وأماكن للتنزه وألعاب الأطفال والعديد من المرافق المختلفة الأخرى.


كلباء للسياحة البيئية

بدأت «شروق» بالعمل على القسم التجاري من مشروع كلباء للسياحة البيئية، الذي سيكون على بحيرة كلباء، وسيتضمن عدداً من المطاعم والمحال التجارية وألعاب الأطفال وأماكن للتنزه، وأماكن أخرى مخصصة لمراقبة الحيوانات والطيور التي ستكون ضمن المحميات. يجري العمل في المنطقة ذاتها على تهيئتها بيئياً للحيوانات والنباتات التي ستكون ضمن المشروع، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة وعدد من الأخصائيين في المجال البيئي والمحميات.

وأكد المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مروان بن جاسم السركال، أن «مشروع مليحة للسياحة البيئية هو المشروع الثالث الذي يتم بين (شروق) وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، بعد مشروعي كلباء للسياحة البيئية ومشروع جزيرة صير بونعير، إذ يمتد المشروع على مساحة ‬25 ألف هكتار، ويقع على بعد ‬40 دقيقة من خورفكان و‬90 دقيقة من مدينة الشارقة، وسيتضمن منشآت ومرافق سياحية وترفيهية وسكنية، ومنتجعات وشاليهات ومطاعم ومقاهي ومركز للزوار، إضافة إلى مركبات مخصصة للتجول داخل المحميات الطبيعية».

لافتاً إلى أن «المشروع سيتم تنفيذه على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى إنشاء مركز الزوار الذي يضم مبنى في موقع مميز وقريب من مقبرة أم النار الأثرية، إذ ستوفر فيه معلومات كاملة عن آثار وتاريخ المنطقة، إضافة إلى استراحات ومقاهٍ للزوار، كما ستتم إعادة تأهيل الحياة البرية ضمن المشروع وتنظيم المواقع الأثرية، فضلاً عن تنظيم رحلات سياحية للمشروع، إذ من المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى منه مع نهاية ‬2014، فيما ستتضمن المرحلة الثانية من مشروع مليحة السياحي البيئي تطوير عدد من المرافق السياحية، منها منتجع سياحي وشاليهات في مواقع مختلفة ومطاعم ومقاهٍ ومناطق للأنشطة والفعاليات».

وتابع السركال أن «المشروع يتضمن صيانة المزارع المحيطة بالمنطقة المحمية، فضلاً عن تشجيع المواطنين على المحافظة على الإبل والمواشي، وزراعة المحاصيل المختلفة، لاسيما أنه يمكن الاستفادة منها في إمداد المنتجعات والشاليهات والمطاعم التابعة للمشروع، وسيتم الإعلان عن المرحلة الثانية من المشروع التي تتضمن إنشاء مرافق ومنشآت سياحية وترفيهية ومطاعم في وقت لاحق».

وتعد منطقة المليحة موقعاً تاريخياً قديماً، وهو مستوطنة زراعية واسعة تحتوي على مختلف الكنوز الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية، بما يجعل هذا الموقع أحد أكثر المواقع تنوعاً في المنطقة وأبرزها من حيث الأهمية الأثرية، وكان يعتقد حتى وقت قصير مضى أن أقدم الاكتشافات الأثرية المسجلة في المليحة يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، قبل اكتشاف مقبرة أم النار في الموقع، ليدفع بتاريخ المنطقة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وقد تم اكتشاف مدفن داخل بستان أشجار النخيل في موقع المليحة من قبل علماء الآثار من إدارة الآثار في الشارقة، ويُعد مخطط القبر نموذجاً للبناء الدائري الذي يتميز به مدفن أم النار، إذ يبلغ قطره ‬13.85 متراً، الأمر الذي يجعله ثاني أكبر مدفن تم العثور عليه لفترة أم النار في الإمارات، ويعود تاريخ المدفن إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، كما تم العثور على قطع أثرية في الموقع، وهي أوانٍ فخارية مطلية، وأوعية وأوانٍ حجرية ناعمة، ومقتنيات شخصية من المجوهرات والتحف المعدنية، مثل السكاكين البرونزية والخناجر والسهام.

صير بونعير

من أهم المشروعات التي أطلقتها «شروق» أخيراً، مشروع جزيرة «صير بونعير»، وهو أول مشروع سياحي متكامل ضمن الجزر الإماراتية التابعة لإمارة الشارقة، وأحد أبرز المحميات الطبيعية البحرية في الإمارات، إذ سيتم تطويره بتكلفة نصف مليار درهم إماراتي بحلول عام ‬2017، وذلك بهدف رفد الإمارة بمزيد من عوامل الجذب السياحي ضمن استراتيجية «شروق» الهادفة إلى تطوير مشروعات السياحة البيئية، وذلك في إطار التزامها الثابت بالتنمية المستدامة، فضلا عن تطوير مختلف القطاعات في الإمارة وتحديداً قطاع السياحة.

وبحسب السركال فإن «المشروع السياحي المتفرد بموقعه في قلب الخليج العربي، وبأهميته الطبيعية والبيئية، سيتضمن فندقاً فاخراً فئة خمس نجوم وشققاً وفللاً فندقية وأخرى للإقامة، إضافة إلى قرية الخيام المخصصة لمحبي التخييم، ومتاجر تجزئة وسوق ومناطق مخصصة للعائلات، ومسرح، ومتحف، ومسجد، ومركز تعليمي، ومرفأ للسفن، ومطار».

وحول موقع الجزيرة، قال السركال إن «جزيرة صير بونعير تقع على بعد ‬65 كليلومتراً من سواحل الدولة على الخليج العربي، وتمتد على مساحة ‬13 كليلومتراً مربعاً، وهي غير مأهولة بالسكان، ويستغرق الوصول إليها بين ساعتين إلى ثلاث ساعات عن طريق البحر، و‬25 دقيقة بالطائرة من أبوظبي وجبل علي و‬40 دقيقة من الشارقة، وتعد الجزيرة محمية طبيعية، نظراً لمعالمها البيئية المهمة، التي تتضمن طبقات جيولوجية ونباتات طبيعية وطيوراً بحرية، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة».

وأوضح أن «المشروع سيتم تنفيذه عبر إعادة تطوير الجزيرة من النواحي البيئية ومن ثم بناء المراكز التجارية والترفيهية والخدمية لرسم معالم المشروع المعمارية، وبعدها سيتم تجميل الجزيرة من حيث المناظر الطبيعية والمساحات الخضراء، وأخيراً تعزيز السياحة للمشروع بالترويج لكنوز الطبيعة للجزيرة من خلال فعاليات وأنشطة مختلفة».

نباتات وطيور

تتميز جزيرة صير بونعير بتنوعها البيولوجي وغناها بالشعب المرجانية، وتعتبر وجهة مفضلة لعشاق رياضة الغوص، كما تقدم عدد من عناصر الجذب الأخرى، وتحتضن الجزيرة منافسة بيئية ورياضية سنوية تُعتبر نقطة التقاء وتجمع للصيادين والغواصين والبحارين للمشاركة في منافسة البحث عن الكنز لمدة ثلاثة أيام، إضافة إلى العديد من المنافسات الرياضية والثقافية والتراثية والبيئية المختلفة، كما تتميز الجزيرة بوجود أنواع من الأسماك النادرة كما تتوفر أنواع كثيرة من النباتات البحرية، إذ توجد أنواع مختلفة من الأعشاب والطحالب البحرية، وكذلك تحتوي الجزيرة على أنواع مهمة من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، حيث يمكن مشاهدة طيور الخرشنة والغواي والخشاش والصر والباشق وغراب البحر (اللوه) وأم صنين، وفي الشتاء هناك طيور النورس (الحصيني والصلال والحريش وبوزط)، كما تلجأ إليها بعض الطيور البرية مثل الأصرد والحمام البري والورقأ والقوبع، إضافة إلى الطيور الجارحة مثل الصقر والشرياص والشاهين.

وكشفت الدراسات والمسوحات البحرية في الجزيرة على وجود أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والتي تحدد بنحو ‬20 نوعاً مثل مرجان المخ وخلية النحل والشجيري وقرون الغزال، و تم تسجيل ما مجموعه ‬58 نوعاً من أسماك الشعاب المرجانية خلال الدراسات الاستقصائية التي أجريت في المناطق المرجانية الشمالية والغربية في جزيرة صير بونعير، وعثر على سمكة (Gobiodon Citrinus) وهي نوع غير موجود حالياً في مياه المنطقة.

تويتر