أكّد أنه يعيش أفضل أحواله حينما يُبدع في أغنية وطنية ملهــــمة

فايز السعيد: «المجاملات» تُفسد المواهب الشابة

السعيد: استغرقت وقتاً طويلاً قبل الموافقة على «يا مالكاً قلبي». تصوير: تشاندرا بالان

حذّر الفنان والملحن الإماراتي فايز السعيد من خطورة المجاملات في التعامل مع المواهب الطربية الشابة، خصوصاً في البرامج التلفزيونية المخصصة لاستكشاف المواهب، مؤكداً أن هناك فارقاً واضحاً بين لباقة لجان التحكيم في التعبير عن رأيها، والمبالغة في الإشادة بأصوات عادية.

ودونما إشارة إلى برنامج بعينه، يرى السعيد أن المجاملات، أحياناً، تؤدي إلى ضياع فرص من شباب هم أكثر أحقية من غيرهم، مشيراً أيضاً إلى أن نظرة شرائح كثيرة من الجمهور لاتزال تدور في فلك الانحيازات، التي تُبنى على اعتبارات كثيرة منها جنسية الموهبة، وطلته، وغير ذلك من الأمور البعيدة عن العوامل الفنية.

واعتبر فايز السعيد، الذي يؤكد أنه يعيش أفضل أحواله الإبداعية خلال التوقيت الذي ينجز فيه أغنية وطنية ملهمة، سواء على صعيد اللحن أو الغناء، أن «المجاملات هي أسرع طريق لإفساد المواهب الغنائية الشابة التي لاتزال تتلمس طريقها».

رغم ذلك يرى السعيد، الذي كان عضواً للجنة تحكيم أحد تلك البرامج، وهو «نجم الخليج»، الذي كان يبث على قناة دبي الفضائية، من بيروت، أن تلك النوعية من البرامج أسهمت بشكل إيجابي في تطور الأغنية العربية عموماً، وأتاحت في المقابل للأغنية الخليجية مزيداً من الانتشار والجماهيرية.

الاعتذار.. ثقافة

ضيف ليس غريباً

قال الفنان فايز السعيد إنه بات أكثر ترقباً لعرض المسلسل الأول له الذي يشارك في بطولته، وهو «يا مالكاً قلبي»، خلال شهر رمضان المقبل، ويجمعه بالفنانة العراقية شذى حسون، ويخرجه السوري عارف الطويل. وأكد أنه في كل الأحوال لن يكون نادماً على التجربة، مضيفاً «استغرق الفنان أحمد الجسمي وقتاً طويلاً من اجل إقناعي بالمشاركة، واستنفدت أنا بدوري وقتاً أطول للتفكير واتخاذ القرار، في حين أن القرار الأهم المرتبط بتكرار التجربة أو طيها يرتبط بالجمهور، ومدى تقبله للعمل عموماً، وإطلالتي ممثلاً خصوصاً».

ورغم اختلاف طبيعة كل منهما، إلا أن السعيد أكد أنه ألف كاميرا التصوير الدرامي بشكل كبير، مضيفاً «فربما يكون لكثرة الأغاني المصورة دور في ذلك، لكن في كل الأحوال فإن الزملاء الممثلين و أسرة (يا مالكاً قلبي) لم يشعروني بأني ضيف غريب في أسرة عالم الدراما».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/0313200012.jpg

أثناء الإعلان عن اشتراك السعيد ممثلاً في «يا مالكاً قلبي».     تصوير: تشاندرا بالان

أضاف السعيد لـ«الإمارات اليوم»، أنه «لا يمكن القول إلا أن الجيل الحالي هو الأوفر حظاً بين مختلف الأجيال بوجود مثل تلك البرامج التي تختزل وقتاً وجهداً كبيرين، إذ لم يكن يتوقع اكثر المتفائلين بمستقبل الأغنية العربية عموماً، ان تزخر بعشرات الأسماء الذين يستطيعون سنوياً الوصول إلى جمهور عريض، ما يعني أن الكرة الحقيقية في ملعب أصحاب المواهب أنفسهم، الذين يبقى عليهم إثبات اصالة مواهبهم، وإقناع الجمهور بها، لأن تلك البرامج في النهاية هي مجرد وسيط، يسهل التواصل والانتشار والوصول إلى الجمهور، في حين تبقى الموهبة الحقيقية هي العنوان الحقيقي لنجاح المطرب».

وحول قيامه بسحب أغنية «دق الهيوة» التي استوحاها من التراث اللحني العراقي، بعدما أثار تصويرها بطريقة «الفيديو كليب» انتقادات، أبرزها جاء من الشاعرة الإماراتية ميثاء الهاملي، قال: «لا يمكن لمن يعمل أن يتجنب تماماً الخطأ، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بكثافة إنتاجية كبيرة، لكن الأهم أنه حينما يحضر الخطأ، يجب أن يحضر أيضاً الاعتذار الذي هو ثقافة إنسانية لا تنتقص من قدر صاحبها، وتبقى ضرورية أيضاً في مقومات الفنان الناضج».

ووجّه السعيد في مقابل ذلك تحية للهاملي ولكل منتقديه، مضيفاً «قامت الهاملي بعد إصداري بيان اعتذار، بالإشادة بتلك الخطوة، وأثنت على هذا التصرف في تغريدات عدة، ما يعني ان رأيها وهجومها، كان موضوعياً وليس شخصياً، لذلك فهي هنا قامت بموقف نقدي يستحق التقدير، وليس العكس، وهو الموقف النزيه الذي صدر من وسائل إعلامية وكتاب جديرين بالثقة، قاموا بدورهم الطبيعي في الانتقاد».

أوبريتات

الأغنية الوطنية هي المجال الأكثر امتاعاً للسعيد، الذي يعد شخصية فنية حاضرة في معظم الأغاني والأوبريتات الوطنية في المرحلة الأخيرة، مؤكداً أن «الأغنية الوطنية بثرائها، وتطور محاورها أصبحت أكثر إلهاماً لهذا اللون من الغناء، وتطورت بشكل واضح، سواء على مستوى المضمون أو الألحان، وحتى الشكل»، مشيراً إلى العدد الكبير من الأوبريتات الوطنية الذي أثرى مكتبة الأغاني الوطنية بشكل ملحوظ «فمن الإيجابيات أن تتحول مناسبات رسمية، مثل ختام موسم حافل بالإنجازات لإحدى الوزارات أو المؤسسات الوطنية، إلى مناسبة لإنجاز أوبريت وطني، ما جعل حضور الأغنية الوطنية يتجاوز المناسبات الوطنية نفسها، وأبرزها اليوم الوطني».

واستشهد السعيد بمشاركة أكثر من ‬50 فناناً في أوبريت «ولاء وانتماء» في تجربة فنية غير مسبوقة، مضيفاً «قمت بتنسيق وإنتاج هذا العمل، ولم أواجه فيه أي صعوبة من حيث التنسيق للتصوير بين الفنانين، رغم ان بعضهم جاء خصيصاً للتسجيل من الخارج، إلا أن إدراك الفنان أهمية المشاركة في هذا النوع من الأعمال، وربطهم بين فكرة رد الجميل للوطن، والغناء والتغني به، قد سهلا الكثير من العراقيل التي يمكن ان تعترض مثل هذه الأعمال الضخمة».

وحول استمراره في تلحين الأغنية الرئيسة لبطولات فزاع التراثية لليولة، على مدار مختلف دورات البطولة، بالتعاون مع الفنان ميحد حمد، والشاعر سعيد بن مصلح، قال السعيد: «بالإضافة إلى الإشراف على انجاز القصائد المغناة لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فإن هذا العمل السنوي يعد بمثابة مهمة سنوية أتشرف بالاضطلاع بها، لاسيما أنها ضمن قائمة البطولات التراثية التي تشهد دعماً مباشراً من سموّه، وتسهم بشكل إيجابي في حفظ جانب مهم من الموروث الوطني الإماراتي».

تويتر